الوجه التاسع عشر من سورة البقرة
يقول الله تعالى:
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
أي اذكر إبراهيم وإسماعيل حينما رفعا القواعد من البيت
والقواعد هو جمع قاعدة وهي السارية والأساس
أُذكر يا محمد لقولك بناء إبراهيم عليه السلام وإسماعيل عليهما السلام البيت ورفعهما القواعد منه وهما يقولان
{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم}
كانوا يُرددانها وكانوا على وجلاً وخوفاً ورجاء من الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منهما
فهما في عملاً صالح وهما يسألان الله تعالى أن يتقبل منهما
وكما روى عن ابي حاتم قال :
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْت}
ثم كان يقرأ هذه الآية ثم يبكي ويقول يا خليل الرحمٰن ترفع قوائم بيت الرحمٰن وانت مشفق ألا يتقبل منك
وهذا هو دأب الصالحين وحالهم
يقول الله عز وجل :
{وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}
لابد انو دائماً أن نرجو الله عز وجل ونخافهُ
لابد أن تكون حياتنا بين الخوف والرجاء
ختمها بقوله : {إنك أنت السميع العليم}
وينقسم سمع الله تعالى الى قسمين
سمع بمعنى سماع الأصوات وسمع بمعنى الاستجابة
مثال الأول قوله تعالى :
{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم ۚ}
وهذا السمع من الصفات الذاتية لأنهُ ملازماً لذاته لم يزل ولا يزال سميعاً سبحانه جل وعلا
أما المثال الثاني الذي هو سماع الاستجابة :
{إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ }
وهذا السمع من الصفات الفعلية لأن الإستجابة تتعلق بمشيئتهِ سبحانه إن شاء أستجاب وإن لم يشأ سبحانه وتعالى لم يستجب
ثم قال تعالى :{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا }
مازال إبراهيم عليه السلام يدعو
ونحن تحدثنا سابقاً عن أهمية الدُعاء وأن الأنبياء رضوان الله عليهم لم يستغنوا عن الدُعاء مع أنهم صفوة الله سبحانه وتعالى
الدُعاء مطلوب في كل الحالات
وهما يعملان ويقدمان أعمالا صالحة ومع ذلك يطلبان الله سبحانه وتعالى أن يستجيب لهما
يعطينا دليل على انه وانت تقدم الأعمال الصالحة احرص على أن تطلب الله عز وجل
لأنه سبحان الله أحرى للإجابة
أحرى أن يستجيب الله عز وجل دُعائك وانت تقدم الأعمال الصالحة
{وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت}
يعني أن الآن إبراهيم وإسماعيل يشتغلان فنقول
قد روى البخاري عن ابن عباس قال أول من أتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل أتخذت منطقاً لتُعفي او تخفي أثرها على ساره
ثم جاء ابيها عليه السلام بأبنها وهي وهي ترضعهُ حتى وضعها عند بيت عند البيت الحرام عند دوحة فوق زمزماً في أعلى المسجد
وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هناك ووضع عندهما جراباً فيه تمراً وسقاء فيه ماء
ثم قفى إبراهيم منطلقاً فتبعتهُ أم إسماعيل آي فقالت : يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي ليس فيه أنيس ولا أي شئ فقالت لهُ ذلك مرارا وجعل إبراهيم عليه السلام لا يلتفتُ إليها
هذه التربية الإبراهيمية تربية إبراهيم
تربية إبراهيم عليه السلام أثرت على هاجر وقد أتى بها مشركة من مصر ومع ذلك أثرت تربيتها عليه
أسمع ماذا قالت : آه الله أمرك بهذا
قال : نعم
قالت إذا لا يُضيعنا ثم رجعت
من أخبرك يا هاجر ؟ هذه التربية الإبراهيمية التي نرددها بأكثر دروسنا
اليقين
تعلم اليقين أعرف اليقين
كيف هاجر هذه التي ليس لها فترة طويلة متزوجه من إبراهيم عليه السلام وكانت مشركه أتت من بيت مشرك
كل حياتها كانت شرك وكفر لا تعرف الله سبحانه وتعالى وإذا بسنوات قليلة تعرف أن الله سبحانه وتعالى لن يُضيعها
هي تلك تربية إبراهيم عليه السلام - اليقين -
تجلس في صحراء أرض ليس فيها ماء ليس فيها أحد ليس فيها مخلوق على وجه الأرض وتجعل زوجها يذهب عنها لأن الله أمرهُ بهذا
أين أنت من هذا من يقين هاجر عليها السلام
قالت إذا لا يُضيعنا ثم رجعت فانطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونهُ استقبل بوجهِ البيت ثم دعا بهذه الدعوات و رفع يدهُ فقال
{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ }
لا يوجد فيه شيء
{عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ}
وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ في السقا عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظُر إليه يتلوى فانطلقت كراهية أن تنظر إليه
فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها
فقامت عليه
ثم استقبلت وادي تُنظر هل ترى من أحد تفعل الأسباب
فلم ترى من أحد لم تقل
(يعني كيف اجيب الماء خلاص أجلس خلاص لا يوجد انتظر الماء لمن يأتي )
لا بل قامت عليه ثم استقبلت الوادي تُنظر هل ترى من أحد
فلم ترى من أحد فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرفي ذرعها ثم سَعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي
بدلت الأسباب هذا هو التوكل هذا هو التوكل تبدل الأسباب وتتوكل على الله سبحانهُ وتعالى
لم تقل كيف يتركنا في هذا المكان هذا لا يرحم كيف
مثل ما نقول نحنُ النساء الضعيفات
كيف يتركنا هذا الزوج هذا الزوج فيه ما فيه
لا لم تقل هذا وإنما بدأت تشتغل بدأت تعمل
ثم أتت المروة فقامت عليها هل ترى من أحد فلم ترى من أحد ففعلت ذلك سبع مرات
لا إله إلا الله
قال ابن عباس قال النبي صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
فلذلك سعى الناس بينهما
لم يُنسى عملها لم يُنسى مجهودها لم يُنسى ما بذلت
فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت صه
تريد نفسها تقصد نفسها
ثم تسمعتُ فسمعت أيضاً فقالت قد أسمعتُ إن كان عندك غواث
فإذا هي بالملك عند موضع زمزم
فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء
فجعلت تحُوطهُ وتقول بيدها هكذا
وجعلت تغرف من الماء في ساقها وهو يفور بعدما تغرف
يقول ابن عباس قال النبي صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عيناً معينا
قال فشربت وأرضعت ولدها فقال لها الملك لا تخافي طيعة
فإن هاهنا بيت الله يبنيهِ هذا الغلام وأبوه وأن الله لا يُضيع أهله
وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينهِ وشمالهِ
انتهت قصة هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام
ثم يقول الله تعالى:
{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا}
قال ابن جرير يعنيان بذلك وأجعلنا مستسلمين لأمرك
لا تعجب بنفسك لا ,أطلب الله عز وجل دائماً بأن يطعمك ويهديك وأن ينور بصيرتك وأجعلنا مستسلمين لأمرك
من هذا الذي يدعي؟
الذي يدعي إبراهيم عليه السلام وأبنهُ
خاضعين لطاعتك ولا نشركُ معك في الطاعة أحد سواك ولا في العبادة غيرك
{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْن لَكَ}
قال الله عز وجل : قد فعلت قد فعلت
{وَمِن ذُرِّيَّتِنَا}
لم تلاحظ إبراهيم عليه السلام اهتمامهُ بالذرية
يهتم بالذرية
كثير دعاءهُ في الذرية
قال قد فعلت
ثم يقول الله تعالى : {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَاُ}
ماهي المناسك ؟
يقول مجاهد قال : قال إبراهيم {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَاُ}
فأتاهُ جبرائيل فأتى به البيت فقال أرفع القواعد فرفع القواعد وأتم البنيان ثم أخذ بيده فأخرجهُ فانطلق به الى الصفا فقال هذا من شعائر الله ثم أنطلق به الى المروة فقال هذا من شعائر الله ثم أنطلق به الى نحو منى فقال هذا من شعائر الله
فلما كان من العقبة إذا إبليس قائماً عند الشجرة فقال كَبر وأرمه فكبر ورماه
ثم أنطلق الى الجمرة الوسطى وهكذا فلما جاز به جبريل وإبراهيم فقال كَبر وأرمه فكبر ورمى فذهب الخبيث وكان الخبيثُ أراد أن يُدخل في الحج شيئاً فلم يستطيع فأخذ بيد إبراهيم حتى أتى به الى المشعر الحرام فقال هذا المشعر الحرام فأخذ بيد إبراهيم حتى أتى به عرفات فقال قد عرفتُ ما أريتك قالها ثلاثاً
قال: نعم
{وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا}
علمنا يا رب عبادتنا علمنا كيف نعبدك علمنا كيف نتعبدك علمنا كيف نعرفك يا الله
إبراهيم عليه السلام يطلب من الله سبحانه وتعالى ذلك
أليس نحنُ أولى أن نطلب الله سبحانه وتعالى أن يُعلمنا
كيف نعبده كيف نتقيه كيف تكون قلوبنا مليئة يقيناً وتقوى وصلاحاً
( وتُبْ عَلَيْنَا )
بعد هذا كلهُ يسألهُ التوبة
{إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ}
يخبر الله تعالى عن تمام دعوة إبراهيم لأهل الحرم أن يبعث الله فيهم رسولاً منهم
أي من ذرية إبراهيم وقد وافقت هذه الدعوة المستجابة قدر الله السابق
وقد قدر سابقاً في تعيين محمداً صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم رسولاً في الأُميون إليهم والى سائر الأعجميين من الأنس والجن
والمراد أن أول من نوه بذكر محمد صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وشهره في الناس إبراهيم عليه السلام
ولم يزل ذكرهُ في الناس مذكوراً مشهوراً سائراً حتى أفصح باسمهِ خاتم الأنبياء بني إسرائيل نسباً وهو عيسى أبن مريم عليه السلام وهو خاتم أنبياء بني إسرائيل
حيث قام في بني إسرائيل خطيباً وقال:
{إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}
ولهذا قال في الحديث محمد صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال :
أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ابن مريم
ثم قال :{وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ}
من الذي يرغب عن مِلة إبراهيم عليه السلام ومن الذي سيترك مِلة إبراهيم عليه السلام ومن الذي يسفهه مِلة إبراهيم عليه السلام
إلا سفيه يعني لا يرغب عن مِلة إبراهيم يعني عن طريقتهُ ومنهجهُ فيخالفها ويرغب عنها إلا من يسفه نفسه أي ظلم نفسه بسفههِ وسوء تدبيره بتركهِ الحق الى الضلال
حيث خالف طريق من اصطفى في الدنيا للهداية والرشاد
من اصطفاهُ للدنيا وهو إبراهيم عليه السلام
والشرك ظلم عظيم
دائماً السفيه لا يعرف مصلحة نفسه
{ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ} ظلم نفسه
{وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ َ}
يعني إبراهيم عليه السلام
{وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا}
لم يشرك في الله طرفة عين
تبرأ من كل معبود سواه خالف في ذلك سائر قومهِ
حتى تبرأ من أبيه
{وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ }
يعني إبراهيم
{لَمِنَ الصَّالِحِين}
{إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمَ}
أي أمرهُ بالإخلاص لهُ والاستسلام والانقياد
فأجاب الى ذلك شرعاً وقدرا
{إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
ما معنى الاستسلام
انك تنقاد لأوامر الله عز وجل
تنقاد لأوامر محمد صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
تستجيب لأوامره
الاستجابة أمراً ليس بهين
وذكر الله عز وجل الذين يستجيبون لأوامره
ذكرها في سورة الرعد أرجع لها عشرة صفات
الذين يستجيبون لله عز وجل ولرسوله
{إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
أمرهُ بالإخلاص لهُ والاستسلام والإنقياد وفقط ؟
لا ووصى بها
هذا هو الرجل الصالح هذه المرأة الصالحة أنها تعرف الحق وتتبع طريق الحق
ثم تبدأ تدعو لهُ تدعو لهُ بَنيها ذريتها جيرانها أقاربها
{وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ}
وهذا يدل على أهمية التوحيد عند إبراهيم عليه السلام
ما توصي بأمور إلا وهي مهمة عندك عظيمة عندك
{يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ}
يعقوب يعتبر إبراهيم جدهُ ومع ذلك ذكر وخص بالإسم
يدل على أن الحفيد يكون بمقام الأبن وبعض الأحيان يكون بأهم من الأبن وأفضل من الأبن
{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ}
أختار لكم هذا الدين ولا يختار الله عز وجل لكم إلا الأصلح
{فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}
لابد أن نلتزم بالتوحيد حتى الممات أحسنوا في حال الحياة وألزُموا هذا ليرزقكم الله عز وجل وفاة عليه
فإن المرء يموت غالباً على ما كان عليه ويُبعث على مات عليه
وقد أجر الله الكريم عادته بأن من قصد الخير وفق له ويسر عليه
ومن نوى صالحاً ثُبت عليه أو ثَبت عليه
أقصد الخير و ستتوفق له
وهذا لا يُعارض ماجاء بهذا الحديث الصحيح أن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى مايكون بينهُ وبينها إلا باعا أو ذرعا فيسبقوا عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها
وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينهُ إلا باع أو ذراع فيسبقوا عليه الكتاب فيعملوا بعمل أهل الجنة فيدخلها
لأنه قد جاء في بعض الروايات أن في الحديث ليعملوا بعمل أهل الجنة فيبما يبدوا للناس ويعمل بعمل أهل النار فيما يبدوا للناس
نعم مشكلة عندما نكون نخالف الحقيقة
لو أعمالنا الظاهرة تخالف حقيقتنا
لا قلبك أهم , أشتغل على قلبك دع الله عز وجل يعرفك حقيقة المعرفة
تعرف على اللهُ عز وجل حقيقة المعرفة كن صادق مع الله سبحانه وتعالى خليك مؤمن صالح مع الله
اهم شئ مع الله لا يهمك كلام الناس لن يضروك ولا ينفعك كلام الناس
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} اعطى قدم الصالحات وأتقى خاف من الله سبحانه وتعالى وأنتبه الى الطريق الذي سار عليه
{وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ} التي هي لا إله إلا الله
ماهي النتيجة يارب ؟
{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} سندخلهُ الجنة سيكون هذا تيسير منهُ سبحانه وتعالى
على العكس {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}
{أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }
يعقوب , إسماعيل ليس أبوه , العم كما قال العلماء العم يكون بمكانة الأب وهذا من باب التغريب
{ قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِك}
يقين ليس فقط إلَهَكَ لا
{إِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
مستسلمون أي نوحدهُ بالألوهية ولا نشرك به شيئاً غيره
{وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
مطيعون خاضعون
والإسلام هو ملة الأنبياء خاطبة وان تنوعت شرائعهم واختلفت مناهجهم
ثم يقول الله تعالى:
{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ }
أي مضت
{لَهَا مَا كَسَبَتْ} أي أن السلف الماضين من آبائكم من الأنبياء والصالحين لا ينفعكم إنتسابكم إذا لم تفعلوا خيراً يعود نفعهُ عليكم هؤلاء أجدادكم ياقريش هؤلاء أجدادكم يابني إسرائيل
لكن لن ينفعكم هذا كلهُ صلة القرابة هذه لن تدخلكم لا جنة ولا نارا
{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ} انتهت أنتم الآن اعملوا لأنفسكم اشتغلوا لأنفسكم هؤلاء صحيح أجدادكم أسماعيل
نحن نعرف جد العرب أسماعيل هو جد قريش وأسحاق هو جد بني أسرائيل
هؤلاءهم أجدادكم لكن خلاص أعمالهم لهم وأنتم أشتغلوا على أنفسكم
{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ} خلاص راحت ذهبت
{لَهَا مَا كَسَبَتْ} وأنتم لكم ما كسبتم
نختلف ليس فقط لأنه أجدادكم هذا يعني أنهم سيدخلوكم جنة أو نارا
{وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
لن نسألكم هذا عدلاً منهُ سبحانه وتعالى هذا عدلا منهُ وحكمه جل وعلا
من بطأ بهِ عملهُ لم يسرع بهِ نسبهُ
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق