الوجه الحادي عشر من سورة البقرة
يقول تعالى ( أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ )
منهم يعني من أهل الكتاب
أميّون أي عوام ليسوا من أهل العلم،
لا يعلمون الكتاب إلا أماني: أي ليس لهم حظٌّ من كتاب الله إلا
التّلاوة فقط وليس عندهم خبر بما عند الأولين
الذين يعلمون حقّ المعرفة حالهم
وهؤلاء إنّما معهم ظنون وتقاليد لأهل العلم منهم
فذكّر في هذه الآيات علماؤهم، وعوامهم، ومنافقيهم ومن لم ينافق منهم،
فالعلماء منهم متمسّكون بما هم عليه من الضّلال.
والعوام مقلّدون لهم لا بصيرة عندهم .
فلا مطمع لكم أيّها المؤمنون في الطّائفتين
يبيّن الله عزّ وجلّ أنّه ممّا سهّل على أحبار ورهبان أهل الكتاب تحريفهم التّوراة والإنجيل أنّ منهم عوام بمنزلة الأميّين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة وإنّما يكتفون بسماع تلاوتها من أحبارهم وعلمائهم، دون فهم لمعاني ما يسمعون،
وقُصارى أمرهم الحدس والتّخمين .
وقُصارى أمرهم الحدس والتّخمين .
فهؤلاء مقلّدون لأهل العلم منهم.
وهذا ذمّ لهؤلاء لأنّه لا ينبغي بنا الإيمان على مجرد الظّن ..
ثمّ يقول تعالى بعدها : (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ )
توعّد الله تعالى المحرّفين للكتاب الذّين يقولون لتحريفهم وما يكتبون هذا من عند الله . وهذا فيه إظهار الباطل وكتم الحقّ؛ وإنّما فعلوا ذلك مع علمهم أنّه ليس من عند الله.
ولكن لماذا؟ ماالسبب؟ ماهو هدفهم و مرادهم؟ وماهو مقصودهم ؟
( لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً )
والدّنيا كلّها من أولها الى آخرها تعتبر ثمنًا قليلاً.
لو يملكون الدّنيا كلّها تعتبر ثمنًا قليلاً.
فجعلوا باطلهم مثل الشّراك يصطادون به ما في أيدي النّاس من مال فظلموهم من وجهين.
1/ من جهة تلبيس دينهم عليهم
2/ ومن جهة أخذ أموالهم بغير حق، بل بأبطل الباطل أعظم ممن يأخذها غصبا، وسرقة ونحوها.
ولهذا توعّدهم الله بهذين الأمرين فقال: (فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ )
فقط يارب؟ لا
(وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) من الأموال التي يأخذونها .
والويل شدّة العذاب والحسرة وفي ضمنها الوعيد الشّديد.
قال شيخ الإسلام لما ذكر في هذه الآيات من آية رقم (75) إلى آية (79)
أنّ الله تعالى ذمّ الذين يحرّفون الكلم عن مواضعه وهو متناول لمن حمل الكتاب والسنّة على ما أصله من البدع الباطلة،
وذمّ الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني وهو متناول عندهم،
ذمّ الذين لا يعرفون كتاب الله،
ذمّ الذين لا يتدبّرون كتاب الله، ذمّ الذين لا يفهمون كتاب الله،
ذمّ الذين لا يعلمون أنّ هذا الكتاب كله نبراس لنا، حياة لنا، منهج لنا،
ذمّهم الله سبحانه وتعالى في قوله:
ذمّ الذين لا يعلمون أنّ هذا الكتاب كله نبراس لنا، حياة لنا، منهج لنا،
ذمّهم الله سبحانه وتعالى في قوله:
(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ )
فقط يقرؤون آيات الله سبحانه وتعالى لا يعرفون معانيها، لا يعرفون مقصودها لا يفهمون ما هو مراد الله عز وجل فيها
(فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ )
وهذا لأهل الكتاب -يحرّفون اليهود أي أحبار اليهود- يحرّفون كلام الله عزّ وجلّ
ماهو الهدف؟ ( لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً )
فويل لهم من أمرين:
فويل لهم من أمرين:
1/فويل لهم مما كتبت أيديهم.
2/ وويل لهم مما يكسبون
من خلال منصب ، أو مال،أو مكانة، أو أي شئ يستفيدون منه من خلال تحريفهم فويل لهم منه.
ذمّ من لا يعتني بمعرفة كتاب الله سبحانه وتعالى : (نْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ)
ويؤخذ من مفهوم الآية :
1- مدح الذين يعتنون بفهم كتاب الله تعالى
وتدبّر معانيه - أسأل الله عز وجل أن تكونون منهم -
فالطريق طويل والطريق شاق والجنّة حفّت بالمكاره، فالصّبر الصّبر
2- توبيخ اليهود على تحريفهم التوراة والإنكار عليهم
بطلان التقليد في العقائد وأصول الأحكام،
وعدم الاعتداد بإيمان صاحبه.
الآن نرى النّاس يتساقطون لماذا؟
لأنّهم لا يعرفون الإيمان فقط يسمعون بالإسلام و يسمعون بالإيمان لذلك تجدين النّاس يتساقطون بوحل الفتن (وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ ) ليس عندهم علم، ليس لهم علم بصحة ما يتلونه وإنّما هم مقلّدون لأحبارهم فيما يقرؤون.
3- ذمّ الحكم بالظّنّ وأنّه من صفات اليهود.
خصّ الله تعالى أحبار اليهود وعلماءهم بالذّمّ وتوعّدهم بالويل الشّديد لتحريفهم كتاب الله سبحانه وتعالى.
والآن الذين يلوّون آيات الله سبحانه وتعالى على مرادهم، وعلى ما يريدون،
المدرّبون الآن والدّورات التّدريبية وما يطرح فيها، تلوي الأحاديث والأدلّة القرآنية يلوّونها على مبتغاهم، وعلى مرادهم
هؤلاء ليسوا بعيدين عن اليهود .
خصّ الله تعالى أحبار اليهود و علماؤهم بالذم وتوعدهم بالويل الشديد لتحريفهم كتاب الله سبحانه وتعالى.
والتّحريف ليس شرط فقط في الحروف حتّى في المعاني
وادّعاءهم أنّه من عند الله، وتلبيسهم على العوام دينهم
لماذا ؟
ليأخذوا أموالهم بغير حقّ.
وهذا الآن الذي يحصل في بعض دورات الطّاقة ،والدّورات التّدريبية
ليأخذوا أموالهم بغير حق، بل من أبطل الباطل .
وكما نعرف أنّ الجزاء من جنس العمل لقوله تعالى:
(فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ) فويل لهم سواء كان هذا الثمن منصب،
سواء كان مكانة أو مال أو أي كان هذا الثمن ( لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً )
(فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ) فويل لهم سواء كان هذا الثمن منصب،
سواء كان مكانة أو مال أو أي كان هذا الثمن ( لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً )
لماذا قال الله قليلا؟
لأنّ أيّ أمر في الدّنيا فهو قليل
ثمّ يقول الله تعالى بعدها ( وَقَالُواْ ) ما مشكلتهم
ما مشكلة اليهود؟
أنّهم يتمنّون أماني ويكذّبون كذبات ويصدّقون هذه الكذبات
( وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً )
لن تمسّنا النّار إلا أيامًا معدودة، فترة فقط،
هذا دليل على أنّهم يقرّون بالنّار و يقرّون باليوم الآخر
( قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا )
اليهود يقرّون بالآخرة.
لكن هل هذا الإقرار ينفعهم؟ لا
لاينفعهم ،لأنّهم كذّبوا بمحمّد صلّى الله عليه وسلّم -وعلى هذا فهم ليسوا بمؤمنين-
( وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا )
هل بينكم وبين الله سبحانه وتعالى عهد ؟ هل بينكم وبين الله عهد ؟
إمّا أن يكونوا قد اتّخذوا عند الله عهدا، قد تكون دعواهم صحيحة،
وإمّا أن يكونوا متقوّلين عليه.
وإمّا أن يكونوا متقوّلين عليه.
فتكون دعواهم كاذبة فيكون أبلغ لخزيهم وعذابهم.
وقد علم من حالهم من خلال الآيات أنّهم لم يتخذوا عند الله عهدا .
بتكذيبهم كثيرًا من الأنبياء ونكوصهم عن طاعة الله ونقضهم المواثيق
فتعيّن بذلك أنّهم متقوّلون مختلفون، قائلون على الله مالا يعلمون،
والقول على الله بغير علم من أعظم المحرّمات .
والقول على الله بغير علم من أعظم المحرّمات .
ثمّ أعطانا قاعدة رائعة جميلة ..عملك
بعد رحمة الله سبحانه وتعالى :
( بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
من أين هؤلاء ؟ سواء كانوا من اليهود أو ممن أتى بعد اليهود أو من كان قبل اليهود .
القاعدة ما هي؟
(بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ).
ذكر الله تعالى حكما عامّا لكل أحد، يدخل فيه بني إسرائيل وغيرهم، وهو الحكم الذي لا حكم غيره، لا أمانيهم ولا دعاويهم، فهم أماني ودعاوي خادعة.
وبين من الذّي تمسّه النّار ومن الذي لا تمسّه
( بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ )
أحاطت به خطيئته قيل: أحاطت بعاملها فلم تدع له منفذًا،
الذّنوب أغلقت على صاحبها فما من منفذ لعمل الصّالحات .
وهذا لا يكون إلا المشرك، ومتى يأتي النّفاق ومتى يأتي الكفر، ومتى يكون المسلم مؤمنا ثمّ قد يمسي مسلما ثمّ يصبح كافرا، متى ؟
حينما يكثر من الذّنوب والمعاصي، الكبيرة ثمّ الكبيرة ثمّ الكبيرة ثمّ الكبيرة حتّى لا يكون لنور الإيمان له منفذ - أعوذ بالله - فيخرج من الإسلام
( وأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ )
أغلقته من جميع الأبواب، من جميع الجهات
من هم يارب هؤلاء ؟
( فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ )
ملازمين لها كالصّاحب
( أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ).
يقول ابن السعدي: وقد احتجّ بها الخوارج على كفر صاحب المعصية، وهي حجّة عليهم؛ فإنّها ظاهرة في الشّرك .
وهكذا قال: كلّ مبطل يحتجّ بآية أو حديث صحيح على قوله الباطل فلا بدّ أن يكون فيما احتجّ به حجّة عليه
ولما ذكر الله عزّ وجلّ مصير الكافرين ذكر بعده مصير المؤمنين ليكون العبد سائرا إلى الله سبحانه وتعالى بين الخوف والرّجاء، فالذين آمنوا بما يجب الإيمان به مع القبول والإذعان وعمل الأعمال الصّالحات هم أهل النّجاة والفوز بإذن الله سبحانه وتعالى.
( وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
آمنوا وعملوا الصّالحات،
آمنوا إيمان بالقلب عمل قلبي " آمنوا "
" عملوا الصالحات " عمل جوارح
إذًا الموضوع متعلّق ببعض: آمنوا وعملوا الصّالحات.
تجدين أغلب الآيات آمنوا وعملوا الصّالحات
يعنى المطلوب منا ماهو ؟
مطلوب منا أعمال قلبية ، مطلوب منا أعمال جوارح .
شريعتنا إيمان بالقلب وعمل بالجوارح
(وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا )
ماذا ؟
(خَالِدُونَ)
أنّ الله عزّ وجلّ لن يخلف وعده وكونه لا يخلف الوعد يتضمن صفتين عظيمتين ماهما؟
الصّدق و القدرة
دائمًا الذي لا يخلف الوعد عنده أمرين خذيها قاعدة
عنده صدق وماذا؟ وقدرة .
لا يستطيع أحد يعطي وعد وهو ليس عنده قدرة، ومستحيل أنّه نصدّق الكاذب على وعده
لذلك دائمًا صدق الوعد مطلوب منه أمرين: الصّدق والقدرة
أنّ من أحاطت به خطيئته فلن يكون له حسنة،
فإنّه من أصحاب النّار الذين لا يخرجون منها.
وأمّا من كسب سيئة لكن لم تحط به الخطيئة؛ فإنّه ليس من أصحاب النّار
لكن إذا كان عليه سيئات فإنّه يعذّب بقدرها مالم يعف عنه الله سبحانه وتعالى.
أنّ الإيمان وحده لا يكفي لدخول الجنّة، بل لا بدّ من العمل الصّالح كما أنّ العمل الصّالح وحده لا يكفي حتّى يكون صادرًا عن إيمان لقوله:
( وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ).
ثمّ الآن يأتي الميثاق العام ..
يوجد ميثاق عام و ميثاق خاص مع بني إسرائيل .
الآن سيبدأ الله عزّ وجلّ بالميثاق العام الذّي هو قول الله عزّ وجلّ :
( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ )
هذا الميثاق العام
لله عزّ وجلّ مع بني إسرائيل
( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) ماهو الميثاق ؟
الميثاق ( لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ )ٌ
واذكر يا رسول الله لهؤلاء اليهود إذ أخذ الله الميثاق على آبائهم، وأمرهم بأوامر كان عليهم القيام بها حقّ القيام لكنّهم أعرضوا وتولوا.
ومن الأوامر الإلهية في الآية الأمر بعبادة الله وحده والنّهي عن الشّرك، وهذا أصل الدّين.
فلا تقبل الأعمال كلّها إن لم يكون هذا أساسها .
فهذا حقّ الله تعالى على عباده ( لا تعبدون إلا الله )( لا تعبدون إلا الله )
( لا تعبدون إلا الله ).
( لا تعبدون إلا الله ).
ثمّ ذكرت المبدأ الثّاني وهي تقوية الرّوابط الأسرية والاجتماعية.
الأمر الأول *أمر الإحسان إلى الوالدين وهذا يعمّ كلّ إحسان قولي أو فعلي ويؤخذ من مفهوم الآية النّهي عن الإساءة إليهما، لأنّ الواجب الإحسان والأمر بالشّيء نهي عن ضدّه .
الأمر الثاني *الإحسان إلى الأقارب و يشمل القرابة من قبل الأم ومن قبل الأب؛ لأنّها كلّها فيها صلة رحم .
الإحسان إلى اليتامى لقصورهم الإحسان إلى المساكين لضعفهم.
الأمر بالإحسان لجميع النّاس ومن الإحسان لهم:
الكلام الطّيب
لين الجانب
إظهار الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر .
يقول ابن السعدي : ولما كان الإنسان لا يسع النّاس بماله، أمره بأمر يقدر به على الإحسان الی كلّ مخلوق وهو الإحسان بالقول .
وقد جمعت الآيات بين طرفي الإحسان القولي والفعلي
( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا ) هذا القولي
والذّي قبل كلّه فعلي
( وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى ) كلّها أفعال ( والمساكين ) ثمّ
( وقولوا للنّاس حسنا ).
( وقولوا للنّاس حسنا ).
ثمّ إقامة الصّلاة التي هي عماد الدّين وصلة الوصل بالله عزّ وجل، وهي متضمنة للإخلاص للمعبود.
الأمر الذي يليه ايتاء الزكاة الواجبة، وهي متضمّنة الإحسان إلى العبيد
ثمّ بيّن تعالى إعراضهم عن العمل بالميثاق، هل أخذوا الميثاق بني إسرائيل؟
لا أعرضوا وتوليهم عنه وتركهم اتباعه إلا قليلا من أسلاف اليهود الذين أقاموا التوراة على وجهها
( ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم ) ماذا ( مُّعْرِضُونَ ) .
كان توليهم على وجه الإعراض؛ لأنّ المتولي قد يتولى وله نيّة الرّجوع إلى ما تولى عنه
لكنّ هؤلاء ليس لهم نية في الرّجوع، فنعوذ بالله من الخذلان
لكنّ الله عزّ وجلّ استثنى فئة قليلة منهم قال ( إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ ) إلا قليلا يدلّ على كمال عدله سبحانه جلّ وعلا .
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهل الإيمان ،
اللهم اجعلنا من أهل القرآن وخاصّته .
وصلّى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق