بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
الوجه الرابع
من سورة المائدة
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) ( 10)
{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا }:
الدَّالةِ على الحقِّ المُبينِ، فكذَّبُوا بها بعدَ ما
أبانَتِ الحقائقُ واتَّضحَتْ.
{ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }:
الملازِمُون لها ملازمةَ الصَّاحبِ لصاحبِهِ.
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا
إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) ( 11)
يُذَكِّر تَعالَى عبادَهُ المؤمِنِين بنعمِهِ العظيمةِ،
ويحثُّهُم على تذكُّرِها بالقلبِ واللِّسانِ،
وأنَّهُم -كما أنَّهُم يعدُّون قتلَهُم لأعدائِهِم،
وأخذَ أموالِهِم وبلادِهِم وسبيَهِم نعمةً -
فليعدُّوا أيضًا إنعامَهُ عليهِم بكفِّ أيديهِم عنهُم،
وردِّ كيدِهِم في نحورِهِم نعمةً.
فإنَّهُم الأعداءُ، قد همُّوا بأمرٍ، وظنُّوا أنَّهُم
قادِرُون عليهِ.
فإذا لم يدركِوُا بالمؤمنِين مقصودَهُم، فهو نصرٌ من
اللهِ لعبادِهِ المؤمنِين،
ينبغِي لهُم أنْ يشكُرُوا اللهَ على ذلكَ، ويعبدُوهُ
ويذكُروهُ.
ومنْ هذا، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ نزلَ
منزلًا، وتفرَّقَ النَّاسُ في العضاه، يستظلُّون تحتَها،
وعلَّق النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسَلَّمَ سلاحَهُ بشجرةٍ،
فجاءَ أعرابيٌّ إلى سيفِ
رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، فأخذَهُ فسلَّهُ،
ثمَّ أقبلَ على النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسَلَّمَ،
فقالَ: من يمنعُك منِّي يا مُحَمَّدُ؟
قالَ: " اللهُ عزَّ وجلَّ!"
قالَ الأعرابيُّ مرَّتين أو
ثلاثًا: منْ يمنعُك منِّي يا مُحَمَّدُ؟
والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ
وسَلَّمَ يقولُ: " الله!"
قالَ: فشامَ الأعرابيُّ السَّيفَ،
فدعَا النَّبيُّ صلَّى اللهُ
عليهِ وسَلَّمَ أصحابَهُ،
فأخبرَهُم خبرَ الأعرابيِّ،
وهو جالسٌ إلى جنبِهِ، ولم يعاقبْهُ.
وقصَّةُ
هذا الأعرابيِّ - وهو غَورَثُ بن الحارثِ - ثابتةٌ في الصَّحيحِ .
وقيلَ أنَّها نزلَتْ في شأنِ
بني النُّضيرِ -اليهودِ -
حين أرادُوا أن يلقُوا على
رأسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ الرَّحَى، لمَّا جاءَهُم يستعينُهُم في
ديةِ العامريِّين،
ووكَّلوا عَمْرو بن جحاشَ بن
كعبٍ بذلك،
وأمرُوهُ إنْ جلسَ النبيُّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، تحتَ الجدارِ،
واجتمعُوا عندَهُ أنْ يلقيَ
تلكَ الرَّحَى من فوقِهِ،
فأطلعَ اللهُ رسولَهُ صلَّى
اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، على ما تمالؤُوا عليهِ،
فرجعَ إلى المدينةِ، وتبعَهُ
أصحابُهُ،
فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ في ذلكَ الآيةَ:
{ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
ثمَّ أمرَ رسول الله صلَّى
اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، أن يغدوَ إليهِم،
فحاصرَهُم، حتى أنزلَهُم،
فأجلَاهُم .
{ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }:
يعني من توكَّلَ على اللهِ، كفَاهُ ما أهمَّهُ، وحفظَهُ
من شرِّ النَّاسِ، وعصمَهُ.
توكلْ على اللهِ سُبحانَهُ وتَعالَى، يحفظْك من كلِّ
شرٍّ،
وعلى قدرِ توكُّلِك، على قدرِ ما يعطِيكَ من الأمنِ.
{ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ْ}:
أي: يعتمدُوا عليهِ في جلبِ مصالحِهِم الدِّينيَّةِ
والدُّنيويَّةِ،
ويتبرَّؤُوا من حولِهِم وقوَّتِهِم، ويثِقُوا باللهِ تَعالَى
في حصولِ ما يحبُّون.
وعلى حسبِ إيمانِ العبدِ يكونُ توكُّلُهُ، وهو من
واجباتِ القلبِ المتَّفقِ عليهَا.
على قدرِ المعونةِ، تكون المؤُونةُ.
يقولُ
اللهُ تَعالَى ذاكِرًا بيعةَ اليهودِ:
( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ
مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ
وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ
الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ
قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ
مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ) ( 12)
يخبرُ تَعالَى أنَّهُ أخذَ على بنِي إسرائيلَ الميثاقَ
الثَّقيلَ المؤكَّدَ،
وذكرَ صفةَ الميثاقِ، وأجرَهُم إنْ قامُوا بهِ، وإثمَهُم
إنْ لم يقومُوا بهِ،
ثمَّ ذكرَ أنَّهُم ما قامُوا بهِ.
{ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ
}:
أي: عهدَهُم المؤكَّدَ الغليظَ،
{ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا }:
أي: رئيسًا وعريفًا على من تحتَهُ،
ليكونَ ناظِرًا عليهِم، حاثًّا لهُم على القيامِ بما
أُمِرُوا بهِ، مُطالِبًا يدعُوهُم.
{ وَقَالَ اللَّهُ }:
للنُّقباءِ الذين تحمَّلُوا من الأعباءِ ما تحمَّلُوا:
{ إِنِّي مَعَكُمْ }:
أي: بِالعونِ والنَّصرِ، فإنَّ المعونةَ بقدرِ المؤونةِ.
{ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ }:
ظاهرًا وباطنًا، بالإتيانِ بما يلزمُ وينبغِي فيها،
والمُداومةِ على ذلكَ
{ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ }:
لمستحقِّيها
{ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي }:
جميعِهِم، الذين أفضلُهُم وأكملُهُم مُحَمَّدٌ صلَّى
اللهُ عليهِ وسَلَّمَ،
{ وَعَزَّرْتُمُوهُمْ }:
أي: عظَّمْتُمُوهُم، وأدَّيْتُم ما يجبُ لهُم من
الاحترامِ والطَّاعةِ،
{ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا }:
وهو الصَّدقةُ والإحسانُ، الصَّادرُ عن الصِّدقِ
والإخلاصِ وطيبِ المكسبِ،
فإذا قمْتُم بذلكَ،
وعدهم الله عزَّ وجلَّ:
{ لَأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }:
فجمعَ لهُم بينَ حصولِ المحبُوبِ بالجنَّةِ، وما فيها
من النَّعيمِ،
واندفاعِ المكروهِ بتكفيرِ السَّيِّئاتِ، ودفعِ ما يترتَّبُ
عليها من العقوباتِ.
{ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ }:
العهدَ والميثاقَ المؤكَّدَ بالأيمانِ والالتزاماتِ،
المقرونَ بالترغيبِ بذكرِ ثوابِه.
{ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ }:
أي: عن عمدٍ وعلمٍ،
فيستحقَّ ما يستحقُّهُ الضَّالُّون من حرمانِ الثَّوابِ،
وحصولِ العقابِ.
أما
نقباءُ الأنصارِ، نقباءُ الصَّحابةِ:
فلمَّا
بايعَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ الأنصارُ، ليلةَ العقبةِ، كانَ فيهِم
اثنَا عشرَ نقيبًا،
ثلاثةٌ
من الأوسِ، وهُم: أسيدُ بنُ الحضيرِ، وسعدُ بنُ خيثمةَ، ورفاعةُ بنُ عبدِ المنذرِ
- ويقالُ بدلَهُ: أبو الهيثمِ بنِ التيهانِ - رضيَ اللهُ عنْهُم،
وتسعةٌ
من الخزرجِ، وهُم: أبو أمامةَ أسعدُ بنُ زرارةَ، وسعدُ بنُ الرَّبيعِ، وعبدُ اللهِ
بنُ رواحةَ، ورافعُ بنُ مالكَ بنُ العجلانِ، والبراءُ بنُ معرورَ، وعبادةُ بنُ الصَّامتِ،
وسعدُ بنُ عبادةَ، وعبدُ اللهِ بنُ عمْرو بنُ حرامَ، والمنذرُ بنُ عمْرو بنُ خنيسَ،
رضيَ اللهُ عنْهُم.
وقد
ذكرَهُم كعبُ بنُ مالكَ في شعرٍ لهُ.
والمقصودُ:
أنَّ هؤلاءِ كانُوا عرفاءَ على قومِهم المؤمِنِين المُسلمِين،
هؤلاءُ
هُم الأنصارُ، ليلتئذَ عن أمرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لهُم بذلكَ،
وهم
الذين وُلُّوا المُبايعةَ والمُعاقدةَ عن قومِهِم، للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ
وسَلَّمَ، على السَّمعِ والطَّاعةِ،
وذلك
عندما كانَ يدعُوهُم في موسمِ الحجِّ، في مكَّةَ، قبلَ هجرتِهِ إلى المدينةِ.
{
وَقَالَ اللَّهُ ْ إِنِّي مَعَكُمْ }:
أي:
بحفْظِي وكلاءَتِي ونصرِي
{ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ ْوَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم
بِرُسُلِي }:
أي:
صدَّقْتُمُوهُم فيما يجيئُونَكم بهِ منَ الوحيِ
{وَعَزَّرْتُمُوهُمْ
}:
أي:
نصرْتُموهُم،
{
وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا }:
وهو:
الإنفاقُ في سبيلِهِ، وابتغاءُ مرضاتِهِ
{
لَأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ }:
أي:
ذنوبَكُم، أمحُوها وأسترُها، ولا أؤاخذُكُم بها.
{
وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }:
أي:
أدفعُ عنْكُم المحذورَ، وأحصِّلُ لكُم المقصودَ.
{ فَمَن
كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ َفقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ }:
أي:
فمَنْ خالفَ هذا الميثاقَ، بعد عقدِهِ وتوكيدِهِ وشدِّهِ، وجحدِهِ، وعاملَهُ
معاملةَ منْ لا يعرفُهُ،
فقد
أخطأَ الطَّريقَ الواضحَ الحقَّ، وعدلَ عن الهُدَى إلى الضَّلالِ .
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ
لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن
مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ
عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ
ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ( 13)
{ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ }:
أي: بسببِهِ عاقبْناهُم بعدَّةِ عقوباتٍ:
نسألُ اللهَ العافيةَ!
الأولى: أنَّا
{ لَعَنَّاهُمْ }:
أي: طردْنَاهُم وأبعدْناهُم منْ رحمتِنا،
الثَّانيةُ: قولُهُ
{ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً }:
أي: غليظةً، لا تُجدِي فيها المواعظُ، ولا تنفعُها
الآياتُ والنُّذرُ،
ونأخذُ منْ هذا: أنَّ القلبَ القاسيَ عقوبةٌ من اللهِ
عزَّ وجلَّ،
فمنْ يقرأُ الآياتِ، ولا يحسُّ في قلبِهِ خشوعًا أو
رحمةً، فهذه عقوبةٌ منَ اللهِ سُبحانَهُ وتَعالَى.
فما الحلُّ؟
نكثرُ من الاستغفارِ
الثَّالثةُ: أنَّهُم
{ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ }:
أي: ابتُلوا بالتَّغييرِ والتَّبديلِ،
فيجعلُون للكلمِ الذي أرادَ اللهُ معنىً غيرَ ما أرادَهُ
اللهُ ولا رسولُهُ.
الرَّابعةُ: أنَّهُم
{ نسوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ }:
فإنَّهُم ذُكِّروا بالتَّوراةِ، وبما أنزلَ اللهُ عزَّ
وجلَّ على موسَى،
فنسُوا حظًّا منْهُ، وضاعَ منْهُم.
الخامسةُ: الخيانةُ المستمرَّةُ التي
{ لا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ }:
أي: خيانةً للهِ، ولعبادِهِ المؤمِنِين.
وجميعُ هذهِ الخصالِ الذَّميمةِ هي صفاتُهُم.
نسألُ اللهَ العافيةَ!
وقولُهُ:
{ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ }:
أي: فإنَّهُم وفَوا بما عاهدُوا اللهَ عليهِ،
فوفَّقَهُم وهداهُم للصِّراطِ المستقيمِ.
{ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ }:
أي: لا تؤاخذْهُم بما يصدرُ منْهُم منَ الأذَى، الذي
يقتضِي أنْ يُعفَى عنْهُم،
واصفحْ، فإنَّ ذلكَ من الإحسانِ.
{ إن اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }:
والإحسانُ: هو أنْ تعبدَ اللهَ كأنَّك ترَاهُ، فإنْ لم
تكُنْ ترَاهُ، فإنَّهُ يرَاك.
وفي حقِّ المخلُوقِين: بذلُ النَّفعِ الدِّينيِّ والدُّنيويِّ
لهُم.
{
وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ }:
يعني:
مكرُهُم وغدرُهُم لكَ ولأصحابِكَ.
{ فَاعْفُ
عَنْهُمْ وَاصْفَحْ } :
وهذا
هو عينُ النَّصرِ والظَّفرِ،
كما
قالَ بعضُ السَّلفِ:
ما
عاملْتَ من عصَى اللهَ فيكَ، بمثلِ أن تطيعَ اللهَ فيهِ.
وبهذا
يحصلُ لهُم تأليفٌ وجمعٌ على الحقِّ، ولعلَّ اللهَ أنْ يهديَهُم;
ولهذا
قالَ تَعالَى:
{
إن اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }:
ويعني الإحسانُ: الصَّفحَ عمَّنْ أساءَ إليك .
{ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ }
نسألُ اللهَ أنْ يعفوَ عنَّا، ويغفرَ لنا ما أسررْنا
وما أعلنَّا، يا حيُّ يا قيُّوم!
سبحانَكَ اللهمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا أنتَ،
أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ.
اللهمَّ اجعلْ هذا الاجتماعَ اجتماعاً مرحوماً، واجعلْ
تفرُّقَنا من بعدِهِ تفرّقًا معصوماً، ولا تجعلْ معَنا شقيَّاً ولا محروماً.
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيّنا مُحمَّد وعلى
آلهِ وصحبِهِ أجمعِين.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق