بسم الله الرحمن الرحيم
الوجه السادس عشر من سورة الأعراف
قال الله تعالى :
( فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (131)
{ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ } أي: الخصب وإدرار الرزق .
{ قَالُوا لَنَا هَذِهِ } أي: نحن مستحقون لها، فلم يشكروا اللّه عليها.
{ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } أي: قحط وجدب.
مازالت القصة تتحدث عن موسى عليه السلام وقوم موسى وفرعون .
{ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ } أي: يقولوا: إنما جاءنا بسبب مجيء موسى، واتباع بني إسرائيل له.
قال اللّه تعالى : { أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ } أي: بقضائه وقدرته، ليس كما قالوا، بل إن ذنوبهم وكفرهم هو السبب في ذلك ،
بل {أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ } أي : فلذلك قالوا ما قالوا .
بل {أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ } أي : فلذلك قالوا ما قالوا .
( وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ) (132)
{ وَقَالُوا } مبينين لموسى أنهم لا يزالون، ولا يزولون عن باطلهم :
{ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ }
أي: قد تقرر عندنا أنك ساحر، فمهما جئت بآية،
جزمنا أنها سحر، فلا نؤمن لك ولا نصدق،
وهذا غاية ما يكون من العناد، أن يبلغ بالكافرين إلى أن تستوي عندهم الحالات، سواء نـزلت عليهم الآيات أم لم تنـزل .
أي: قد تقرر عندنا أنك ساحر، فمهما جئت بآية،
جزمنا أنها سحر، فلا نؤمن لك ولا نصدق،
وهذا غاية ما يكون من العناد، أن يبلغ بالكافرين إلى أن تستوي عندهم الحالات، سواء نـزلت عليهم الآيات أم لم تنـزل .
( فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ) (133)
{ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ } أي: الماء الكثير الذي أغرق أشجارهم وزروعهم، وأضر بهم ضررا كثيرا .
{ وَالْجَرَادَ } فأكل ثمارهم وزروعهم، ونباتهم .
{وَالْقُمَّلَ } قيل: إنه الدباء، أي: صغار الجراد، والظاهر أنه
{وَالْقُمَّلَ } قيل: إنه الدباء، أي: صغار الجراد، والظاهر أنه
القمل المعروف .
{ وَالضَّفَادِعَ } فملأت أوعيتهم، وأقلقتهم، وآذتهم أذية شديدة.
{ وَالدَّمَ } إما أن يكون الرعاف
{ وَالضَّفَادِعَ } فملأت أوعيتهم، وأقلقتهم، وآذتهم أذية شديدة.
{ وَالدَّمَ } إما أن يكون الرعاف
، أو كما قال كثير من المفسرين، أن ماءهم الذي يشربون انقلب دما، فكانوا لا يشربون إلا دما، ولا يطبخون إلا بدم.
{ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ } أي: أدلة وبينات على أنهم كانوا كاذبين ظالمين، وعلى أن ما جاء به موسى، حق وصدق.
{ فَاسْتَكْبَرُوا} لما رأوا الآيات .
{ وَكَانُوا} في سابق أمرهم { قَوْمًا مُجْرِمِينَ } فلذلك عاقبهم اللّه تعالى، بأن أبقاهم على الغي والضلال.
{ وَكَانُوا} في سابق أمرهم { قَوْمًا مُجْرِمِينَ } فلذلك عاقبهم اللّه تعالى، بأن أبقاهم على الغي والضلال.
( وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ ) (134)
{ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ } أي: العذاب،
يحتمل أن المراد به: الطاعون، كما قاله كثير من المفسرين، ويحتمل أن يراد به ما تقدم من الآيات: الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، فإنها رجز وعذاب.
{ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ }
أي: تشفعوا بموسى بما عهد اللّه عنده من الوحي والشرع.
يحتمل أن المراد به: الطاعون، كما قاله كثير من المفسرين، ويحتمل أن يراد به ما تقدم من الآيات: الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، فإنها رجز وعذاب.
{ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ }
أي: تشفعوا بموسى بما عهد اللّه عنده من الوحي والشرع.
{ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } وهم في ذلك كذبة، لا قصد لهم إلا زوال ما حل بهم من العذاب، وظنوا إذا رفع لا يصيبهم غيره.
( فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ ) (135)
{ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ }
أي: إلى مدة قدر اللّه بقاءهم إليها، وليس كشفا مؤبدا، وإنما هو مؤقت .
أي: إلى مدة قدر اللّه بقاءهم إليها، وليس كشفا مؤبدا، وإنما هو مؤقت .
{ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ} العهد الذي عاهدوا عليه موسى، ووعدوه بالإيمان به، وإرسال بني إسرائيل، فلا آمنوا به ولا أرسلوا معه بني إسرائيل، بل استمروا على كفرهم يعمهون، وعلى تعذيب بني إسرائيل دائبين.
( فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ) (136)
{ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ } أي: حين جاء الوقت المؤقت لهلاكهم، أمر اللّه موسى أن يسري ببني إسرائيل ليلا وأخبره أن فرعون سيتبعهم هو وجنوده فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ يجمعون الناس ليتبعوا بني إسرائيل،
وقالوا لهم :
[ إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ * فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِين * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ ]
[ سورة الشعراء ٥٤ إلى آية 6٦]
وقال هنا :
{ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
{ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ } أي: بسبب تكذيبهم بآيات اللّه عز وجل واعراضهم عما دلت عليه من الحق.
( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ) (137)
{ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ في الأرض }
أي: بني إسرائيل الذين كانوا خدمة لآل فرعون، يسومونهم سوء العذاب أورثهم اللّه : { مَشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبَهَا }
أي: بني إسرائيل الذين كانوا خدمة لآل فرعون، يسومونهم سوء العذاب أورثهم اللّه : { مَشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبَهَا }
الله عزوجل بعد الصبر ، إذا المؤمن صبر لابد أن يمكّن له .
والمراد بالأرض هاهنا، أرض مصر، التي كانوا فيها مستضعفين أذلين، أي: ملكهم اللّه جميعا، ومكنهم فيها .
{ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا }
حين قال لهم موسى: [ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ]
العاقبة الصالحين ، العاقبة للمتقين ، العاقبة الصابرين ، العاقبة للمؤمنين ، العافية المستضعفين .
{ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ } من الأبنية الهائلة، والمساكن المزخرفة وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ .
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
سبحانك اللهم وبحمده أشهد أن لا إله الا الله أستغفرك وأتوب اليه.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق