الوجه الواحد والعشرون من سورة الأعراف
يقول الله تعالى:
(وَقَطَّعناهُمُ اثنَتَي عَشرَةَ أَسباطًا أُمَمًا وَأَوحَينا إِلى موسى إِذِ استَسقاهُ قَومُهُ أَنِ اضرِب بِعَصاكَ الحَجَرَ فَانبَجَسَت مِنهُ اثنَتا عَشرَةَ عَينًا قَد عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشرَبَهُم وَظَلَّلنا عَلَيهِمُ الغَمامَ وَأَنزَلنا عَلَيهِمُ المَنَّ وَالسَّلوى كُلوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقناكُم وَما ظَلَمونا وَلكِن كانوا أَنفُسَهُم يَظلِمونَ)
{وَقَطَّعْنَاهُمُ}
أي: قسمناهم ،
أي: قسمناهم ،
{اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا}
أي: اثنتي عشرة قبيلة متعارفة، متوالفة،
أي: اثنتي عشرة قبيلة متعارفة، متوالفة،
كل بني رجل من أولاد يعقوب قبيلة.
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ}
أي: طلبوا منه أن يدعو اللّه تعالى أن يسقيهم ما يشربون منه، وتشرب منه مواشيهم ، وذلك لأنهم - واللّه أعلم - في محل قليل الماء.
أي: طلبوا منه أن يدعو اللّه تعالى أن يسقيهم ما يشربون منه، وتشرب منه مواشيهم ، وذلك لأنهم - واللّه أعلم - في محل قليل الماء.
فأوحى اللّه لموسى إجابة لطلبهم
{أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ}
يحتمل أنه حجر معين،
{أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ}
يحتمل أنه حجر معين،
ويحتمل أنه اسم جنس، يشمل أي حجر كان.
فضربه {فَانْبَجَسَتْ }
أي: انفجرت من ذلك الحجر،
أي: انفجرت من ذلك الحجر،
{اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا }
جارية سارحة ،
جارية سارحة ،
{قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ}
أي: قد قسم على كل قبيلة من تلك القبائل الإثنتي عشرة،
أي: قد قسم على كل قبيلة من تلك القبائل الإثنتي عشرة،
وجعل لكل منهم عيناً، فعلموها، واطمأنوا، واستراحوا من التعب والمزاحمة والمخاصمة وهذا من تمام نعمة اللّه عليهم.
{وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ}
فكان يسترهم من حر الشمس،
فكان يسترهم من حر الشمس،
{وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ }
وهو الحلوى،
وهو الحلوى،
{وَالسَّلْوَى}
وهو لحم طير من أحسن أنواع الطيور وألذها.
وهو لحم طير من أحسن أنواع الطيور وألذها.
فجمع اللّه لهم بين الظلال والشراب، والطعام الطيب من الحلوى واللحوم على وجه الراحة والطمأنينة.
وقيل لهم: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا }
حين لم يشكروا اللّه، ولم يقوموا بما أوجب اللّه عليهم.
حين لم يشكروا اللّه، ولم يقوموا بما أوجب اللّه عليهم.
{وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }
حيث فوتوها كل خير، وعرضوها للشر والنقمة,
حيث فوتوها كل خير، وعرضوها للشر والنقمة,
وهذا كان مدة لبثهم في التيه.
(وَإِذ قيلَ لَهُمُ اسكُنوا هذِهِ القَريَةَ وَكُلوا مِنها حَيثُ شِئتُم وَقولوا حِطَّةٌ وَادخُلُوا البابَ سُجَّدًا نَغفِر لَكُم خَطيئَاتِكُم سَنَزيدُ المُحسِنينَ)
{وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ }
أي: ادخلوها لتكون وطناً لكم ومسكناً ـوهي إيلياءـ
أي: ادخلوها لتكون وطناً لكم ومسكناً ـوهي إيلياءـ
{وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ }
أي: قرية كانت كثيرة الأشجار، غزيرة الثمار، رغيدة العيش،
أي: قرية كانت كثيرة الأشجار، غزيرة الثمار، رغيدة العيش،
فلذلك أمرهم اللّه أن يأكلوا منها حيث شاءوا.
{وَقُولُوا }
حين تدخلون الباب:
{ حِطَّةٌ }
حين تدخلون الباب:
{ حِطَّةٌ }
أي: احطط عنا خطايانا، واعف عنا.
{ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا }
أي: خاضعين لربكم، مستكينين لعزته، شاكرين لنعمته،
أي: خاضعين لربكم، مستكينين لعزته، شاكرين لنعمته،
فأمرهم بالخضوع، وسؤال المغفرة،
ووعدهم على ذلك مغفرة ذنوبهم، والثواب العاجل والآجل،
فقال: { نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }
من خيري الدنيا والآخرة ،
من خيري الدنيا والآخرة ،
فلم يمتثلوا هذا الأمر الإلهي، بل خالفوا.
(فَبَدَّلَ الَّذينَ ظَلَموا مِنهُم قَولًا غَيرَ الَّذي قيلَ لَهُم فَأَرسَلنا عَلَيهِم رِجزًا مِنَ السَّماءِ بِما كانوا يَظلِمونَ)
{ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } أ
ي: عصوا اللّه واستهانوا بأمره،
ي: عصوا اللّه واستهانوا بأمره،
{قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}
فقالوا ـبدل طلب المغفرةـ وقولهم " حطة " حبة في شعيرة،
فقالوا ـبدل طلب المغفرةـ وقولهم " حطة " حبة في شعيرة،
وإذا بدلوا القول - مع يسره وسهولته - فتبديلهم للفعل من باب أولى، ولهذا دخلوا يزحفون على أستاههم.
{ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ }
حين خالفوا أمر اللّه وعصوه ،
حين خالفوا أمر اللّه وعصوه ،
{رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ}
أي: عذاباً شديداً،
أي: عذاباً شديداً،
إما الطاعون، وإما غيره من العقوبات السماوية،
وما ظلمهم اللّه بعقابه، وإنما كان ذلك
{ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ }
{ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ }
أي يخرجون من طاعة الله إلى معصيته من غير ضرورة ألجأتهم، ولا داع دعاهم سوى الخبث والشر الذي كان كائنا" في نفوسهم.
(وَاسأَلهُم عَنِ القَريَةِ الَّتي كانَت حاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَعدونَ فِي السَّبتِ إِذ تَأتيهِم حيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرَّعًا وَيَومَ لا يَسبِتونَ لا تَأتيهِم كَذلِكَ نَبلوهُم بِما كانوا يَفسُقونَ)
{ وَاسْأَلْهُمْ }
أي: اسأل بني إسرائيل،
أي: اسأل بني إسرائيل،
{ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ }
أي: على ساحله, في حال تعديهم وعقاب اللّه إياهم.
أي: على ساحله, في حال تعديهم وعقاب اللّه إياهم.
{ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ }
وكان اللّه تعالى قد أمرهم أن يعظموه،
وكان اللّه تعالى قد أمرهم أن يعظموه،
ويحترموه، ولا يصيدوا فيه صيداً،
فابتلاهم اللّه، وامتحنهم.
فكانت { تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا }
أي: كثيرة طافية على وجه البحر.
أي: كثيرة طافية على وجه البحر.
{ وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ }
أي: إذا ذهب يوم السبت،
أي: إذا ذهب يوم السبت،
{ لَا تَأْتِيهِمْ }
أي: تذهب في البحر، فلا يرون منها شيئاً فتنةً لهم.
أي: تذهب في البحر، فلا يرون منها شيئاً فتنةً لهم.
في بعض الأحيان تأتيك الفتنة وتقترب منك اختباراً وامتحاناً
{ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}
ففسقهم هو الذي أوجب أن يبتليهم اللّه، وأن تكون لهم هذه المحنة ،
وإلا فلو لم يفسقوا لعافاهم اللّه، ولما عرضهم للبلاء والشر فتحيلوا على الصيد، فكانوا يحفرون لها حفراً، وينصبون لها الشباك، فإذا جاءت يوم السبت، ووقعت في تلك الحفر والشباك، لم يأخذوها في ذلك اليوم ، فإذا جاء يوم الأحد أخذوها، وكثر فيهم ذلك وانقسموا إلى ثلاث فرق .
فمعظمهم اعتدوا وتجرؤا وأعلنوا بذلك.
وفرقة أعلنت بنهيهم والإنكار عليهم.
وفرقة اكتفت بإنكار أولئك عليهم ونهيهم لهم.
في الوجه القادم بإذن الله عز وجل سنعلم من هؤلاء الفرق .
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
اللهم اجعل هذا الاجتماع اجتماعاً مرحوماً، واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل معنا شقياً ولا محروماً،
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، وقائدنا ودليلنا إلى جناتك جنات النعيم،
اللهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا،
اللهم أهد ضال المسلمين، اللهم ردهم إليك رداً جميلاً
اللهم ردنا جميعاً إليك رداً جميلاً
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق