الوجه الخامس والعشرون من سورة النساء
يقول الله تعالى : (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ
لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ
لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ
يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا ( 141 ) .
﴿الَّذينَ يَتَرَبَّصونَ بِكُم فَإِن كانَ لَكُم فَتحٌ مِنَ اللَّهِ
قالوا أَلَم نَكُن مَعَكُم ﴾
ارتباط الآية بما قبلها أنه لما تحدث عن
المنافقين وكيف يكون موقفنا من الكفار وكيف تكون مجالسنا معهم ولا نرضى أن يستهزأ
بالله سبحانه وتعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبكتابه وبشريعتنا وبديننا
ثم ذكر بعدها موقف المنافقين منا قال :
﴿الَّذينَ يَتَرَبَّصونَ بِكُم ﴾
يخبر الله تعالى عن المنافقين انهم يتربصون بالمؤمنين دوائر السوء
بمعنى ينتظرون زوال دولتهم وظهور الكفر عليهم وذهاب ملتهم
﴿فَإِن كانَ لَكُم فَتحٌ مِنَ اللَّهِ ﴾
نصر وتأييد وظفر وغنيمة ماذا قالوا؟
﴿ قالوا أَلَم نَكُن مَعَكُم ﴾
يتوددون للمؤمنين
يعنى هم فقط يريدون عطايا الدنيا
وما عند الله خير وأبقى سبحانه
وتعالى
وأخذنا في الوجه الذى قبله يقول الله تعالى :
﴿مَن كانَ يُريدُ ثَوابَ الدُّنيا فَعِندَ اللَّهِ ثَوابُ
الدُّنيا وَالآخِرَةِ ﴾
سبحانه وتعالى جواد كريم فضله واسع ,
عنده الدنيا والأخرة ليس فقط
الدنيا
هؤلاء حصروا أنفسهم على الدنيا حصروا أنفسهم على عطايا
الدنيا
﴿ قالوا أَلَم نَكُن مَعَكُم ﴾
يتوددون للمؤمنين بهذه المقالة لماذا ؟
يريدون شيئا من المال والنصيب
﴿ وَإِن كانَ لِلكافِرينَ نَصيبٌ ﴾
على إدالة المؤمنين في بعض الأحيان كما وقع يوم أحد
﴿ٌ قالوا أَلَم نَستَحوِذ عَلَيكُم وَنَمنَعكُم مِنَ
المُؤمِنينَ ﴾
أي : ساعدناكم في الباطن حتى انتصرتم عليهم
نسأل الله عز وجل السلامة والعافية
﴿ٌ قالوا أَلَم نَستَحوِذ عَلَيكُم﴾
أي نستولي عليكم
﴿ وَنَمنَعكُم مِنَ المُؤمِنينَ ﴾
يتصنعون عندهم بكف أيديهم عنهم مع القدرة ومنعهم من المؤمنين
﴿َ فَاللَّهُ يَحكُمُ بَينَكُم يَومَ القِيامَة﴾
فيجازى المؤمنين ظاهرا وباطنا بالجنة
ويعذب المنافقين والمنافقات
والمشركين والمشركات
﴿وَلَن يَجعَلَ اللَّهُ لِلكافِرينَ عَلَى المُؤمِنينَ
سَبيلًا﴾
اللهم لا تجعل لكافر على مسلم يدا
أي : تسلطا واستيلاء عليهم بل لا تزال طائفة من المؤمنين مع الحق
منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم
اللهم اجعلنا منهم
ولا يزال الله يتحدث عن أسباب نصر المؤمنين ودفع تسليط الكافرين ما
هو مشهود بالعيان
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ
وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا
يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا ( 142 ) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى
هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا
( 143 ) .
﴿إِنَّ المُنافِقينَ يُخادِعونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُم ﴾
هم يظنون أنهم يخادعون الله سبحانه وتعالى
لأنهم لا يعرفون الله , فمن الطبيعي أنهم يظنون أنهم يخادعونه
لكنهم لا يخادعون الا أنفسهم
يخبر الله تعالى أن المنافقين بما كانوا عليه من قبيح الصفات
و شنائع السمات أن طريقتهم مخادعة الله تعالى بما أظهروه من الايمان وأبطنوه من
الكفر
ظنوا أنه يروج على الله ولا يعلمه ولا يبديه لعباده
والحال أن الله خادعهم سبحانه
﴿يَومَ يَقولُ المُنافِقونَ وَالمُنافِقاتُ لِلَّذينَ آمَنُوا
انظُرونا نَقتَبِس مِن نورِكُم قيلَ ارجِعوا وَراءَكُم فَالتَمِسوا نورًا فَضُرِبَ
بَينَهُم بِسورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فيهِ الرَّحمَةُ وَظاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ
العَذابُ﴾
﴿ وَإِذا قاموا إِلَى الصَّلاةِ قاموا كُسالى﴾
يعنى أكبر الطاعات العملية هي الصلاة
أي قيس صلاتك
لتعرف مدى قربك من الله سبحانه وتعالى وبعدك منه
الله سبحانه وتعالى قاس المنافقين على ماذا؟
على الصلاة
قال: ﴿ وَإِذا قاموا إِلَى الصَّلاةِ قاموا كُسالى ﴾
هذا وسم فيهم وهذه صفة فيهم
التي هي أكبر الطاعات العملية قاموا كسالى متثاقلين لها متبرمين من
فعلها
والكسل لا يكون الا من فقد الرغبة عن قلوبهم
فلولا أن قلوبهم فارغة من الرغبة الى الله والى ما عنده عادمة للإيمان
لم يصدر منهم هذا الكسل
يعنى معناه اذا صدر منك كسل في العبادة معناه أنه
يوجد نقص في الايمان
﴿َ وَلا يَذكُرونَ اللَّهَ إِلّا قَليلًا﴾
هذا وصف ثاني
المنافقون لهم ثلاث صفات:
- يراءون الناس
- ولا يقومون للصلاة الا كسالى
-ولا يذكرون الله الا قليلا
يعنى هم يذكرون الله ؟
نعم يذكرون الله لكنه قليل
انظر الى حالك مع ذكر الله تعالى
اذا نحن نخشى أن يكون فينا صفات المنافقين ونحن لا نعلم
يجب أن ننظف القلوب ونطهرها ونزيدها ايمانا وتقوى وصلاحا
اقرأ عن أسماء الله الحسنى واعرف الله تعالى , من هو الله من هو
الرحمن من هو الرحيم من هو الرزاق من هو الكريم من هو ذو الفضل العظيم ,واسع
المغفرة سبحانه جلا وعلا
ثم أعطاهم وصف آخر :
﴿مُذَبذَبينَ بَينَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ ﴾
مساكين ليسوا من المؤمنين وليسوا من الكافرين
اذا كان يوجد شيء للمؤمنين ذهبوا اليهم واذا كان يوجد
شيء للكافرين ذهبوا اليهم
انظر الى قلوبهم الدنيئة , انظر الى التفاهات , الناس التافهين يبحثون عن الدنيا فقط , يبحثون عن المال يجدون كل حياتهم في المال والمتعة
﴿مُذَبذَبينَ بَينَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ
﴾
لماذا ؟
لأنهم يريدون أن يأخذوا من هؤلاء ومن هؤلاء , يريدون الأخذ من
خير هؤلاء ويريدون الأخذ من خير هؤلاء , يريدون الأخذ من متع هؤلاء ويريدون الأخذ من متع هؤلاء
فما لهم من هوية واضحة , هويتهم ضائعة , يتربصون
, كل يوم لهم قناع ليسوا واضحين , يبغون إرضاء هؤلاء ويبغون إرضاء هؤلاء
ليس عندهم هوية وهذه هي المشكلة يا اخوة , بعض الأخوة ليس لهم هوية
واضحة, في مجلس له هوية وفى مجلس اخر له هوية وفى مكان اخر له هوية على حسب
ما تشتهيه نفسه
﴿مُذَبذَبينَ بَينَ ذلِك لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ ﴾
مترددين بين فريق المؤمنين وفريق الكافرين
﴿وَمَن يُضلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبيلًا﴾
اذا أضل الله عبد لن يستطيع أن يجد طريق الهداية ولا وسيلة لترك غوايته لأنه انغلق عنه باب الرحمة وصار بدله كل نقمة
لذلك الانسان دائما يقرأ الفاتحة :
﴿إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَستَعينُ اهدِنَا الصِّراطَ
المُستَقيمَ﴾
اهدنا يا الله الصراط المستقيم
ان لم تهدنا انت من يهدنا !
ان لم تفتح قلوبنا من يفتح قلوبنا !
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ
أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ
عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا ( 144 ) .
لما ذكر من صفات المنافقين اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين
, نهى عباده المؤمنين أن يتصفوا بهذه الحالة القبيحة وأن يشابهوا المنافقين
قال :
﴿ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجعَلوا لِلَّهِ عَلَيكُم سُلطانًا
مُبينًا﴾
أي : حجة واضحة على عقوبتكم
فانه قد أنذرنا وحذرنا وأخبرنا بما فيها من المفاسد
وفى هذه الآية دليل على كمال عدله
وأن الله لا يعذب أحد قبل قيام
الحجة
لا تطلب من أحد شيء الا اذا أقمت عليه الحجة
لا تطلب من ابنائك شيء الا اذا علمتهم وفهمتهم وربيتهم
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ
وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ( 145 ) إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا
وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ
الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ( 146 )
مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ
شَاكِرًا عَلِيمًا ( 147 ) .
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ
وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا )
يخبر الله تعالى عن مآل المنافقين وأنهم أسفل الدركات من العذاب
وأشر الحالات من العقاب فهم تحت سائر الكفار , لأنهم شاركوهم في الكفر بالله
ومعادات رسله وزادوا عليهم المكر والخديعة
اذا لماذا يختلف مكان المنافقين عن الكفار ؟
لأنهم أنفسهم متطابقين في الملة وزادوا عليهم المكر والخديعة
فأولئك مع المؤمنين في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة
( وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا )
لا يعلمه الا الله , ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا الكافِرينَ أَولِياءَ
مِن دونِ المُؤمِنينَ أَتُريدونَ أَن تَجعَلوا لِلَّهِ عَلَيكُم سُلطانًا مُبينًا﴾
حجة واضحة بيّنة أن المنافقين مكانهم أين ؟
﴿َ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُم
نَصيرًا﴾
من ينصرهم؟
﴿إِلَّا الَّذينَ تابوا وَأَصلَحوا وَاعتَصَموا بِاللَّه﴾
هل يقبل الله التوبة ؟
نعم يقبل الله عز وجل التوبة
حتى من المنافقين ؟
نعم حتى من المنافق
حتى من الكافر ؟
نعم حتى من الكافر
﴿ وَأَخلَصوا دينَهُم لِلَّهِ ﴾
دين المحك هو الإخلاص
الإخلاص عظيم
قال أحمد بن حنبل " ما نزل الاخلاص على جرح الا أبرأه"
﴿إِلَّا الَّذينَ تابوا وَأَصلَحوا وَاعتَصَموا بِاللَّهِ
وَأَخلَصوا دينَهُم لِلَّهِ ﴾
أين مكانهم يا رب؟
﴿ِ فَأُولئِكَ مَعَ المُؤمِنينَ وَسَوفَ يُؤتِ اللَّهُ
المُؤمِنينَ أَجرًا عَظيمًا﴾
هل له قياس معين ؟
لا ليس له قياس معين
عندما أقول لك وأنا انسان بشر ضعيف عندي لك هدية عظيمة ! ماذا
تتصور ؟ أنا لم أقل لك عندي لك شيء معين , قلت هدية عظيمة !
فهذا رب العزة والجلال وله المثل الأعلى سبحانه جلا وعلا يقول
: ﴿َ وَسَوفَ يُؤتِ اللَّهُ المُؤمِنينَ أَجرًا عَظيمًا﴾
تسابقوا للخيرات
انما هي دنيا فانية زائلة ترحل ولن تخبرك برحيلها
فليس بينك وبينها عقد
ترحل بلحظة لا تتخيلها أصلا !
ترحل بلحظة لم يتوقعها أحد !
رحمتك يا حي يا قيوم اللهم أحسن لنا الختام
اللهم أحسن لنا الختام يا ذا الجلال والاكرام
﴿َ وَسَوفَ يُؤتِ اللَّهُ المُؤمِنينَ أَجرًا عَظيمًا﴾
لأن هذه القاعدة الشريفة لم يزل الله عز وجل يبدى فيها ويعيد اذ
كان السياق في بعض الجزئيات وأراد أن يرتب عليه ثوابا وعقابا وكان ذلك مشتركا بينه
وبين الجنس الداخل فيه
فالثواب في مقابلة الحكم العام الذى تندرج تحته تلك القضية
وغيرها , وحتى لا يتوهم اختصاص الحكم بالأمر الجزئي
فهذا من أسرار القرآن
البديعة
فالتائب من المنافقين والمؤمنين مع المؤمنين وله ثوابهم
- رحمته
واسعة -
ثم أخبر تعالى عن كمال غناه وسعة حلمه ورحمته واحسانه لمّا قال :
﴿ما يَفعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُم إِن شَكَرتُم وَآمَنتُم وَكانَ اللَّهُ
شاكِرًا عَليمًا﴾
الحال أن الله شاكرا عليما يعطى المتحملين لأجله الأثقال
الذائبين في الأعمال جزيل الثواب وواسع الاحسان
ومن ترك شيئا لله
أعطاه الله خيرا منه
ومع هذا يعلم ظاهركم وباطنكم وأعمالكم وما تصدر عنكم من اخلاص وصدق
وضد ذلك , وهو يريد منكم التوبة والانابة والرجوع اليه
فاذا أنبتم اليه فأي شيء يفعل بعذابكم ؟
ماذا يستفيد اذا امنتم و شكرتم وعملتم
رحمته عز وجل
واسعة
ماذا يستفيد من عذابكم
لا يعذب الله ليتشفى
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
هذه اية عظيمة تدل على رحمته وواسع فضله
﴿ما يَفعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُم إِن شَكَرتُم وَآمَنتُم وَكانَ
اللَّهُ شاكِرًا عَليمًا﴾ لماذا يعذبكم وأنتم شاكرين ؟
لماذا يعذبكم وأنتم مؤمنين ؟
ماذا يستفيد بعذابكم وأنتم مؤمنين صالحين مؤديين للأعمال؟
ماذا يستفيد من عذابكم سبحانه جل وعلا ؟
آية عظيمة تدل على رحمته وسعته وفضله وكرمه وجوده واحسانه جل وعلا
ان شكرتم أنتم فالله عز وجل أعظم شكرا وأكبر عطاء
رحمته وسعت كل
شيء سبحانه جل وعلا
مطلع على كل شيء سبحانه جل وعلا
لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا
في السماء
ان شكرتم أنتم فشكره عز وجل أعظم وأجزل
رحمته أوسع , فضله أوسع , كرمه أجود
اذا مطلوب منا أمرين :
( إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ )
فلن يعذبكم الله عز وجل
وهذا ظاهر كلام الآية
أنكم
اذا شكرتم وآمنتم لن يعذبكم سبحانه جل وعلا
فهو جل وعلا مطلع على أعمالكم
لما ختم الله عز وجل الآية قال :
﴿ وَكانَ اللَّهُ شاكِرًا عَليمًا﴾
شاكرا جل وعلا لكل أعمالكم لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في
السماء , لا يحتاج أن تخبروه بأعمالكم أبدا لا يحتاج أن تطلعوه على أعمالكم وهو مطلع
عليها , أخفوها عن الناس حتى تكون له جل وعلا
اللهم يا رحمن يا ذا الجلال والاكرام ارحم ضعفنا وتقصيرنا واسرافنا
في أمرنا واجعلنا من التائبين
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا اله الا أنت أستغفرك وأتوب
اليك
اللهم اجعل هذا الاجتماع اجتماعا مرحوما واجعل تفرقنا من بعده تفرقا
معصوما ولا تجعل معنا شقيا ولا محروما
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق