بسم الله الرحمن الرحيم
الوجه الرابع عشر من سورة الأعراف
يقول الله تعالى :
( حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ ) 105
هذه قصة موسى عليه السلام :
موسى عليه السلام يقول إن الله قد اختارني واصطفاني برسالته جل وعلا فحقيق علي والأجدر علي أن لا أكذب عليه ولا أقول عليه إلا الحق فإني لو قلت غير ذلك لعاجلني بالعقوبة . فمعرفته بالله عزوجل معرفته من هو الله سبحانه جل وعلا جعلته يتعامل هذا النبي موسى عليه السلام مع الدعوى بكل صدق وحق وأمانة وصرامة وجد واجتهاد وحماس ..
موسى عليه السلام يقول إن الله قد اختارني واصطفاني برسالته جل وعلا فحقيق علي والأجدر علي أن لا أكذب عليه ولا أقول عليه إلا الحق فإني لو قلت غير ذلك لعاجلني بالعقوبة . فمعرفته بالله عزوجل معرفته من هو الله سبحانه جل وعلا جعلته يتعامل هذا النبي موسى عليه السلام مع الدعوى بكل صدق وحق وأمانة وصرامة وجد واجتهاد وحماس ..
فقال : { حقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ }
فهذا موجب لأن ينقادوا له ويتبعوه، خصوصا وقد جاءهم ببينة من اللّه واضحة جلية على صحة ما جاء به من الحق،
فوجب عليهم أن يعملوا بمقصود رسالته،
ولها مقصودان عظيمان : إيمانهم به، واتباعهم له، وإرسال بني إسرائيل الشعب الذي فضله اللّه على العالمين، أولاد الأنبياء، وسلسلة يعقوب عليه السلام، الذي موسى عليه الصلاة والسلام واحد منهم.
فوجب عليهم أن يعملوا بمقصود رسالته،
ولها مقصودان عظيمان : إيمانهم به، واتباعهم له، وإرسال بني إسرائيل الشعب الذي فضله اللّه على العالمين، أولاد الأنبياء، وسلسلة يعقوب عليه السلام، الذي موسى عليه الصلاة والسلام واحد منهم.
فقال له فرعون: ( قال إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) 106
(فَأَلْقَى موسى عَصَاهُ في الأرض فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ )107
أي: حية ظاهرة تسعى، وهم يشاهدونها.
أي: حية ظاهرة تسعى، وهم يشاهدونها.
( وَنـزعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ) 108
{ وَنـزعَ يَدَهُ } من جيبه .
{ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ } أي : من غير سوء ،
فهاتان آيتان كبيرتان دالتان على صحة ما جاء به موسى وصدقه، وأنه رسول رب العالمين، ولكن الذين لا يؤمنون لو جاءتهم كل آية لا يؤمنون بها حتى يروا العذاب الأليم.
{ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ } أي : من غير سوء ،
فهاتان آيتان كبيرتان دالتان على صحة ما جاء به موسى وصدقه، وأنه رسول رب العالمين، ولكن الذين لا يؤمنون لو جاءتهم كل آية لا يؤمنون بها حتى يروا العذاب الأليم.
( قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ) 109
{ قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ } حين بهرهم ما رأوا من الآيات، ولم يؤمنوا، وطلبوا لها التأويلات الفاسدة.
{ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } أي: ماهر في سحره.
{ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } أي: ماهر في سحره.
( يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ) 110
ثم خوفوا ضعفاء الأحلام وسفهاء العقول، بأنه :
{ يُرِيدُ } موسى بفعله هذا { أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ } بسحره أي: يريد أن يجليكم عن أوطانكم .
{ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } أي: إنهم تشاوروا فيما بينهم ما يفعلون بموسى، وما يندفع به ضرره بزعمهم عنهم، فإن ما جاء به إن لم يقابل بما يبطله ويدحضه، وإلا دخل في عقول أكثر الناس.
{ يُرِيدُ } موسى بفعله هذا { أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ } بسحره أي: يريد أن يجليكم عن أوطانكم .
{ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } أي: إنهم تشاوروا فيما بينهم ما يفعلون بموسى، وما يندفع به ضرره بزعمهم عنهم، فإن ما جاء به إن لم يقابل بما يبطله ويدحضه، وإلا دخل في عقول أكثر الناس.
( قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ) 111
فحينئذ انعقد رأيهم إلى أن قالوا لفرعون:
{ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ } أي: احبسهما وأمهلهما،
{ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ } وابعث في المدائن أناسا يحشرون أهل المملكة .
( يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ) 112
أي: يجيئون بالسحرة المهرة، ليقابلوا ما جاء به موسى،
فقالوا:
{ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ } أي: احبسهما وأمهلهما،
{ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ } وابعث في المدائن أناسا يحشرون أهل المملكة .
( يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ) 112
أي: يجيئون بالسحرة المهرة، ليقابلوا ما جاء به موسى،
فقالوا:
[ فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى ] سورة طه (58)
[ قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى * فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى ] سورة طه ( 59_60 )
(وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لأجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ) 113
طالبين منه الجزاء إن هم غلبوا .
( قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) 114
( قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) 114
فـ { قَالَ } فرعون: { نَعَمْ } لكم أجر
{ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ } :
{ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ } :
زيادة مكافأة زيادة تحفيز و تشجيع .
أهل الباطل يتشاطرون ويتمايزون في دفع اهلهم للباطل وفي دفع اتباعهم للباطل ، فوعدهم الأجر والتقريب، وعلو المنـزلة عنده، ليجتهدوا ويبذلوا وسعهم وطاقتهم في مغالبة موسى.
أهل الباطل يتشاطرون ويتمايزون في دفع اهلهم للباطل وفي دفع اتباعهم للباطل ، فوعدهم الأجر والتقريب، وعلو المنـزلة عنده، ليجتهدوا ويبذلوا وسعهم وطاقتهم في مغالبة موسى.
( قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ ) 115
فلما حضروا مع موسى بحضرة الخلق العظيم { قَالُوا } على وجه التألي وعدم المبالاة بما جاء به موسى:
{ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ }
ما معك { وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ } .
( قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ) 116
{ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ }
ما معك { وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ } .
( قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ) 116
فـ { قَالَ } موسى { أَلْقُوا } لأجل أن يرى الناس ما معهم وما مع موسى عليه السلام .
{ فَلَمَّا أَلْقَوْا } حبالهم وعصيهم، إذا هي من سحرهم كأنها حيات تسعى،
فـ { سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ }
: لم يوجد له نظير من السحر. أهل الباطل يدفعون الأموال ليظهرون الباطل فأين اهل الحق ؟ وأين ما قدموه ؟ وصفه الله عزوجل بسحرعظيم ليس له نظير.
: لم يوجد له نظير من السحر. أهل الباطل يدفعون الأموال ليظهرون الباطل فأين اهل الحق ؟ وأين ما قدموه ؟ وصفه الله عزوجل بسحرعظيم ليس له نظير.
( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ
مَا يَأْفِكُونَ )117
{ وَأَوْحَيْنَا } أي :أوحى الله سبحانه وتعالى .
الله سبحانه أمره بين الكاف والنون هو الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى هو المدبر الخالق له ملك السموات والأرض .
الله سبحانه أمره بين الكاف والنون هو الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى هو المدبر الخالق له ملك السموات والأرض .
فَأَلْقَاهَا { فَإِذَا هِيَ } حية تسعى، فـ { تَلْقَفُ } جميع { مَا يَأْفِكُونَ } أي: يكذبون به ويموهون به الخلق .
( فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) 118
{ فَوَقَعَ الْحَقُّ } أي: تبين وظهر،
واستعلن في ذلك المجمع العظيم .
واستعلن في ذلك المجمع العظيم .
الله عزوجل لا يضيع من أراد نصرة دينه ومن يسعى لنصرة دينه ، الله عزوجل لا يخذل المؤمنين :
[ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ]
[ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ]
آل عمران 160
{ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } :أمهر الناس بالسحر لم يستطيعوا أن يخدعوا الناس إذ تبين الحق وظهر من الله تعالى تسقط جميع قمم الباطل مهما ارتفعت.
( فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ ) 119
{ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ } أي: في ذلك المقام .
{ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ } حقيرين قد اضمحل باطلهم، وتلاشى سحرهم، ولم يحصل لهم المقصود الذي ظنوا حصوله.
وأعظم من تبين له الحق العظيم أهل الصنف والسحر، الذين يعرفون من أنواع السحر وجزئياته، ما لا يعرفه غيرهم، فعرفوا أن هذه آية عظيمة ليست سحرا بل اية من آيات اللّه الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى لا يدان لأحد بها.
( وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ) 120
أي : وصدقنا بمابعث به موسى من الآيات البينات.
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
سبحانك اللهم وبحمده أشهد أن لا إله الا الله أستغفرك وأتوب اليه.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق