الخميس، يونيو 02، 2016

تفريغ سورة البقرة من آية 234 إلى آية 237







الوجه السابع والثلاثون من سورة البقرة




يقول تعالى:
}وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا{



أي إذا توفى الزوج مكثت زوجته متربصة تنتظر أربعة أشهر وعشرة أيام وجوباً



والحكمة في ذلك ليتبين الحمل في مدة الأربعة ويتحرك في ابتدائه في الشهر الخامس

وهذا العام مخصوصٌ بالحوامل فإن عدتهن بوضع الحمل

وكذلك الأمه عدتها على النصف من عدة الحرة ,شهران وخمسة أيام.



قوله:
} فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ{

أي انقضت عدتهن



}فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ }

أي من مراجعتها للزينة والطيب لا جناح عليكم
لا يوجد إثم انكم تتزينون وتتطيبون



}فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ{

على وجهٍ غير محرمٍ ولا مكروه, يعني تتزينين وتتطيبين على وجهٍ غير محرمٍ ولا مكروه


وفي هذا وجوب الإحداد ,الإحداد مدة العدة على المتوفى عنها زوجها وجوب ذلك دون غيرها من المطلقات والمفارقات ,وهو مجمعٌ عليه بين العلماء "إذاً وجوب الإحداد كل المدة."



}وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ{

عالمٌ بأعمالكم ظاهرها وباطنها ,جليها وخفيها, فمجازيكم عليها.



وفي خطابه لأوليائه بقوله:
} فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ }

دليل على أن الولي ينظر على المرأة ويمنعها مما لا يجوز فعله ويجبرها على ما يجب وأنه مخاطبٌ بذلك وأنه واجبٌ عليه


 لذلك خاطبهم الله عز وجل ,
خاطب الأولياء لأنهم هم المسؤولين عن المرأة واجب عليهم تنبيهها وواجب عليهم الأخذ بيدها وواجبٌ عليه أن يجبرها على ما يجب  وأنه مخاطبٌ بذلك.



ثم قال:
{ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ{

هذا حكم المعتدة من وفاةٍ فيحرم أن يصرح لها في الخطبة,
وهو المراد بقوله :

{ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا }

سواءً معتدة من وفاة أو المعتدة المبانة ,المبانة في الحياة



قال تعالى :
{ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا }

و أما التعريض فقد اسقط الله تعالى فيه الجناح "ليس هناك جناح" والفرق بينهما أن التصريح لا يحتمل غير النكاح,
فلهذا حَرم خوفاً من استعجالها وكذبها في انقضاء عدتها رغبةً في النكاح.



"ومن هذا نستفيد فائدة في دلالة على منع وسائل المحرم
ان هذا الشيء اذا كان وسيلة إلى المحرم نبتعد عنه ,أي وسيلة إلى المحرم نبتعد عن طريقه بما انه يفضي إلى محرم, بما انه  يؤدي هذا الطريق إلى المحرم, حتى ولو كان جائز ,بما ان هذا الطريق يؤدي إلى محرم نبتعد عنه, بما ان هذا الطريق يوصلنا إلى الحرام نبتعد عن هذا الطريق ,ويحرم علينا هذا الطريق حتى وان كان في الأصل حلال ,



وأما التعريض وهو الذي يحتمل النكاح وغيره,
"فهو جائز للبائن كأن يقول لها إني أريد التزوج وإني أحب أن تشاوريني عند انقضاء عدتك ونحو ذلك, فهذا جائز لأنه ليس بمنزلة الصريح وفي النفوس داعٍ قويٌ إليه وكذلك اضمار الانسان في نفسه أن يتزوج من هي في عدتها إذا انقضت ,




ولهذا قال تعالى:
} أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ }

"هذا التفصيل كله في مقدمات العقد ,مازلنا في مقدمات العقد ,إلى الان لم يقع العقد "


واما عقد النكاح فلا يحل حتى يبلغ الكتاب اجله أي تنقضي العدة



{ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ }

 فإنو بالخير ولا تنو الشر ,خوفاً من عقابه ورجاءً لثوابه.



 }وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ{

غفور لمن صدرت منه الذنوب فتاب منها ورجع إلى ربه ,

حليم حيث لم يعاجل العاصين على معاصيهم مع قدرته عليهم .



}لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ{

أي ليس عليكم يا معشر الازواج جناح وإثم بتطليق النساء قبل المسيس وفرض المهر,وإن كان في ذلك كسرٌ لها فإنه ينجبر بالمتعة

ماهي  المتعة ؟
فعليكم أن تمتعوهن بأن تعطوهن شيئاً من المال جبراً لخواطرهن



}عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ{

المقتر أي المعسر  

وهذا يرجع إلى العُرف, وأنه يختلف باختلاف الأحوال والأزمان



 ولهذا قال:
{ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ }

 هذا حقٌ واجب على المحسنين ليس لهم أن يبخسوهن, فكما تسببوا لتشوفهن واشتياقهن وتعلق قلوبهن ثم لم يعطوهن ما رغبن فيه فعليهم في مقابلة ذلك المتعة,


فلله ما أحسن هذه الحكم الإلهية تدل على حكمته جلا وعلا تدل على حكمة الشارع ورحمته .



 }وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }

"وهذه قاعدة حين يتشوف لك احد بشيء حاول ان تعطيه ولو شيء يسير
يعني شاهدك  احد وانت معك شيء ويتشوف لك بما معك,


"نقتبس من هذا انه من رأى معك شيئاً واستشفت نفسه فأعطه ما في نفسه ,تطيباً لخاطره,


 فهذا حكم المطلقات قبل المسيس وقبل فرض المهر, هؤلاء اللاتي لم تفرضوا لهن فريضه الحكم انكم ان اردتم الطلاق ان تعطوهن شيء من المهر


 فقال:
}لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً }


 لكن الان حكم المفروض لهن "أعطيتموهن المهر, وفرضتم لهن المهر



}وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً{

الآيتين تختلف ,التي قبل لم تكونوا قد فرضتم لهن  فريضة ,اما في هذه الآية , فرضتم لهن بالفريضة


إذا طلقتم النساء قبل المسيس وبعد فرض المهر فللمطلقات من المهر المفروض نصفه ,ولكم نصفه ,

"انتم تأخذون نصفه وهي تأخذ نصفه ,هذا هو الواجب مالم يدخله عفو ومسامحة بأن تعفو عن نصفها لزوجها, وإذا كان يصحُ عفوها, او يعفو الذي بيده عقدة النكاح ,وهو الزوج على الصحيح

لأنه الذي بيده حل عقدته, ولان الولي لا يصح أن يعفُو عن ما وجب للمرأة لكونه غير مالك ولا وكيل ,

ثم رغب في العفو وان من عفا كان اقرب لتقواه,
لكونه إحساناً موجباً لشرح الصدرِ ولكون الانسان لا ينبغي ان يمهل نفسه من الاحسان والمعروف وينسى الفضل الذي هو اعلى درجات المعاملة, لان معاملة الناس فيما بينهم على درجتين

,إما عدلٌ وانصاف واجب

"بمعنى اخذ واجب واعطاء واجب"

احدهم قال انا احتاج هذه المعاملة  اعطي واخذ مثله ,قلنا :معاملة الناس قائمة على هذه, إحدى معاملات الناس التي قائمة عليها اخذ واجب واعطاء واجب وهذا هو العدل والانصاف

المعادلة الاخرى او المعاملة الاخرى وهي تختلف تماماً وهي التي ذكرت في اجور عظيمة ولها فضل عظيم, وهي إما فضل واحسان "هذه المعاملة  الاخرى انك تعامل الناس بالفضل والاحسان ,انك تكون انت الافضل وانت الاحسن ,وتسامح وتعفو ,ودائماً ديدنك العفو والصفح والمسامحة ,

وهي لاشك اعلى المراتب ,وهي من مراتب الاحسان ,إنك تتعامل مع الناس بالحسنى وانك تكون انت لك اليد العليا عليهم دائماً تسعى لذلك.



اذاً هنا ننقض , ننقض ماذا؟
الان كلام الناس خذ حقك ما يصير لك, لماذا تسكت ,لا تكن ضعيف ,ننقض هذا الكلام كله.


اخلص النية ,بالعفو والصفح والمسامحة ,انت قوي ليس ضعيف


"وإما فضلٌ واحسان وهو اعطاء ما ليس بواجب ,
ان تعطي شيء ليس بواجب عليك ,تؤدي شيء ليس بواجب عليك, ليس ان تؤديه من أجل ان  يمدحك الناس ويثنوا عليك, وانك تأخذ انت البساط ويكون لك السيطرة ويكون لك السلطة , لا, أنا اتعامل معهم لله


 لذلك اغلب الاعمال لا يعرفون انه انا الذي اعملها ,انا اقدم وليس شرطا أن يعلمون أنه  انا الذي اقدم أم غيري ,ليس شرطا أن يعلمون ,فانت تتعامل مع الله "


انت صافق البيعة مع من؟ مع الله .
ما تطلب غير الله , ولا ترجو غير الله ولا تسأل غير الله ,

وهو اعطاء ما ليس بواجب والتسامح في الحقوق والغض مما في النفس فلا ينبغي للإنسان ان ينسى هذه الدرجة ولو في بعض الاوقات


" اذا كنت لا تستطيع  دائما ان  تكون هذه صفتك وهذه ديدنك, اقل شيء بعض الاوقات لا تتعامل بصفة  تقدم اقدم ,تعطيني  اعطيك ,اقل شيء في بعض الاوقات  قدم تنازل اعط لتكون انت اليد العليا سامح اعفو.


والغض مما في النفس ,فلا ينبغي للإنسان ان ينسى هذه الدرجة ولو في بعض الاوقات وخصوصاً لمن بينك وبينه معاملة أو مخالطة فإن الله مجازي المحسنين بالفضل والكرم



ولهذا قال :
{ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }

وكل ماكنت انت الأخيّر كنت انت الافضل, يعطيك الله عز وجل عطاء لا تتخيله ,خزائنه لا تنفذ سبحانه ,


وممكن ان تكون فعلت لأحدهم شيئاً, فقلت انا الذي فعلته تريد منه الثناء والتشجيع ,وفي بعض الاحيان لا يثني عليك ولا يشجعك ,فيذهب عليك خيري الدنيا والأخرة ,خسارةٌ في الدنيا والاخرة

اما الله عز وجل لا يضيع  عنده شيء ,


 { مَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى }

}وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ{

مطلع يعلم ,يشكرك  الله سبحانه جلا وعلا



سبحانك اللهم وبحمد اشهد ان لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق