الوجه العشرون من سورة الأعراف
يقول الله تعالى:
﴿وَاكتُب لَنا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنّا هُدنا إِلَيكَ قالَ عَذابي أُصيبُ بِهِ مَن أَشاءُ وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ فَسَأَكتُبُها لِلَّذينَ يَتَّقونَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَالَّذينَ هُم بِآياتِنا يُؤمِنونَ﴾
فأجاب الله عزوجل سؤاله وأحياهم من بعد موتهم،
وغفر الله لهم ذنوبهم، وقال موسى في تمام دعاءه :
وغفر الله لهم ذنوبهم، وقال موسى في تمام دعاءه :
{وَاكتُب لَنا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةً}
اكتب لنا يا الله في هذه الدنيا حسنة،
من علم نافع ،ورزق واسع،وعمل صالح ياالله ،
وفي الآخرة حسنة ،وهي ماأعدها الله لأولياءه الصالحين من الثواب .
اكتب لنا يا الله في هذه الدنيا حسنة،
من علم نافع ،ورزق واسع،وعمل صالح ياالله ،
وفي الآخرة حسنة ،وهي ماأعدها الله لأولياءه الصالحين من الثواب .
{إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكََ}
إنّا رجعنا مقرّين مقصرين في جميع أمورنا .
إنّا رجعنا مقرّين مقصرين في جميع أمورنا .
قال الله تعالى {عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ َ}
ممن كان شقياً متعرضاً لأسبابه .
ممن كان شقياً متعرضاً لأسبابه .
{ُوَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ َۚ}
من العالم العلوي والسفلي، والبر والفاجر، والمؤمن والكافر،
فلا مخلوق إلا وقد وصلت إليه رحمة الله،
وغمره فضله وإحسانه ،
من العالم العلوي والسفلي، والبر والفاجر، والمؤمن والكافر،
فلا مخلوق إلا وقد وصلت إليه رحمة الله،
وغمره فضله وإحسانه ،
ولكن هذه الرحمة الخاصة المقتضية لسعادة الدنيا والآخرة ليست لكل أحد ،
ولهذا قال الله عنها: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونََ}
يتقون المعاصي صغارها وكبارها ،
ولهذا قال الله عنها: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونََ}
يتقون المعاصي صغارها وكبارها ،
{َ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ }
ويؤتون الزكاة الواجبة لمستحقيها .
ويؤتون الزكاة الواجبة لمستحقيها .
{وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}
ومن تمام الإيمان بآيات الله معرفة معناها ،والعمل بمقتضاها،
ومن ذلك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً في أصول الدين وفروعه.
ومن تمام الإيمان بآيات الله معرفة معناها ،والعمل بمقتضاها،
ومن ذلك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً في أصول الدين وفروعه.
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ َ}
احترازاً عن سائر الأنبياء فإن المقصود به محمد صلى الله عليه وسلم،
احترازاً عن سائر الأنبياء فإن المقصود به محمد صلى الله عليه وسلم،
والسياق في أحوال بني إسرائيل ،
وأن الإيمان بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم شرط في دخولهم الإيمان ، وأن المؤمنين به المتبعين هم أهل الرحمة المطلقة التي كتبها الله لهم ،
ووصفه بالإيمان لأنه من العرب، الأمّة الأميّة التي لا تقرأ ولا تكتب، وليس عندها قبل القرآن كتاب.
{الذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلَِ}
بإسمه وصفته التي من أعظمها وأجلها مايدعو إليه وينهى عنه ،
بإسمه وصفته التي من أعظمها وأجلها مايدعو إليه وينهى عنه ،
وأنه {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ َ}
وهو كل ما عُرف حسنه وصلاحه ونفعه .
وهو كل ما عُرف حسنه وصلاحه ونفعه .
{ِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ َ}
وهو كل ما عُرف قبحه في العقول والفطر،
وهو كل ما عُرف قبحه في العقول والفطر،
فيأمر بالصلاة، والزكاة ،والصوم، والحج، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، والإحسان إلى الجار والمملوك، بذر النفع وسائر الخلق والصدق والعفاف والبر والنصيحة ما أشبه ذلك،
وينهى عن الشرك بالله، وقتل النفس بغير حق، والزنا، وشرب ما يسكر العقل، والظلم لسائر الخلق، والكذب والفجور ونحو ذلك .
وينهى عن الشرك بالله، وقتل النفس بغير حق، والزنا، وشرب ما يسكر العقل، والظلم لسائر الخلق، والكذب والفجور ونحو ذلك .
وأعظم دليل يدل على أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعى إليه، وأمر به، ونهى عنه، وأحله وحرمه،
فإنه { ويُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتَِ}
من المطاعم، والمشارب، والمناكح .
من المطاعم، والمشارب، والمناكح .
{وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثََ}
من المطاعم، والمشارب، والمناكح ومن الأقوال والأفعال .
من المطاعم، والمشارب، والمناكح ومن الأقوال والأفعال .
{َ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ َ}
أي من وصفه أن دينه سهل سمح ميسر، لا إِصر فيه ولا أغلال، ولا مشقات، ولا تكاليف ثقال.
أي من وصفه أن دينه سهل سمح ميسر، لا إِصر فيه ولا أغلال، ولا مشقات، ولا تكاليف ثقال.
{ْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهَُ}
أي عظّموه، وبجّلوه، ونصروه .
أي عظّموه، وبجّلوه، ونصروه .
{ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ}
أي القرآن، الذي يُستضاء به في ظلمات الشك والجهالات، ويقتدى به إذا تعارضت المقالات .
أي القرآن، الذي يُستضاء به في ظلمات الشك والجهالات، ويقتدى به إذا تعارضت المقالات .
{أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
الضافرون بخيري الدنيا والآخرة، والناجون من شرّهما ، لأنهم أتوا بأكبر أسباب الفلاح،
الضافرون بخيري الدنيا والآخرة، والناجون من شرّهما ، لأنهم أتوا بأكبر أسباب الفلاح،
أما من لم يؤمن بهذا النبيّ الأمّيّ ،ويعزره، وينصره ،
ولم يتبع النور الذي أنزل معه أولئك هم الخاسرون.
ولم يتبع النور الذي أنزل معه أولئك هم الخاسرون.
ولما دعي أهل التوراة من بنى إسرائيل إلى اتباعه ، وربما توهّم متوهم أن الحكم مقصورعليه أتى بما يدل على العموم.
فقال تعالى : {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا َ}
قل ياأيها الناس إنّي رسول الله إليكم جميعاً،عربيّكم وعجميّكم ،أهل الكتاب وغيرهم .
قل ياأيها الناس إنّي رسول الله إليكم جميعاً،عربيّكم وعجميّكم ،أهل الكتاب وغيرهم .
{ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}
يتصرف فيهما باحكامه الكونية، والتدابير السلطانية، وباحكام الشريعة الدينية التي من جملتها أن أرسل اليكم رسولاً عظيماً يدعوكم إلى الله تعالى وإلى دار كرامته ، ويحذركم من كل ما يباعدكم عن دار كرامته .
يتصرف فيهما باحكامه الكونية، والتدابير السلطانية، وباحكام الشريعة الدينية التي من جملتها أن أرسل اليكم رسولاً عظيماً يدعوكم إلى الله تعالى وإلى دار كرامته ، ويحذركم من كل ما يباعدكم عن دار كرامته .
{لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ}
لا معبود بحق إلا الله وحده لا شريك له ،
ولا تعرف عبادته إلاعن طريق رسله.
لا معبود بحق إلا الله وحده لا شريك له ،
ولا تعرف عبادته إلاعن طريق رسله.
{يُحْيِي وَيُمِيتَُ}
أي من جملة تدابيره الإحياء والإماتة التي لا يشاركه فيها أحد،
أي من جملة تدابيره الإحياء والإماتة التي لا يشاركه فيها أحد،
الذي جعل الموت جسراً ومعبراً، يُعبر منه إلى دار البقاء لمن آمن بها وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم قطعاً .
{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيَِّ}
إيماناً في القلب متضمناً لأعمال القلوب والجوارح .
إيماناً في القلب متضمناً لأعمال القلوب والجوارح .
{ِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهَ}
أي آمنوا بهذا الرسول المستقيم في عقائده وأعماله .
أي آمنوا بهذا الرسول المستقيم في عقائده وأعماله .
{ِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
في مصالحكم الدينية والدنيوية ، فإنكم إذا لم تتبعوه ضللتم ضلالاً بعيداً .
في مصالحكم الدينية والدنيوية ، فإنكم إذا لم تتبعوه ضللتم ضلالاً بعيداً .
{وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ}
جماعة ،
جماعة ،
{يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}
يهدون به الناس في تعليمهم إياهم، وفتواهم لهم، ويعدلون به بينهم في الحكم في قضاياهم ،
يهدون به الناس في تعليمهم إياهم، وفتواهم لهم، ويعدلون به بينهم في الحكم في قضاياهم ،
كما قال تعالى:
[وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُون][ السجدة:٢٤]
[وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُون][ السجدة:٢٤]
وفي هذا فضيلة لأمّة موسى عليه السلام، وأن الله تعالى جعل منهم هداةً يهدون بامره ،
ولما كان الإتيان بهذه الآية الكريمة فيه نوع احتراز مما تقدم،
ولما كان الإتيان بهذه الآية الكريمة فيه نوع احتراز مما تقدم،
فإنه تعالى ذكر فيما تقدم جملة من معايير بني إسرائيل المنافية للكمال المناقضة للهداية فربما توهّم متوهم أن هذا يعمّ جميعهم ، فذكر تعالى أن منهم طائفةً مستقيمةً هاديةً مهديةً ،
( الله أكبر )
هذا من عدله ورحمته سبحانه، هذا من عدله جل وعلا،
هذا من عدله ورحمته سبحانه، هذا من عدله جل وعلا،
لا إله إلا الله العزيز العليم، لا إله إلا الله الرحمن الرحيم،
يقول الله تعالى منصفاً بني إسرائيل :
{وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}
{وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}
لا إله إلا الله الرحمن الرحيم سبحانه جل وعلا،
بعد أن فضحهم، وأنكر على أساليبهم، وأفعالهم ،وأقوالهم ،
بعد أن فضحهم، وأنكر على أساليبهم، وأفعالهم ،وأقوالهم ،
إلا أنه جل وعلا عدل سبحانه لم ينكر هؤلاء الطائفة حتى ولو كانت قليلة جداً ، لم ينكرها ولم ينساها بل ذكرها في أجلّ آياته .
{وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}
لا ننسى أهل الخير المهتدين ، لا ننسى الصالحين، لا ننسى المؤمنين، لاننساهم في أحلك الظروف وأصعبها سبحانه جل وعلا، رحمنٌ رحيم غفورٌ شكور .
لا ننسى أهل الخير المهتدين ، لا ننسى الصالحين، لا ننسى المؤمنين، لاننساهم في أحلك الظروف وأصعبها سبحانه جل وعلا، رحمنٌ رحيم غفورٌ شكور .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك .
اللهم اجعل هذا الإجتماع اجتماعاً مرحوماً واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً ولا تجعل معنا شقياً ولا محروماً ،اللهم اهدِ ضالّ المسلمين ،اللهم صلي وسلم وبارك على أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ..اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه اللهم أسالك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق