الأحد، يوليو 10، 2016

تفريغ سورة آل عمران من آية 101 إلى آية 108






الوجه الرابع عشر من سورة آل عمران



يقول الله تعالى :
(وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 101 )



 (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ)

ذكر الله تعالى السبب الأعظم والموجب الأكبر في  ثبات المؤمنين على ايمانهم وعدم تزلزلهم عن ايقانهم وأن  ذلك من أبعد الأشياء فقال: (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ )
يارب ماهو الشييء الذي سوف يثبتنا

( وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُه)
 ۗتتلى عليكم آيات الله أي الرسول بين اظهركم يتلو عليكم آيات ربكم كل وقت

وهي الايات البينات التي توجب القطع بموجبها والجزم بمقتضاها وعدم الشك فيما دلت عليه بوجه من الوجه خصوصا والمبين لها افضل الخلق واعلمهم وافصحهم وانصحهم وأرأفهم بالمؤمنين الحريص على هداية الخلق وارشادهم  لكل طريق يقدر عليه فصلاة الله وسلامه عليه


فلقد نصح وبلغ البلاغ المبين فلم يبق في نفوس القائلين مقالة ولم يترك لجائل  في طلب الخير مجالا

ثم أخبر أن من اعتصم به وتوكل عليه وامتنع بقوته ورحمته عن كل شر واستعان به على كل خير فقد هدي الى صراط مستقيم

 (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)

اعتصم بالله عز وجل لعل الله ان يهديك إلى صراطه المستقيم ،

فقد هدي إلى صراط مستقيم موصل له إلى غاية المرغوب لأنه  جمع بين اتباع الرسول في أقواله وافعاله وأحواله وبين الاعتصام  بالله

لم بيتدع بمالم يأتي به الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك اعتصم بالله

في النهاية النتيجة والثمرة يارب ماهي ؟
النتيجة والثمرة أنه هدي إلى صراط مستقيم

إذن من هو الذي يهدى إلى صراط الله المستقيم ؟
هو الذي يتبع محمد صل الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله  وأحواله ويعتصم بالله عز وجل

وكما جاء في الحديث
أن النبي صل الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه :
( أي المؤمنين أعجب اليكم إيمانا , قالوا الملائكة قال وكيف لايؤمنون وهم عند ربهم  وذكروا الأنبياء قال وكيف لايؤمنون والوحي ينزل عليهم قالوا فنحن : قال وكيف لاتؤمنون وانا بين اظهركم قالوا فأي الناس أعجب إيمانا قال قوم يجيؤون من بعدكم يجدون الصحف يؤمنون بما فيها )

ثم قال تعالى : (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
أي مع هذا فالاعتصام بالله والتوكل عليه هو العمدة في الهداية والعدة في مباعدة الغواية والوسيلة إلى الرشاد وطريق السداد وحصول المراد


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( 102 )

هذا أمر من الله لعباده المؤمنين أن يتقوه حق تقواه وان يستمروا على ذلك ويثبتوا عليه ويستقيموا إلى الممات

فان من عاش على شي مات عليه
فمن كان على حال صحته ونشاطه وامكانه مدوام لتقوى ربه وطاعته منيبا إليه على الدوام ثبته الله  عند موته ورزقة حسن الختام وتقوى الله حق التقوى

وكيف نكون من المتقين ؟
قال ابن مسعود في تقوى الله سبحانه وتعالى
 ( أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر  )  


وتفاصيل التقوى المتعلقة بالقلب والجوارح كثيرة جدا يجمعها فعل ما أمر الله به وترك  كل ما نهى الله  عنه



(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ( 103 ) .

ثم أمرهم الله سبحانه وتعالى بما يعينهم على التقوى والاجتماع والاعتصام بدين الله وكون دعوة المؤمنين واحدة مؤتلفين غير مختلفين فإن في اجتماع المسلمين على دينهم وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم ودنياهم وبالاجتماع يتمكنون من  كل أمر من الأمور ويحصل لهم من المصالح التى تتوقف على الائتلاف مالا يمكن عدها من التعاون على البر والتقوى


كما أن بالافتراق والتعادي يختل النظام وتنقطع الروابط ويصير كل واحد يعمل ويسعى في شهوة نفسه ولو أدى إلى الضرر العام


اذا الاجتماع يا اخوة أمر ليس بالهين ولابالسهل لذلك في بعض الأحيان لا بد أن نتنازل حتى تجتمع الكلمة ويتوحد الصف ولا تتوقع  أن هذا ضعفا بعض الناس ما تتنازل تقول انها ضعيفة اذا تنازلت لا بد في بعض الأمور بل في بعض بل في  كثير من الأمور لا بد أن اتنازل حتى تسير الحياة حتى تسير الامور حتى تتوحد الكلمة والصف

ثم قال تعالى :  
  ( وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً )
كيف أعداء ؟
يقتل بعضكم بعضا ياخذ بعضكم مال بعض
حتى أهل القبيلة يعادي بعضهم بعضا
وأهل البلد الواحد يقع بينهم التعادي والاقتتال وكانوا في شر عظيم وهذه حالة العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

فلما بعثه الله وامنوا به واجتمعوا على الإسلام تآلفت قلوبهم على الايمان كانو كالشخص الواحد من تآلف قلوبهم و موالات بعضهم لبعض

ولهذا قال : ( فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا )
بنعمته اذا كيف نصبح إخوانا ؟ وما السبب ؟ نحن نعمل الأسباب لكن النتيجة من الله عز وجل

( وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا )
أي قد استحقيتم النار ولم يبق بينكم وبينها إلا تموت فتدخلوها فانقذكم منها بما منّ عليكم من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم


( كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ )
أي يوضحها ويفسرها
ويبين لكم الحق من الباطل والهدى من الضلال

لماذا يكون هذا ؟
(لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
بمعرفة الحق والعمل به

وفي هذه الآية مايدل على أن الله  يحب من عباده أن يذكروا  نعمته بقلوبهم وألسنتهم ليزدادوا شكرا له ومحبة
ويزيدهم من فضله واحسانه

وان من أعظم ما يذكر من نعمه ، نعمه الهداية
أعظم نعمة هي نعمة الهداية إلى الإسلام واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واجتماع كلمة المسلمين وعدم تفرقها

ثم يقول الله تعالى :
( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 104 )

من النعم التي ذكّرهم عندما نزلت هذه الايه قصة الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أن قسم الغنائم يوم حنين على الأنصار فعاتب من عاتب منهم يعني كان في نفسه شيء لما فضل عليهم قريش وبعض القبائل في القسمة على الانصار بما أراه الله عز وجل

فخطب بهم فقال :
( يا معشر الأنصار الم اجدكم  ضلالا فهداكم الله بى وكنت متفرقين فألفكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي  وكلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن الله ورسوله لهم المنة والفضل سبحانه جل و علا).


(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) 
 أي وليكن منكم أيها المؤمنون الذين منّ الله عليكم بالإيمان والاعتصام بحبله

( أُمَّةٌ )
أي جماعة

( يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ) 
وهو اسم جامع لكل مايقرب إلى الله عز وجل ويبعد عن سخطه

  ( وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوف ِ )
وهو ماعرف بالعقل والشرع جماله وحسنه

(وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ )
والمنكر هو ما عرف بالشرع والعقل قبحه

وهذا إرشاد من الله للمؤمنين
أن يكون منهم جماعة متصدية  للدعوة إلى سبيله
وإرشاد الخلق إلى دينه

ويدخل في ذلك العلماء المعلمون للدين
والوعاظ الذين يدعون اهل الاديان  الى لدخول في دين الاسلام  ويدعون المنحرفين الى الاستقامة
والمجاهدون في سبيل الله
والمتصدون لتفقد احوال الناس والزامهم بالشرع
كالصلوات الخمس والزكاة والصوم والحج وغير ذلك من شرائع
وكتفقد المكائيل والموازين وتفقد أهل الأسواق ومنعهم من الغش والمعاملات الباطلة ،


كل هذه الأمور  من فروض الكفايات كما تدل عليه الايه :


(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ) 
 لتكن منكم جماعة يحصل  المقصود بهم في هذه الأشياء المذكورة من المعلوم المتقرر أن الأمر بالشيء  أمر به وبما لا يتم إلا به وكل ما تتوقف هذه الأشياء عليه فهو مأمور به

كالاستعداد للجهاد بأنواع العدد التي يحصل بها نكاية االاعداء وعز الإسلام وتعلم العلم الذي يحصل به الدعوة إلى الخير ووسائلها ومقاصدها وبناء المدارس للإرشاد والعلم ومساعدة النواب ومعاونتهم على  تنفيذ الشرع في الناس بالقول والفعل والمال وغير ذلك مما تتوقف هذه الأمور عليه وهذه الطائفة المستعدة للدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هم خواص المؤمنين

ولهذا قال تعالى: ( َأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون)
الفائزون بالمطلوب الناجون من المرهوب

(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ)
مثل الآن  هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانة وإن لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الإيمان  )

وفي رواية  وليس وراء ذلك من  الإيمان حبة خردل)
يعني أعوذ بالله الذي لا ينكر المنكر لا بقلبه ولا  بلسانه ولابيده وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم ليس  وراء ذلك من  الإيمان حبة خردل

وفي رواية  الامام أحمد عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عقابا  من عنده ثم لتدعنه فلا يستجب لكم  )


اذا من أسباب عدم استجابة الله سبحانه وتعالى للدعاء عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ونهى عن التفرقة لذلك قال الله عز وجل :
( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 105 ) .

ينهى الله تبارك وتعالى ان تكون هذه الامه كالامم الماضية في تفرقهم واختلافهم وتركهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قيام الحجة عليهم

(وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا)
يتكلم عن الأمم السابقة

(مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَات) ُ 
متى اختلفوا ؟
اختلفوا بعد ما جاءتهم
أي بعد ما نزلت عليهم الكتب ،بعد ما أتت إليهم الرسل ،بعد ما أتت عليهم الحجج والبراهين اختلفوا ،َ

( وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )


روى الإمام أحمد عن أبي عامر بن  عبدالله بن لحين حججنا معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة قام حين صل الظهر فقال    ان رسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إن اهل الكتابين افترقوا في دينهم  على اثنتين وسبعين ملة وان هذه  الأمة   ستفترق  على ثلاث وسبعين ملة (يعني الأهواء ) كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة انه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله )


والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به

ثم قال الله تعالى :
(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ( 106 ) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 107 )

(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوه ٌ )
يعني يوم القيامة حين تبيض وجوه أهل السنة والجماعة
وتسود وجوه أهل البدع والفرقة

( فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )

قال  الحسن البصري : هم المنافقون
وقال ابن عباس : هم اهل البدعة والفرقة

(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) .
وهذا الوصف يعم كل كافر

ثم قال الله عز وجل :
(وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّه )
هولاء من ؟
هؤلاء الطرف الآخر
الطرف الأفضل الطرف الصالح

(وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّه ) 
 أن الله عز وجل لن يدخلهم الجنة بسبب أعمالهم
وإنما سيدخلهم برحتمه سبحانه
لأنه قال :
 (فَفِي رَحْمَةِ اللَّه )

اللهم ادخلنا برحمتك اللهم صب علينا رحماتك صبا ياحي يا قيوم

(ْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
يعني ما السبب في خلودهم في الجنة ؟
رحمة الله سبحانة وتعال وليست أعمالهم

(وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ )
فيهنؤون أكمل تهنئة ويبشرون أعظم بشارة
وذلك أنهم  يبشرون بدخول الجنات ورضا ربهم ورحمته

(ْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّه )
اذا كانو خالدين في الرحمة
فالجنة أثر من آثار رحمته  تعالى فهم خالدون فيها
بما فيها من النعيم المقيم والعيش السليم في جوار أرحم الراحمين  .


( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ( 108 )


لما بين الله لرسوله الأحكام الأمرية والأحكام الجزائية قال :
 (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا )
أي نقصها

( عَلَيْكَ بِالْحَقِّ )
لأن أوامره ونواهيه مشتملة على الحكمة والرحمة ثوابها وعقابها

كذلك مشتملة على الحمكة والرحمة والعدل الخالي من الظلم

ولهذا قال :
(ِّ ۗ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ)
نفى إرادته ظلمهم 
أي انه لايريد الله عز وجل أن يظلمهم ابدا ،
فضلا عن كونه يفعل ذلك
فلا ينقص أحدا شيئا من حسناته ولا يزيد  في ظلم الظالمين
بل يجازيهم بأعمالهم .



أسأل الله عز وجل أن نكون  ممن تبيض وجوهنا يوم القيامة
اللهم اجعلنا ممن يقول الله فيهم :
(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ )
(وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّه )
اللهم اجعلنا منهم اللهم اجعلنا منهم برحمتك يا أرحم الراحمين .


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله استغفرك وأتوب إليك 

 وصل اللهم وسلم  وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

اللهم اجعل هذا الاجتماع اجتماعا مرحوما واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما ولا تجعل معنا شقيا ولا محروما  .

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق