بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
الوجهُ
الثَّالثُ والعشرُون من سورة الأنعام
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن
تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ
رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا
لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ
انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) ( 158)
يقولُ اللهُ تَعالَى: هلْ ينظرُ
هؤلاءِ الذينَ استمرَّ ظلمُهُم وعنادُهُم،
{ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ }:
مقدِّماتُ العذابِ، ومقدِّماتُ
الآخرةِ،
بأنْ تأتيَهُم:
{ الْمَلَائِكَةِ }:
لقبضِ أرواحِهِم،
فإنَّهُم إذا وصلُوا إلى تلكَ
الحالِ،
لمْ ينفعُهُم الإيمانُ، ولا صالحُ
الأعمالِ.
{ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ }:
لفصلِ القضاءِ بينَ العبادِ،
ومجازاةِ المُحسِنِين والمُسِيئِينَ.
اللَّهُمَ اجعلْنا منْ عبادِكَ المُحسِنِين!
{ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ
رَبِّكَ }:
الدَّالةِ على قربِ السَّاعةِ.
{ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ
رَبِّكَ }:
الخارقةِ للعادةِ،
التي يُعلَمُ بها أنَّ السَّاعَةَ
قدْ دنَتْ، وأنَّ القيامةَ قدْ اقتربَتْ.
{ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا
إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا
خَيْرًا }:
أي: إذا وُجِدَ بعضُ آياتِ اللهِ
عزَّ وجلَّ،
لمْ ينفعِ الكافرَ إيمانُهُ أنْ
آمنَ،
ولا المؤمنَ المقصِّرَ أنْ يزدادَ
خيرُهُ بعدَ ذلكَ،
بلْ ينفعُهُ ما كانَ معَهُ منَ
الإيمانِ قبلَ ذلكَ،
وما كانَ لهُ منَ الخيرِ المرجوِّ،
قبلَ أنْ يأتيَ بعضُ الآياتِ.
والحكمةُ في هذا ظاهرةٌ،
فإنَّهُ إنَّما كانَ الإيمانُ ينفعُ،
إذا كانَ إيمانًا بالغيبِ، وكانَ
اختيارًا منَ العبدِ،
فأمَّا إذا وُجِدَتِ الآياتُ، صارَ
الأمرُ شهادةً،
أي انتقلَ الأمرُ منَ الغيبِ إلى
الشَّهادةِ،
( عَالِمُ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ )
ولمْ يبقَ للإيمانِ فائدةٌ،
لأنَّهُ يشبهُ الإيمانَ الضَّروريَّ،
الإجباريَّ، بعدَ رؤيةِ الآياتِ.
كإيمانِ الغريقِ، والحريقِ، ونحوِهِما،
ممَّنْ إذا رأَى الموتَ،
ورأَى الآياتِ عَيانًا بَيانًا،
أقلعَ عمَّا هوَ فيهِ، وآمنَ، وتابَ.
فمثلُ هذا توبتُهُ ضروريَّةٌ، لا
فائدةَ منْها.
كما قالَ تَعالَى:
{ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا
قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ
فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ
الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ }
وقدْ تكاثَرَتِ الأحاديثُ الصَّحيحةُ
عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ،
أنَّ المرادَ ببعضِ آياتِ اللهِ
عزَّ وجلَّ، طلوعُ الشَّمسِ منْ مغرِبِها،
وأنَّ النَّاسَ إذا رأَوها، آمنُوا،
فلمْ ينفعُهُم إيمانُهُم،
ويُغلَقُ حينئذٍ بابُ التَّوبةِ.
ولمَّا كانَ هذا وعيدًا للمُكذِّبِين
بالرَّسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، مُنتَظَرًا،
وهًم ينتظرًون بالنَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، وأتباعَهُ،
قوارعَ الدَّهرِ، ومصائبَ الأمورِ،
قالَ:
{ قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا
مُنْتَظِرُونَ }:
فستعلمُون أيُّنا أحقُّ بالأمنِ.
وفي هذهِ الآيةُ، دليلٌ لمذهبِ أهلِ
السُنَّةِ والجماعةِ،
في إثباتِ الأفعالِ الاختياريَّةِ
للهِ تَعالَى عزَّ وجلَّ،
كالاستواءِ والنُّزولِ، والإتيانِ
للهِ تباركَ وتَعالَى،
مِنْ غيرِ تشبيهٍ لهُ بصفاتِ المَخلُوقِينَ.
وفي الكتابِ والسُنَّةِ مِنْ هذا،
شيءٌ كثيرٌ.
وفيهِ أنَّ مِنْ جملةِ أشراطِ السَّاعةِ،
طلوعُ الشَّمسِ مِنْ مغرِبِها.
وأنَّ اللهَ تَعالَى حكيمٌ، قدْ جرَتْ
عادتُهُ وسُنَّتُهُ،
أنَّ الإيمانَ إنَّما ينفعُ إذا
كانَ اختياريًّا، لا اضطِراريًّا، كمَا تقدَّمَ.
وأنَّ الإنسانَ يكتسبُ الخيرَ
بإيمانِهِ.
فالطَّاعةُ والبِرُّ والتَّقوَى إنَّما
تنفعُ وتنمُو، إذا كانَ معَ العبدِ الإيمانُ.
فإذا خلَا القلبُ منَ الإيمانِ، لم
ينفعْهُ شيءٌ منْ ذلكَ.
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( إِنَّ
الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ
إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )
( 159)
يتوعَّدُ اللهُ تَعالَى الذين فرَّقُوا
دينَهُم،
أي: شتَّتُوهُ، وتفرَّقُوا فيهِ،
وكلٌّ أخذٌ لنفسِهِ نصيبًا منَ
الأسماءِ التي لا تفيدُ الإنسانَ في دينِهِ شيئًا،
كاليهوديَّةِ والنَّصرانيَّةِ
والمجوسيَّةِ.
أو لا يكملُ بها إيمانُهُ، بأنْ
يأخذَ منَ الشَّريعةِ شيئًا، ويجعلَهُ دينَهُ،
ويدَعَ مثلَهُ، أو ما هوَ أولَى منْهُ،
كما هوَ حالُ أهلِ الفِرقةِ،
منْ أهلِ البدَعِ، والضَّلالِ،
والمُفرِّقِين للأُمَّةِ.
ودلَّتْ الآيةُ الكريمةُ أنَّ الدِّينَ
يأمرُ بالاجتماعِ والائتلافِ،
وينهَى عنِ التفرُّقِ والاختلافِ
في أهلِ الدِّينِ،
وفي سائرِ مسائلِهِ الأصوليَّةِ، والفرعيَّةِ.
وأمرَهُ أنْ يتبرَّأَ ممَّنْ فرَّقُوا
دينَهُم،
فقالَ:
{ لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ }:
أي لسْتَ منْهُم، وليسُوا منْكَ،
لأنَّهُم خالفُوك، وعاندُوكَ.
{ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى
اللَّهِ }:
يُردُّونَ إليهِ، فيجازيَهُم
بأعمالِهِم.
{ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا
كَانُوا يَفْعَلُونَ }
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( مَن جَاءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا
يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) ( 160)
ثمَّ
ذكرَ اللهُ صفةَ الجزاءِ، فقالَ:
{ مَنْ
جَاءَ بِالْحَسَنَةِ }:
القوليَّةَ
والفعليَّةِ، الظَّاهرةِ والباطنةِ،
المُتعلِّقةِ
بحقِّ اللهِ، أو حقِّ خلقِهِ.
{
فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا }:
هذا
أقلُّ ما يكونُ مِنَ التَّضعيفِ.
{
وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا }:
وهذا مِنْ
تمامِ عدلِهِ تَعالَى، وإحسانِهِ،
وأنَّهُ
لا يظلمُ مِثقالَ ذرَّةٍ،
ولهذا
قالَ:
{
وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي
رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ
حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) ( 161)
يأمرُ
اللهُ تَعالَى نبيَّهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ،
أنْ
يقولَ ويعلنَ بما هوَ عليهِ مِنَ الهدايةِ إلى الصِّراطِ المُستقيمِ:
الدِّينُ
المُعتدلُ المُتضمِّنِ للعقائدِ النَّافعةِ، والأعمالِ الصَّالحةِ،
والأمرُ
بكلِّ حسَنٍ وجميلٍ، والنَّهيُ عنْ كلِّ قبيحٍ،
الذي
عليهِ الأنبياءُ والمُرسَلُونَ،
خصوصًا
إمامُ الحُنَفاءِ، ووالدُ منْ بُعِثَ منْ بعدِ موتِهِ منَ الأنبياءِ،
خليلُ
الرَّحمَنِ، إبراهيمُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ.
وهو
الدِّينُ الحنيفُ المائلُ عنْ كلِّ دينٍ غيرَ مستقيمٍ،
منْ
أديانِ أهلِ الانحرافِ، كاليهودِ والنَّصارَى والمُشرِكِينَ.
وهذا عُمومٌ،
ثمَّ
خصَّصَ مِنْ بعدِ ذلكَ أشرفَ عباداتٍ،
فقالَ:
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي
وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ( 162)
{ قُلْ
إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي }:
أي:
ذبحِي،
وذلكَ
لشرفِ هاتَين العبادتَينِ، وفضلِهِما،
ودلالتِهِما
على محبَّةِ اللهِ تَعالَى، وإخلاصِ الدِّينِ لهُ،
والتقرُّبِ
إليهِ بالقلبِ واللِّسانِ، والجوارحِ،
وبالذَّبحِ،الذي
هو بذلُ ما تحبُّهُ النَّفسُ منَ المالِ،
لما هوَ
أحبُّ إليها، وهوَ اللهُ تَعالَى عزَّ وجلَّ.
ومنْ
أخلصَ في صلاتِهِ ونسكِهِ،
استلزمَ
ذلكَ إخلاصَهُ للهِ عزَّ وجلَّ في سائرِ أعمالِهِ.
وقولُهُ:
{
وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي }:
أي: ما
آتِيهِ في حياتِي، وما يُجرِيهِ اللهُ عليَّ،
وما
يقدِّرُ عليَّ في مماتِي،
الجميعُ:
{
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( لَا
شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) ( 163)
{ لَا
شَرِيكَ لَهُ }:
في
العبادةِ،
كمَا
أنَّهُ ليسَ لهُ شريكٌ في الملكِ والتَّدبيرِ.
وليسَ
هذا الإخلاصُ للهِ ابتداعًا منِّي، وبدعًا أتيتُهُ منْ تلقاءِ نفْسِي،
بلْ:
{
بِذَلِكَ أُمِرْتُ }:
أمرًا
حتْمًا واجِبًا عليَّ، لا أخرجُ منَ التَّبعةِ إلّا بامتثالِهِ.
{
وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ }:
مِنْ
هذهِ الأمَّةِ.
اللَّهُمَ
اجعلْنا منْهُم، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حيُّ يا قيوم!
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( قُلْ
أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ
كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ
إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
) ( 164)
{ قُلْ
أَغَيْرَ اللَّهِ }:
مِنَ
المخلُوقِين الضُّعفاءِ المساكِينِ الفُقراءِ المُحتاجِينَ،
{
أَبْغِي رَبًّا }:
أي:
يحسنُ ذلكَ، ويليقُ بي، أنْ أتَّخذَ غيرَهُ، مربِّيًا ومُدبِّرًا،
واللهُ
ربُّ كلِّ شيءٍ،
فالخلقُ
كلُّهُم داخِلُون تحتَ ربوبيَّتِهِ، مُنقادُون لأمرِهِ؟
فتعيَّنَ
عليَّ، وعلَى غيرِي، أنْ يتَّخذَ اللهَ عزَّ وجلَّ ربًّا،
ويرضَى
بهِ،
وألّا
يتعلَّقَ بأحدٍ منَ المَربُوبِين الفقراءِ العاجِزِين.
ثمَّ
رغَّبَ ورهَّبَ بذكرِ الجزاءِ،
فقالَ:
{
وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ }:
مِنْ
خيرٍ وشرٍّ
{
إِلَّا عَلَيْهَا }
كما
قالَ تَعالَى:
{ مَنْ
عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا }
{
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }:
بلْ كلٌّ
عليهِ وزرُ نفسِهِ،
وإنْ
كانَ أحدٌ قدْ تسبَّبَ في ضلالِ غيرِهِ، ووزرِهِ،
فإنَّ
عليهِ وزرَ التَّسبُّبِ،
منْ
غيرِ أنْ ينقصَ من وزرِ المُباشرِ شيءٌ.
{
ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ }:
يومَ
القيامةِ،
{
فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }:
منْ
خيرٍ وشرٍّ، ويُجازِيكُم على ذلكَ، أوفَى الجزاءِ.
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
(وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ
دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ
وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( 165)
{
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ }:
أي:
يخلفُ بعضُكُم بعضًا،
واستخلفَكُم
اللهُ عزَّ وجلَّ في الأرضِ، وسخَّرَ لكُم جميعَ ما فيها،
وابتلَاكُم،
لينظرَ كيفَ تعمَلُون.
{
وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ }:
في
القوَّةِ، والعافيةِ، والرِّزْقِ، والخَلْق، والخُلُق.
{
لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا آتَاكُمْ }:
فتفاوتَتْ
أعمالُكُم.
{ إِنَّ
رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ }:
لِمَنْ
عصَاهُ، وكذّبَ بآياتِهِ
{
وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }:
لِمَنْ
آمنَ بهِ، وعملَ صالحًا، وتابَ مِنَ المُوبِقاتِ.
آخرُ
تفسيرِ سورةِ الأنعامِ، فللَّهِ الحمدُ والثَّناءُ.
نسألُ
اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يجعلَ سورةَ الأنعامَ شاهدةً لنَا، لا علَينا!
اللَّهُمَ
اجعلها حجَّةً لنَا، لا علينا، يا ذا الجلالِ والإكرامِ!
اللَّهُمَ
انفعْنا بما علَّمْتَنا، وزِدْنَا علمًا!
ما كانَ
منْ صوابٍ فمِنَ اللهِ وحدَهُ، وما كانَ منْ خطأٍ فمِنْ نفسِي والشَّيطانِ،
فأستغفرُ
اللهَ منْ كلِّ ذنبٍ وخطيئةٍ!
سبحانَكَ اللهُمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا
أنتَ، أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ.
اللهُمَّ اجعلْ هذا الاجتماعَ اجتماعاً مرحوماً، واجعلْ
تفرُّقَنا منْ بعدِهِ تفرّقًا معصوماً، ولا تجعلْ معَنا شقيَّاً ولا محروماً.
وصلِّ اللهُمَّ وسلِّمْ وبارِكْ على نبيّنا مُحمَّد
وعلى آلهِ وصحبِهِ أجمعِين.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق