الأربعاء، يوليو 13، 2016

تفريغ سورة آل عمران من آية 158 إلى آية 165






الوجه الثاني والعشرون من سورة آل عمران 






يقول الله تعالى :
( وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ ) (158)

أخبر الله تعالى أن القتل في سبيله أو الموت فيه ، ليس فيه نقص ولا محذور، وإنما هو مما ينبغي أن يتنافس فيه المتنافسون،

لأنه سبب مفض وموصل إلى مغفرة الله ورحمته، وذلك خير مما يجمع أهل الدنيا من دنياهم، وأن الخلق أيضًا إذا ماتوا أو قتلوا بأي حالة كانت، فإن مرجعهم إلى الله، ومآلهم إليه، فيجازي كلا بعمله، فأين الفرار إلا إلى الله، وما للخلق عاصم إلا الاعتصام بحبل الله‏


ثم يقول الله تعالى :‏

‏ ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ‏) (159‏)

يقول تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم ، ممتنا عليه وعلى المؤمنين فيما ألان به قلبه على أمته ، المتبعين لأمره ، التاركين لزجره ، وأطاب لهم لفظه

فقال:
 {‏فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}
أي : أي شيء جعلك لهم لينا لولا رحمة الله بك وبهم .


وقال قتادة : {‏فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}
هذه الرحمة لا شك أن الذي أنزلها الله سبحانه وتعالى على محمد صلى الله عليه وسلم أي برحمة من الله

وقال الحسن البصري هذا خُلق محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله به


‏{‏ولو كنت فظًا‏ غَلِيظَ الْقَلْبِ }‏
أي‏:‏ سيئ الخلق

‏{‏غليظ القلب‏}‏
أي‏:‏ قاسي، ‏

{‏لانفضوا من حولك‏}
‏ لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيئ‏.

فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين، تجذب الناس إلى دين الله، وترغبهم فيه، مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص،

والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين، وتبغضهم إليه، مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص،

فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول، فكيف بغيره‏ ؟‏‏‏
أليس من أوجب الواجبات، وأهم المهمات، الاقتداء بأخلاقه الكريمة، ومعاملة الناس بما يعاملهم به ـ صلى الله عليه وسلم ـ من اللين وحسن الخلق والتأليف، امتثالا لأمر الله، وجذبا لعباد الله لدين الله‏.

ثم أمره الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويستغفر لهم في التقصير في حق الله، فيجمع بين العفو والإحسان‏.

{‏فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}‏
هذه يا اخوة توجب على الرئيس أن يكون رحيم بمرؤوسيه وأن يتعامل معهم بالرحمة فهذا من دواعي ديننا الإسلامي

لكن لو كان على الضد تماما يتعامل مع الناس بفظ بقلب غليظ

{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }
أي : ابتعدوا

يحذر الله سبحانه وتعالى من أن يتعامل الرئيس مع مرؤوسيه بالقساوة لأن لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لِمْن قام به هذا الخلق السيء

ثم تكلم الله تعالى عن الأمر بالشورى والعمل بها ونصحنا بها
فقال :
 {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }


ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه في الأمر إذا حدث ، تطييبا لقلوبهم ، ليكون أنشط لهم فيما يفعلونه

 [ كما ] شاورهم يوم بدر في الذهاب إلى العير فقالوا : يا رسول الله ، لو استعرضت بنا عرض البحر لقطعناه معك ، ولو سرت بنا إلى برك الغماد لسرنا معك ، ولا نقول لك كما قال قوم موسى لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ، ولكن نقول : اذهب ، فنحن معك وبين يديك وعن يمينك وعن [ شمالك ] مقاتلون .


وشاورهم -كذلك - قال لهم أين يكون المنزل ؟ حتى أشار المنذر بن عمرو ، بالتقدم إلى أمام القوم ،

وشاورهم في أحد في أن يقعد في المدينة أو يخرج إلى العدو ، فأشار جمهورهم بالخروج إليهم ، فخرج إليهم .


وشاورهم يوم الخندق في مصالحة الأحزاب بثلث ثمار المدينة  ، فأبى عليه ذلك السعدان : سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ، فترك ذلك .

وشاورهم يوم الحديبية في أن يميل على ذراري المشركين ، فقال له الصديق : إنا لم نجئ لقتال أحد ، وإنما جئنا معتمرين ، فأجابه إلى ما قال .


وقال عليه السلام في قصة الإفك : " أشيروا علي معشر المسلمين في قوم اتهموا أهلي ورموهم .



كل هذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم كان يستشير أصحابه كثيراً ويطلب منهم الشورى

عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المستشار مؤتمن " .




{وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }
بعد نتيجة المشورة ماذا نفعل؟

قال تعالى بعدها :
 { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
 التوكل على الله بعد المشورة

{ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}
 أي‏:‏ اذا شاورتهم في الأمر وعزمت عليه فتوكل على الله فيه
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}



‏‏ ‏{‏إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‏} (160)
{وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}


ثم أمرهم بالتوكل عليه :
 {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‏}


‏فلا نتكل على حولنا وعلى قوتنا بل نتبرأ من حولنا وقوتنا ونتوكل على الله عز وجل ونفعل الأسباب نفعل  ما أمرنا الله بها لكن لا نتكل عليها ولا ‏نعتمد عليها بل ‏نعتمد على الله سبحانه وتعالى على  رب الأسباب ، ‏إنما  نفعل الأسباب عبادة لكن لا نتوكل عليها ولا نعتمد عليها إنما نتوكل على الله  ، نقرأ الأذكار لكن لا نعتمد عليها 



  ‏{‏وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ‏} (161)
قال ابن عباس ومجاهد ما ينبغي للنبي صلى الله عليه وسلم أن يخون

 ‏{‏وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } 

‏نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدرٍ ‏فقال بعض الناس لعل رسول الله أخذها ‏قال فاكثروا في ذلك
‏فأنزل الله قوله تعالى :
 ‏{‏وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }


‏وهذه تبرئة له صلى الله عليه وسلم عن جميع وجوه الخيانة في أداء الأمانة وكذلك تقسيم الغنيمة ‏وغير ذلك 


ثم  قال:
‏{وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ‏}‏‏
وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد
‏فقد وردت السنة بالنهي عن ذلك في أحاديث متعددة .


روى الامام أحمد عن أبي مالك الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعظم الغلول عند الله ذراع من الأرض ، تجدون الرجلين جارين في الأرض - أو في الدار - فيقطع أحدهما من حظ صاحبه ذراعا ، فإذا اقتطعه طوقه من سبع أرضين إلى يوم القيامة "


كذلك يقول معاذ بن جبل بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ، فلما سرت أرسل في أثري فرددت ، فقال : " أتدري لم بعثت إليك ؟ لا تصيبن شيئا بغير إذني فإنه غلول ، ( ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ) لهذا دعوتك ، فامض لعملك " .


وكذلك في حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم  لا ألفيّن أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء ، فيقول : يا رسول الله ، أغثني .
فأقول : لا أملك لك من الله شيئا ، قد أبلغتك .
لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس لا  حمحمة ، فيقول : يا رسول الله ، أغثني .
فأقول : لا أملك لك من الله شيئا ، قد أبلغتك ... إلى آخر الحديث



وكذلك في حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم أثني على أحد الصحابة قتل  من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : فلان شهيد ، وفلان شهيد .
حتى أتوا على رجل فقالوا : فلان شهيد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلا إني رأيته في النار في بردة غلها - أو عباءة " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس : إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون " 



ليس الأمين والغال سواء
الأمين ‏الذي يؤتمن بإدارته عندما يعطى الادارة يكون أمين عندما يكون في بيته يكون أمينا عندما ‏يعطي أموال المسلمين يكون أمينا عندما يعطى حاجات الناس يكون أمينا لا يأخذ منها شيئا أبدا يتعامل بالأمانة ليس هو سواء هو و الغال أبدا
فما دليلنا في ذلك ؟

يقول تعالى : (أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ  ) ( 162 )
أي : لا يستوي من اتبع رضوان الله فيما شرعه ، فاستحق رضوان الله وجزيل ثوابه وأجير من ويل عقابه ،

ومن استحق غضب الله وألزم به ، فلا محيد له عنه ، ومأواه يوم القيامة جهنم وبئس المصير .


وهذه لها نظائر في القرآن كثيرة كقوله تعالى :
( أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ)
[ الرعد : 19 ]

وكقوله  : ( أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيه كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاع الْحَيَاة الدُّنْيَا )
[ القصص : 61 ]


{هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }(163)


(هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ )
من هم يارب ؟
المؤمنون درجات عند الله تختلف الدرجات في الجنة ،

يعني : أهل الخير وأهل الشر لا يستون أبدا هم درجات
كلٌ له درجات ، منازل ، يعني متفاوتون في منازلهم ودرجاتهم في الجنة ودركاتهم في النار ،

كما قال تعالى : ( ولكل درجات مما عملوا ) 
[ الأنعام : 132 ]

( وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ )
أي : ‏مطلع على كل شيء ، مطلع على ‏سكناتنا ‏وعلى أفعالنا وعلى قلوبنا وعلى تصرفاتنا وعلى كل أمورنا  لا تخفى عليه خافية لا في الأرض ولا في السماء 

 وسيوفينا ، لا يظلمنا خيرا ولا يريد لنا شرا ، بل يجازي كلا بعمله .

اللهم ارحم ضعفنا ‏واجبر كسرنا يا الله
‏اللهم منّ علينا برحمتك اللهم منّ علينا برحمتك
‏اللهم ارفع درجاتنا ودرجات والدينا و‏‏أبنائنا وذرياتنا في عليين




{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (164)


بعثة النبي صلى الله عليه وسلم نعمة عظيمة أمتن الله علينا بها فلك الحمد ربنا ولك الشكر ربنا ‏رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا .

قوله :
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ)

أي : من جنسهم ليتمكنوا من مخاطبته وسؤاله ومجالسته والانتفاع به ،

كما قال تعالى :
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها )
[ الروم : 21 ]

وقال تعالى :
( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد )
[ الكهف : 110 ]

وقال تعالى :
( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق )
[ الفرقان : 20 ]

وقال تعالى :
( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى )
[ يوسف : 109 ]

وقال تعالى :
( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم )
[ الأنعام : 130 ] 

 فهذا أبلغ في الامتنان أن يكون الرسول إليهم منهم ، بحيث يتمكنون ويستطيعون مخاطبته ومراجعته في فهم الكلام عنه ،

ولهذا قال : ( يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
أي : القرآن

(وَيُزَكِّيهِمْ )
أي : يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لتزكوا نفوسهم وتطهر من الدنس والخبث الذي كانوا متلبسين به في حال شركهم وجاهليتهم

( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ )
أي : القرآن والسنة

وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ )
أي : من قبل هذا الرسول

(لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ )
أي : لفي غي وجهل ظاهر جليّ بين لكل أحد


‏اللهم اهدنا وأهدي بنا



قال تعالى :
{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (165)




( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ )
أي :  ما أصاب منهم يوم أحد من قتل السبعين منهم

( قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا )
أي : يوم بدر ، فإنهم قتلوا من المشركين سبعين قتيلا وأسروا سبعين أسيرا

( قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا) 
 لماذا تتعجبون قد كانت العاقبة لكم يوم بدر


نحن سريع ما ننسى نعم الله ع زوجل علينا
سريع ما ننسى امتنان الله سبحانه وتعالى علينا ‏

لك الحمد ربنا لك الشكر ربنا على نعمك العظيمة وآلائك الجسيمة .


( قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا)
أي : من أين جرى علينا هذا ؟

(قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ)


عن عمر بن الخطاب قال : لما كان يوم أحد من العام المقبل ، عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء ، فقتل منهم سبعون وفرّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ، وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه ، وسال الدم على وجهه ، فأنزل الله عز وجل :
( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ )

 نحن محاسبون إلى هذه الدرجة
كان الذنب في يوم بدر حاسبهم الله عز وجل عليه
ورد عليهم الذنب يوم أحد 


الذنوب تهلك 
الذنوب عظيمة  لا تستصغرونها


‏اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجُلها سرها وعلانيتها
اللهم ارزقنا قلوبًا صافية بيضاء تنتبه لأي خطأ 
ياذا الجلال والاكرام 


(قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ )
أي : بسبب عصيانكم للرسول صلى الله عليه وسلم حين أمركم ألا تبرحوا من مكانكم فعصيتم
يعني بذلك الرماة 

( إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
‏يفعل ما يشاء يحكم ما يريد لا معقّب لحكمه سبحانه جلا جلاله


سبحانك ما عبدناك حق عبادتك وما قدرناك حق قدرك وما شكرناك حق شكرك 

ربنا لك الحمد ولك الشكر

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق