السبت، سبتمبر 05، 2015

تفريغ سورة الفاتحة

بسم الله الرحمن الرحيم
- نبدأ ب تفريغ مقطع سورة الفاتحة 
للاستاذه : جوهرة السيف 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. .
لقرآن نعيم يجعلنا نستصغر كل لذة عظمت في أنفسنا .
ويجعلنا لا نروم ولانرجو سواه ولا نسعى إلى غيره ..
للهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وأحزاننا.
اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا. .وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا .آمين 
لفاتحة:يقال لها الفاتحة .وأم الكتاب فقد ثبت في الصحيح عن الترمذي رحمه الله تعالى وصححه.عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال :قال صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب .والسبع المثاني والقرآن العظيم .ويقال لها الحمد
 ويقال لها الصلاة...لقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه سبحانه وتعالى (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين.....  ).
وهي سورة مكية ..
ويقال لها الرقية لحديث أبي سعيد في الصحيحين حيث رقى بها الرجل السليم ..فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم. ..وما يدريك أنها رقية ...
هي سبع آيات بلا خلاف ...ويقال لها الشافية ويقال الكافية ويقال أم القرآن لأنها جمعت مقاصد القرآن الكريم. .أولها رحمة واوسطها هداية وآخرها نعمة. 
وحظ العبد من النعمة على قدر حظه من الهداية وحظه منها على قدر حظه من الرحمة ...
(الحمدلله رب العالمين ) كيف نحمد الله تعالى ونحن لا نعرف أسماءه؟ لابد من معرفة أسماء الله الحسنى وفهمها وتدبرها والعمل بها في الواقع ..
لا يقضي الله أمرا إلا بهذه الأمور الثلاثة :العدل والحكمة والرحمة ...كل بلاء يأتينا من الله تعالى مثلا محنة ..ألم ...هذه كلها أمور ظاهرة .ولكن بحكمة الله ..ورحمته هي الحقيقة ..
باسم الله :ابتدأ بكل اسم لله تعالى ..الله اسم يعم كل الأسماء الحسنى ..
 الله :هو المألوه. المعبود.المستحق  لإفراده بالعبادة لما اتصف به من صفات الكمال والألوهية. .
لرحمن الرحيم :اسمان دالان على أنه ذو الرحمة الواسعة .والعظمة التي وسعت كل شيء ..
(الحمد لله رب العالمين ) 
الحمد :الثناء على المحمود بالفضائل  والوصف بالجميل ...كالمدح والشكر ..
فالله هو المستحق لجميع المحامد ..
والله علم على ذات الله ..
والرب هو السيد المالك المصلح المعبود بحق جل جلاله ...
العالمين:جمع عالم وهو كل ما سوى الله ..عالم الملائكة.. والإنس والجن  والحيوان .....
كل صفات الجلال والجمال والكمال له وحده فهو رب كل شيء وخالقه ومالكه  .. وعلينا أن نحمده بذلك
والحمد هو رأس الشكر  والشكر هو الاعتراف بالفضل إزاء نعمة صدرت من المشكور. بالقلب  واللسان واليد ...
لرب هو السيد المربي الذي يسوس من يربيه  ويدبر شؤونه. ..
والتربية نوعان:
التربية الخلقية:وهي تنمية أجسامهم حتى تبلغ أشدها وكذلك التربية العقلية والنفسية ...
لتربية التهذيبية والدينية:وهذه هي التي نريد ونسأل الله تعالى أن يمن علينا بها ..وتكون بما يوجبه الله تعالى على أفراد ليبلغوا للناس ما به تكتمل عقولهم وتصفو نفوسهم ...
كل ثناء جميل فهو لله تعالى الذي يربي الناس ويسوس العالمين من مبدئهم إلى نهايتهم  ويلههم ما فيه خيرهم  وصلاحهم  ...
فله الحمد على ما أدى والشكر على ما أولى
الحمد لله ثناء عليه بأسمائه وصفاته والحمد يكون باللسان .
أما الشكر فيكون بالقول والعمل والنية ...
الإنسان له قوتان:
لقوة العلمية :وتكون بمعرفة فاطره وخالقه. .ومعرفة أسمائه وصفاته ومعرفة الطريق الموصلة إليه 
ومعرفة آفات الطريق ..ومعرفة نفسه وعيوبها ..وهذه المعرفة هي التي يفقدها النصارى... ومن لديه فساد في العلم يقع في الضلال ...
القوة العملية :وهذه لا تحصل إلا بمراعاة حقوق الله تعالى على العبد والقيام بها إخلاصا وصدقا ومتابعة ونصحا وإحسانا وشهودا.....
وهذه هي التي وقع في فخها اليهود ...فهم عندهم العلم ولكن لم يعملوا به ....
فكمال الإنسان وسعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور وهي القوة العلمية و القوة العملية التي تضمنتها سورة الفاتحة. وانتظمتها أكمل انتظام ...
(اهدنا)  الهداية نوعان :هداية توفيق وهداية دلالة ...ونسأل الله الهداية من ثلاثة أوجه:
أن نعرف طريق الهداية  
أن نسير على الطريق المستقيم ولا نقف ...وهو الثبات على الطريق ..
أن نموت على الهداية ..
ماهي الأمور التي تخرج العبد عن الصراط المستقيم ؟  هوى النفس ..والنفس الأمارة بالسوء.... الشهوات والشبهات... والصحبة السيئة.... والجهل.
ماهي الأمور المعينة على الصراط المستقيم ؟
العلم والعمل بالعلم والصحبة الصالحة والإخلاص لله تعالى والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم. ...فلا نأتي ببدع  ولا زيادة عبادات ...
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)
(صراط الذين أنعمت عليهم)
صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ...وكل من أنعم الله عليهم بالإيمان ومعرفة الله والتوفيق لفعل محاب الله وترك المكاره. ..
أجمل الله تعالى ثم فصل ..صراط من ؟
الصراط المستقيم هو المنهج القويم المفضي بالعبد إلى رضوان الله والجنة .
وهو الإسلام القائم على الإيمان والعلم والعمل مع اجتناب الشرك والمعاصي ..
وهذا هو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم القائم على توحيد الله وإفراده بالعبادة. ..
بقي يؤسس التوحيد ١٣ سنة في مكة
قال ابن باز رحمه الله تعالى :الصراط المستقيم  هو توحيد الله تعالى وطاعة أوامره وترك نواهيه والوقوف عند حدوده ..
( مالك يوم الدين ) كلمة مالك تحسسنا بالمسؤولية .وإن الله تعالى هو المهيمن والمالك ليوم الدين. .لا يستطيع أحد أن يتكلم إلا بإذنه ....
لآيات الثلاث الأولى  قرر الله تعالى فيها قرارات شاملة لكل حياتنا .فكل النعم منه .وهو الذي سيرحمنا. وهو مالك يوم الدين ...
( إياك نعبد وإياك نستعين )
هو الملتجأ لنا بعد الله سبحانه وتعالى 
الآيات الثلاث الأولى هي تقرير للحقيقة في جانب الربوبية وعظمتها وعموم سلطانها وسعة رحمتها تقريرا جمع أمور الدنيا والآخرة ..
ثم جاءت (إياك نعبد وإياك نستعين )
لتقول لنا أن الذي يجدر بنا أن نعبده هو الله الذي تجلت أوصافه ووضحت عظمته وثبتت هيمنته على الكون ..
الفاتحة هي سر القرآن كاملا. وسر الفاتحة والقرآن كاملا هي إياك نعبد وإياك نستعين. .
اياك نعبد :تعني أنك تتبرأ من الشرك .
وإياك نستعين :تعني أنك تتبرأ من حولك وقوتك. ..
قول ابن تيمية رحمه الله تعالى :(علم القرآن جمع في الفاتحة وعلم الفاتحة في هذين الأصلين عبادة الله تعالى والتوكل عليه.
 إياك نعبد وإياك نستعين. )
قال ابن القيم رحمه الله تعالى  (وسر الخلق والأمر والكتب والشرائع والثواب والعقاب ...انتهى إلى هاتين الكلمتين وعليها مدار العبودية والتوحيد )..
تى قيل أن الله أنزل 104 كتابا جمع معانيها في التوراة والإنجيل  والقرآن. .وجمع معاني القرآن في المفصل وجمع معاني المفصل في الفاتحة ومعاني الفاتحة في  إياك نعبد وإياك نستعين. ..
 ابن القيم وضع كتابا كاملا لمنازل إياك نعبد وإياك نستعين 
من أراد السعادة الأبدية فيلزم عتبة العبودية
إياك نعبد وإياك نستعين. .تعاهد فيها الله .وتتجرد من كل حولك وقوتك ...هذه هي آية العبودية..
هي العلاج لأخطر الأمراض التي تدخل على جميع فئات الناس حتى الصالحين منهم ...وهي مرض الكبر  ومرض الرياء نسأل الله السلامة والعافية ...
ذا أعطاك الله الهداية فهي أعظم نعمة ..وهي أشرف المطالب .وهي أصل سعادة الدارين ...نسأل  الله تعالى أن يمن علينا بهذه النعمة ...
 انقسم الناس في السورة إلى ثلاثة أقسام 
عالم بالحق عامل به وهذا المنعم عليهم ...اللهم اجعلنا منهم. ..
عالم بالحق مخالف له ومتبع هواه ..وهم المغضوب عليهم وهم اليهود وتتحدث أغلب سورة البقرة عنهم . 
جاهل بالحق وهم الضالين وهم النصار ى وستتحدث سورة آل عمران عن أغلبهم ..
للهم اجعلنا ممن يتدبر كتابك ويفهمه ويعمل به آمين. ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كبيرا. .

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق