الوجه الثلاثون من سورة النساء
يقول الله تعال : ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( 176 )
هذه الآية هي الآية الثالثة من آيات
المواريث
- آيات المواريث ثلاث -
الاولى والثانية : بداية سورة النساء وهذه
الآية هي الثالثة , استنبط العلماء علم المواريث من ثلاث آيات وهذه هي الآية
الثالثة
{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ}
أخبر الله تعالى أن الناس استفتوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الكلالة بدليل قوله :
{قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي
الْكَلَالَةِ ۚ}
وهي الميت يموت وليس له ولد من صلبه ولا ولد
ابن ولا أب ولا جد
{إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ
وَلَدٌ}
أي لا ذكر ولا أنثى وليس له ولد من صلبه و لا
ولد ابنٍ وكذلك ليس له والد بدليل أنه ورث فيه الإخوة ,
والإخوة بالإجماع لا يرثون
مع الوالد هذا بالإجماع
فإذا هلك وليس له ولد ولا والد وله أخت أي شقيقه أو لأب
يعني أخت لأب لا لأم فإنه قد تقدم حكمها
{فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ}
أي : نصف
متروكات أخيها من نقود وعقار وأثاث وغير ذلك .
ذلك من بعد الديْن والوصية وهو أي أخوها
الشقيق أو الذي للأب يرثها إن لم يكن لها ولد ولم يُقدّر لها إرث لأنه عاصب , فيأخذ
مالها كله إن لم يكن صاحب فرض ولا عاصب يشاركه
{فَإِن كَانَتَا}
يعني الأختان اثنتين أي فما
فوق
{فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ ۚ
وَإِن كَانُوا إِخْوَةً رِّجَالًا وَنِسَاءً}
اجتمع الذكور من الإخوة لغير أمٍ مع
الإناث
{فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ}
فيسقط فرض الإناث ويعصِبهن إخوتهن
{يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن
تَضِلُّوا ۗ}
يبين الله لكم أحكامه التي تحتاجونها ويوضحها ويشرحها لكم فضلاً منه
وإحسانا لكي تهتدوا ببيانه وتعملوا بأحكامه وحتى لا تضلوا عن الصراط المستقيم بسبب
جهلكم وعدم علمكم
والله جل وعلا : {بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ}
عالم بالغيب والشهادة والأمور الماضية والمستقبلة يعلم حاجتكم إلى
بيانه وتعليمه فيعلمكم من علمه الذي ينفعكم على الدوام وفي جميع الازمنة والأمكنة
نحمد الله عز وجل على تمام سورة النساء
ونسأل الله عز وجل أن تكون شاهدةً لنا لا علينا وأن تكون حجةً لنا لا علينا
يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق