بسم الله الرحمن الرحيم
الوجه الأول من سورة البقرة
* سورة البقرة سورة مدنية إلا آيه وهي آية ٢٨١
( واتّقوا يَومًا تُرجعُون فيهِ إلى الله ثُمّ توفّى كُلّ نَفسٍ ماكسَبتْ وهُم لا يُظلمُون )
* نزلت في منى في حجّة الوداع وإن كانت من المدني باعتبار نزولها بعد الهجرة
* عدد آيات السّورة ٢٨٦ آية
* سورة البقرة هي أطول سورة في القرآن
* هي أول سورة نزلت في المدينة
* سميت سورة البقرة بالبقرة لاشتمالها على قصّة البقرة التّي أمر الله بني اسرائيل بذبحها
* فضل هذه السّورة عظيم قيل أنّها :
فسطاط القرآن لعظمتها وبهاءها وكثرة أحكامها ومواعظها
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلّى الله عليه وسلّم :
( لاتجعلوا بيوتكم قبورًا ، فإنّ البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان )
رواه مسلم .
وقال : ( اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة )
( أي السّحرة )
قال بعض أهل العلم فيها " اشتملت سورة البقرة على
" ألف خبر وألف أمر وألف نهي "
بدايتها ( آلم )
اختلف العلماء فيها
-
ابن سعدي يقول :
الأسلم فيها السّكوت عن التّعرض لمعناها من غير مستند شرعي مع الجزم بأنّ الله تعالى لم ينزلها عبثًا بل لحكمة لانعلمها .
- وقال ابن تيمية وشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيّم وجمع من أهل العلم إلى أن :
المقصود ب ( آلم ) الإشارة إلى بيان إعجاز القرآن الكريم وأنّ هذا القرآن لم يأتي بكلمات أو بحروف خارجة عن نطاق البشر
إنّما هو من الحروف التّي لاتعدو ما يتكلّم به البشر
فهي مثل الحروف التّي يتكلمون بها
ولذلك الله سبحانه وتعالى طلب من العرب أن يأتوا بآية أو بسورة فلم يستطيعوا ، مع أنّها مثل الحروف التّي يتحدّثون بها
وهذا إعجاز علمي عظيم من الله سبحانه وتعالى .
بعد ذلك قال ( ذلك الكتَاب لاريبٍ فيه )
يقصد القرآن العظيم فهذا وصفٌ من الله سبحانه وتعالى للكتاب ، ونحن نعرف أنّ بداية كلّ الكتب يصف الكاتب كتابه ويمدحه ويثني عليه ويذكر مافيه ، فكأنّ الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة يوضّح ماذا سيكون في كتابه ، فيمدحه ويمجّده ، ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى جلّ وعلا وهذا وصف عظيم لكتاب الله .
( ذلك الكتابُ لا ريبَ فيه )
لا شكّ فيه : دائمًا ضدّ الرّيب : اليقين و ضدّ الشّك : اليقين
* لا ريب فيه لأنّه هدى للمتّقين
كلّ من لديه يقين فهو على هدى
وكلّ من يشتكي من ضعف أعمال جوارحه فهو ضعيف اليقين ، فهنا يحتاج أن يزيد جرعة اليقين حتّى يزداد لديه الهدى وهي الهداية
( ذلك الكتَاب لا ريبَ فيه )
لاشكّ فيه كلّه يقين لذلك هو هدى للمتّقين ومعنى الهدى الهداية والرّشاد
فهذا القرآن هو هدايةً لنا جميعًا ، هو رشاد لنا ..
لذلك أي آية في كتاب الله تخاطب جميع النّاس فهو ليس لفئة معينة
لذلك يقول الله سبحانه وتعالى ( ذلك الكتابُ لاريبَ فيه )
لاشكّ فيه هدى للمتّقين
هؤلاء المتّقين الذّين جعلوا القرآن العظيم هدايةً لهم ، رشادًا لهم ، توجيهًا لهم ، نصحًا لهم .
أوصــــافـــــهـــــم
أول صفّة هي :
الإيمان بالغيب
و هي صفة عظيمة جليلة ، الصّحابة يقولون أن أبا بكر الصّديق لم يزد علينا بصيام ولا صلاة ولا عبادة ، وإنّما كان شيئًا وقر في قلبه : يقين
إبراهيم ( إنّ إبراهيم كان أمّة ) وصفه الله سبحانه وتعالى ، تجدين كلّ القصص أنّ لديه صفة اليقين عظيمة جدًا حتّى أنّهم وصلو إلى عين اليقين ، إبراهيم عليه السّلام حينما كلّم ربّه قال :
( ربّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )
ليرتاح قلبه ليصل من علم اليقين إلى عين اليقين
* فما هو الفرق بين علم اليقين وعين اليقين ؟
أن تسمع وتصل إلى حدّ الإيغال ولكن لم ترى شيئًا ،
مثل الموت ؛ فنحن نقرأ عن الموت ولكنّنا لم نمرّ بمرحلة الموت .
فعندما نصدّق أمراً لم نمرّ به هذا يعني أنّنا وصلنا لمرحلة علم اليقين .
وعندما نمرّ به ونراه نصل إلى عين اليقين .
وصف الله تعالى كتابه بأنّه :
1- الكتاب الكامل الحائز على كل كمال
2- أنّه المشتمل على مالم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتّأخرين من العلم العظيم والحقّ المبين
3- أنّه لا شكّ فيه بوجه من الوجوه فهو مشتمل على علم اليقين المزيل للشّك
- ( الذّين يؤمنون بالغيب )
هذه أول صفة وهي صفة عظيمة لمن يتحلّى بها و هي صفة الإيمان بالغيب
- ( الّذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصّلاة )
الصّلاة هي الصّفة الثّانية لأنّهم يؤمنون بالغيب لذلك يقيمون الصّلاة إقامة عظيمة
يقيمونها بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها ، والمحافظة على أوقاتها وإسباغ الطّهور فيها
يقيمونها باطنًا بإقامة روحها وذلك بالإقبال على الله تعالى وذلك بحضور القلب فيها فتسجد لله قلوبهم ويتصلون به على مدار الليل والنّهار
يقيمون الصّلاة لأنّهم يؤمنون بالغيب
- صفة الإيمان بالغيب هذه ركيزة كلّ الصّفات التّي تأتي بعدها هي صفة أساسًا تأتي من الأساس
- الصّفة الثّالثة لهم :
أنّه يقول سبحانه وتعالى عنهم :
( وممّا رزقناهم ينفقون )
أي رزق الابتسامة ، رزق الرّضى ، رزق الصّلاح ، رزق النّصيحة
وأي رزق أعطاك الله سبحانه وتعالى عليك يعطي النّاس
( وممّا رزقناهم ينفقون )
ليس فقط في المال لأن الله سبحانه وتعالى في الآية عمّم قال : وممّا رزقناهم
-
الصّفة الرّابعة :
( والّذين يؤمنون بما أنزل إليك )
بما أنزل إليك يا محمّد من القرآن العظيم وبما أتيت به من السّنة
( وما أنزل من قبلك )
من قبلك الأنبياء والرّسل - التّوراة الإنجيل - عيسى موسى عليهم السّلام ، صحف إبراهيم عليه السّلام
والّذين يؤمنون بما أنزل إليك يامحمد وما أنزل من قبلك
وبالآخرة هم يوقنون
فليس لديهم أدنى شكّ في الآخرة ليس لديهم أدنى شكّ في الموت
ولا أدنى شكّ في الحساب ولا أدنى شكّ في الميزان ولا أدنى شكّ في الصّراط
يؤمنون بهذا كلّه
بالآخرة : هم يوقنون بيوم المعاد ، يوم الحساب
أولئك يمدحهم الله عزّ وجل بعد أن عدّد صفاتهم .
- بعدها مدحهم الله وأثنى عليهم بقوله
( أولئك على هدى من ربّهم وأولئك هم المفلحون )
يقول أنّهم يمشون على هداية من ربهم ،
فإذا كنت تسألين الهداية كوني ممن يعمل لهذه الصّفات ،
ختمها الله سبحانه وتعالى بقوله :
( أولئك هم المفلحون )
مفلحون في الدّنيا ، مفلحون في الآخرة ، مفلحون في البرزخ ،
مفلحون في أية جهة يتجهون إليها هم مفلحون
* والفلاح هو الفوز بالمطلوب والنّجاة من المرهوب
حصر الفلاح فيهم فقال أولئك هم المفلحون فهم فقط المفلحون ,
نسأل الله بمنه وكرمه أن نكون منهم ياحي ياقيوم
وبهذا انتهى الوجه الأول
أسأل الله سبحانه وتعالى بمنّه أن يرسل علينا ياذا الجلال والإكرام بمنّه وكرمه رحمة من عنده
وصلّى اللهم وسلّم وبارك على نبينا محمّد
وصلّى اللهم وسلّم وبارك على نبينا محمّد
.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق