الاثنين، أغسطس 08، 2016

تفريغ سورة الأنعام من آية 1 إلى آية 8




بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ



الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، الحمدُ للهِ نستعينُهُ ونستغفرُهُ ونستهديهِ،
ونعوذُ باللهِ منْ شرورِ أنفسِنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا،
من يهدِهِ اللهُ فلا مضلَّ لهُ، ومن يضلُّه فلا هاديَ لهُ،

وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهَ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ،
بلَّغَ الأمانةَ، وأدَّى الرِّسالةَ، ونصحَ الأمَّةَ، وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادِهِ.
وصلَّى اللهُ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ:
فنبدأُ بإذنِ الله تَعالَى بسورةِ الأنعامِ

نسألُ الله عزَّ وجلَّ أن تكون حجَّةً لنا لا علينا، يا حيُّ يا قيُّومُ!
اللهُّمَّ اجعلْها شاهدةً لنا لا علَينا يا ذا الجلالِ والإكرامِ!
اللهُّمَّ اجعلْ ما فهمناهُ وتعلَّمناهُ ودرسناهُ، حجَّةً لنا يومَ أن نلقاكَ!

اللهُّمَّ اجعلِ القرآنَ ربيعَ قلوبِنا، ونورَ صدورِنا، وجلاءَ أحزانِنا، وذهابَ همومِنا وغمومِنا،
وقائدَنا ودليلَنا إلى جنَّاتِكَ جنَّاتِ النَّعيمِ.

اللهُمَّ ذكِّرْنا منْهُ ما نُسِّينا، وعلِّمْنا منْهُ ما جَهِلْنا،
وارزقْنا تلاوتَهُ آناءَ اللَّيلِ، وأطرافَ النَّهارِ على الوجهِ الذي يرضِيكَ عنَّا، يا حيُّ يا قيُّومُ!



الوجهُ الأوَّلُ من سورة الأنعام


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ۖ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) ( 1)

هذا إخبارٌ عن حمدِهِ والثَّناءِ عليهِ بصفاتِ الكمالِ، ونعوتِ العظمةِ والجلالِ عمومًا،

فحمد نفسَهُ على خلقِهِ السَّماواتِ والأرضِ
- و أيُّ شيءٍ أعظمُ من خلقِ السَّمواتِ والأرضِ؟!-
الدَّالةِ على كمالِ قدرتِهِ، وسعةِ علمِهِ ورحمتِهِ، وعمومِ حكمتِهِ، وانفرادِهِ جلَّ وعَلا بالخلقِ والتَّدبيرِ والملكِ،
وعلى جعلِهِ الظُّلماتِ والنُّورِ.

فيقولُ الله تَعالَى:
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ }:

{ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ }:

سُبحانَ اللهِ!
جمعَ الظُّلماتِ، وأفردَ النُّورَ،
وذلك لأنَّ الظُّلماتِ طرقٌ شتّى، ووسائلُ عديدةٌ،
أما النُّورُ فهو طريقٌ واحدٌ، طريقُ الله سُبحانَهُ وتَعالَى، الطَّريقُ المستقيمُ،

الظلماتُ والنورُ شاملٌ للحسِّيِّ والمعنويِّ:

- للحسِّيِّ من ذلك، كاللَّيلِ والنهارِ، والشَّمسِ والقمرِ.
- والمعنويِّ، كظلماتِ الجهلِ، والشكِّ، والشِّركِ، والمعصيةِ، والغفلةِ، ونورِ العلمِ والإيمانِ، واليقينِ، والطاعةِ،

وهذا كلُّه، يدلُّ دلالةً قاطعةً على أنَّهُ تَعالَى، هو المستحقُّ للعبادةِ وحدهُ، المتفرِّدُ بها، جلَّ وعَلا، وإخلاصِ الدينِ لهُ.

ومع هذا الدَّليلِ ووضوحِ البرهانِ:

{ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ }:
أي يعدِلون به سِواهُ، يُسَوُّونَهم به في العبادةِ والتعظيمِ، يُسّوُّون أحدًا من خلقِهِ معَهُ جلَّ وعَلا،
تَعالَى اللهُ عن ذلك علوًّا كبيرًا!

مع أنَّهُم لم يساوُوا اللهَ في شيءٍ من الكمالِ، وهم فقراءُ عاجِزون ناقصون من كلِّ وجهٍ.


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ۖ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ) ( 2)

{ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ }:
وذلك بخلقِ مادَّتِكُم وأبيكُم آدمَ عليهِ السَّلامُ.

{ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا }:
أي: ضربَ لمدَّةِ إقامتِكُم في هذه الدارِ أجلًا،
تتمتَّعُون بهِ وتُمتحنُون، وتُبتَلَون بما يُرسِلُ إليكُم بهِ رسلَهُ.

ولا شكَّ أنَّ طاعةَ اللهِ سُبحانَهُ وتَعالَى، واتِّباعَ مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، ابتلاءاتٌ،
فلا بدَّ للإنسانِ أنْ يصبرَ ويثبتَ، ويتمسَّكَ بالطَّريقِ المستقيمِ.

{ وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ }:
وهي: الدَّارُ الآخرةُ، التي ينتقلُ العبادُ إليها منْ هذهِ الدَّارِ،
فيجازيَهم بأعمالِهِم من خيرٍ وشرٍّ.

{ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ }:
أي: تشكُّون في وعدِ اللهِ ووعيدِهِ، ووقوعِ الجزاءِ يوم القيامةِ.

وذكر الله عزَّ وجلَّ الظُّلماتِ بالجمعِ، لكثرةِ موادِّها وتنوُّعِ طرقِها،
ووحَّدَ النُّورَ لكونِ الصِّراطِ المستقيمِ.


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ۖ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ) ( 3)

أي: وهو المألوهُ المعبودُ في السَّماواتِ وفي الأرضِ،
فأهل السَّماءِ والأرضِ، متعبِدُّون لربِّهم، خاضِعُون لعظمتِهِ، مستكينون لعزَّتِهِ وجلالِهِ،

وهو تَعالَى يعلمُ سرَّكُم وجهرَكُم ويعلمُ ما تكسِبُون،

فاحذروا معاصِيهِ- سُبحانَهُ، وارغبُوا في الأعمالِ التي تقرِّبُكم منْهُ، وتُدنيكُم منْ رحمتِهِ،
واحذرُوا منْ كلِّ عملٍ يبعدُكُم عنْهُ، جلَّ وعَلا.


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ) ( 4)

هذا إخبارٌ منْهُ تَعالَى عن إعراضِ المُشرِكِين، وشدَّةِ تكذيبِهِم وعداوتِهِم،
وأنَّهُم لا تنفعُ فيهم الآياتُ، حتى تحلَّ بهم المَثُلاتُ.

{ وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِم إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِين }:
لا يلقُون لها بالًا، ولا يصغُون لها سمعًا،
قد انصرفَتْ قلوبُهُم إلى غيرِها، وولُّوها أدبارَهُم.


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) ( 5)

نسألُ اللهَ السَّلامةَ والعافيةَ!

أيَّها الإخوةُ! إنَّ تكذيبَ الحقِّ له طرقٌ وأمورٌ شتَّى،
فلننتبهَ منْها، ونحذرْ!

أحيانًا عندما يُفتَى للبعضِ أنَّ هذا الحكمَ حرامٌ،
يبدأُ بالجدالِ والبحثِ عن بدائلَ.

الكذبُ بالحقِّ له طرقٌ عظيمةٌ كثيرةٌ جدًا،
فلنحذرْ منْها، وننتبهَ لها!

{ فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ }:
عندما تسمعُ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وحديثَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، عليك أن تنتهيَ،

فهذا كلامُ اللِه تَعالَى، وهذا كلامُ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، وهذه شريعتُنا، وهذا دينُنا.

ليسَ منَ الضَّروريِّ أنْ نرضَى، بل علينا التَّسليمُ،

والرِّضَى الذي يلبِّي طلباتِنا فقطْ، علينا الحذرَ منْهُ،
فهو مشكلةٌ في التَّسليمِ،
{ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

{ فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ }:
والحقُّ حقٌّهُ أنْ يُتَّبَعَ، ويُشكَرَ اللهُ على تيسيرِهِ لهُم، وإتيانِهِم بهِ، وتفهيمِهِم وتعليمِهِم إيَّاهُ، سُبحانَهُ،

فقابلوهُ بضدِّ ما يجبُ مقابلتُهُ بهِ، فاستحقُّوا العقابَ الشَّديدَ.

{ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }:
أي: فسوفَ يرَون ما استهزأُوا بهِ،
أنَّهُ الحقُّ والصِّدقُ، ويبيِّنُ اللهُ للمكذِّبِين كذبَهُم وافتراءَهُم،
وكانوا يستهزِئُون بالبعثِ والجنَّةِ والنَّارِ،

فإذا كان يومُ القيامةِ، قيلَ للمكذِّبِين:
{ هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ }

أيَّها الإخوةُ! لا بدَّ منَ التَّسليمِ بما يأمرُنا بهِ اللهُ سُبحانَهُ وتَعالَى، وتعليمِهِ أبناءَنا.

فهذا أمرُ اللهِ وشريعتُهُ جلَّ وعَلا، وهو خالقُنا ورازقُنا ومُدبِّرُ أمورِنا ومالكنا ومربِّينا جلَّ وعَلا.

قالَ تَعالَى:
{ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ) ( 6)

{ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ }:
أي: كم تتابعَ إهلاكُنا للأممِ المكذِّبِين، وأمهلْناهم قبل ذلك الإهلاكِ، بأنْ:

{ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَّكُمْ }:
لهؤلاءِ منَ الأموالِ والبنينِ والرَّفاهيةِ.

{ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ }:
يتلطَّفُ اللهُ سُبحانَهُ وتَعالَى مع عبادِهِ،
فينبتُ لهُم بذلك ما شاءَ اللهُ، من زروعٍ وثمارٍ، يتمتَّعون بها، ويتناولُون منْها ما تشتهِيهِ أنفسُهُم،

فلم يشكرُوا اللهَ عزَّ وجلَّ على نعمِهِ،
بل أقبلوا على الشَّهواتِ، وألهَتْهُم أنواعُ اللذَّاتِ،

{ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ }:
فهذه سُنَّةُ اللهِ ودأبُهُ، في الأممِ السَّابِقِين واللَّاحِقِين،

{ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ }
فلا يُعجِزُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يُهلكَ هؤلاءِ، ويأتيَ بقومٍ آخرِين.


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ) ( 7)

هذا إخبارٌ من اللهِ لرسولِهِ عن شدَّةِ عنادِ المُنافٍقين والكافٍرين،

وأنَّهُ ليس تكذيبُهُم لقصورٍ فيما جئتهَمُ بهِ يا مُحَمَّدُ، ولا لجهلٍ منْهُم بذلك،
وإنَّما ذلك ظلمٌ وبغيٌ، لا حيلةَ لكُم فيهِ،

فقالَ:
{ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ }:
وتيقَّنُوهُ

{ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا }:
ظلمًا وعُلُوًّا

{ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ }:
فأيُّ بيِّنةٍ أعظمُ منْ هذهْ البيِّنةِ؟!

وهذا قولُهُم الشَّنيعُ فيها، حيث كابرُوا المحسوسَ الذي لا يمكنُ مَن له أدنَى مسكةٍ مِن عقلٍ دفعُهُ؟


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ۖ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ ) ( 8)

{ َقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ }:
أي: هلَّا أُنزِلَ مع مُحَمَّدٍ ملكٌ، يعاونُهُ ويساعدُهُ على ما هو عليهِ،

بزعمِهِم أنَّهُ بشرٌ، وأنَّ رسالةَ اللهِ، لا تكونُ إلا على أيدي الملائكةِ.

قالَ اللهُ في بيانِ رحمتِهِ ولطفِهِ بعبادِهِ،
حيث أرسلَ إليهِم بشرًا منْهُم يكونُ الإيمانُ بما جاءَ به، عن علمٍ وبصيرةٍ، وغيبٍ.

{ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا }:
وهذهِ الحكمةُ من عدمِ إرسالِ اللهِ رسلًا من الملائكةِ، بل منَ البشرِ،
منْ لطفِهِ ورحمتِهِ جلَّ وعَلا بعبادهِ،

{ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا }:
برسالتِنا،
لكانَ الإيمانُ لا يصدرُ عن معرفةٍ بالحقِّ،
ولكانَ إيمانًا بالشَّهادةِ، الذي لا ينفعُ شيئًا وحدَهُ،

هذا إنْ آمنُوا،

والغالبُ أنَّهم لا يؤمنُون بهذهِ الحالةِ،

{ لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ }:
فإذا لم يؤمنوا قُضِيَ الأمرُ بتعجيلِ الهلاكِ عليهِم، وعدمِ إنظارِهِم،

لأنَّ هذهِ سنَّةُ اللهِ، فيمنْ طلبَ الآياتِ المقترحةَ، فلم يؤمنْ بها،

فإرسالُ الرَّسولِ البشريِّ إليهم بالآياتِ البيِّناتِ،
التي يعلمُ اللهُ أنَّها أصلحُ للعبادِ، وأرفقُ بهِم،
مع إمهالِ اللهِ عزَّ وجلَّ للكافِرِين والمكذِّبِين، خيرٌ لهُم وأنفعُ.



سبحانَكَ اللهُّمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا أنتَ، أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ.
اللهُّمَّ اجعلْ هذا الاجتماعَ اجتماعاً مرحوماً، واجعلْ تفرُّقَنا منْ بعدِهِ تفرّقًا معصوماً، ولا تجعلْ معَنا شقيَّاً ولا محروماً.
وصلِّ اللهُّمَّ وسلِّمْ وبارِكْ على نبيّنا مُحمَّد، وعلى آلهِ وصحبِهِ أجمعِين.




ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق