بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
الوجهُ
السَّابعُ من سورة المائدة
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن
نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا
إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) ( 24)
لم ينجحْ فيهم الكلامُ، ولم ينفعْ فيهمُ الملامُ،
فقالوا قولَ الأذلِّينَ الحقِيرينَ:
{ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا
دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ
}
ضعفٌ عظيمٌ، ضعفٌ نفسيٌّ في قلوبِهم!
فما أشنعَ هذا الكلامَ منْهُم، ومواجهتَهم لنبيِّهم، في
هذا المقامِ الحَرِجِ الضيِّقِ،
الذي قد دعَتْ الحاجةُ والضَّرورةُ إلى نصرةِ نبيِّهِم،
وإعزازِ أنفسِهِم.
وبهذا وأمثالِهِ، من قولِ الضُّعفاءِ الجبناءِ،
يظهرُ التَّفاوتُ بين سائرِ الأممِ، وأمَّةِ مُحمَّدٍ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ،
حيث قالَ الصَّحابةُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّمَ -
حين شاورَهُم في القتالِ يومَ بدرٍ مع أنَّهُ
لم يُحتِّمْ عليهِم:
يا رسولَ اللهِ، لو خضْتَ بنا هذا البحرَ، لخضْناهُ معَكَ،
ولو بلغتَ بنا بركَ الغمادِ، ما تخلَّف عنكَ أحدٌ.
ولا نقولُ كما قالَ قومُ مُوسَى لمُوسَى:
{ اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا
قَاعِدُونَ }
ولكنْ نقولُ اذهبْ أنتَ وربُّك فقاتِلا، إنَّا معَكَما
مقاتلُون،
من بينِ يديكَ ومن خلفِكَ، وعن يمينِكَ وعن يسارِكَ.
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ
إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ )
( 25)
فلمَّا رأَى مُوسَى عليهِ السَّلامُ عُتُوَّهُم عليهِ،
وذُلَّهُم وخُنوعَهُم وخُضوعَهُم،
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي
وَأَخِي }:
أي: لا أستطيعُ أن أقاتلَهُم، فلا يدانُ لنا بقتالِهم،
ولسْتُ بجبَّارٍ على هؤلاءِ.
{ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ
الْفَاسِقِينَ }:
أي: احكمْ بينَنا وبينَهُم،
بأنْ تنزِّلَ فيهِم من العقوبةِ، ما اقتضَتْهُ حكمَتُكَ.
ودلَّ ذلكَ على أنَّ قولَهُم وفعلَهُم، من الكبائرِ
العظيمةِ الموجبةِ للفسقِ.
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ
عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى
الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) ( 26)
{ قَالَ }:
اللهُ مجيبًا لدعوةِ مُوسَى عليهِ السَّلامُ:
{ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ
سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ }:
أي: إنَّ من عقوبتِهِم أن نُحرِّمَ عليهِم دخولَ هذهِ
القريةِ، التي كتبَها اللهُ لهُم، مدَّةَ أربعينَ سنةً،
وتلكَ المدَّةَ أيضًا، يتيهُون في الأرضِ - والعياذُ
باللهِ-
لا يهتدُون إلى طريقٍ، ولا يبقُون مطمئنِّينَ.
وهذه عقوبةٌ دنيويَّةٌ،
لعلَّ اللهَ تَعالَى كفَّر بها عنْهُم، ودفعَ عنْهُم
عقوبةً أعظمَ منْها.
أي: العقوباتُ والابتلاءاتُ التي تأتيكَ، ربما يُكفِّرُ
اللهُ بها عقوباتٍ أعظمَ،
فاحمدِ اللهَ سُبحانَهُ وتعالى، على ما يأتِيكَ، من
البلايَا والمصائبِ.
وفي هذا دليلٌ على أنَّ العقوبةَ على الذَّنبِ،
قد تكونُ بزوالِ نِعمةٍ موجودةٍ، أو دفعِ نِقمةِ، قد
انعقدَ سببُ وجودِها، أو تأخُّرِها إلى وقتٍ آخرَ.
ولعلَّ الحكمةَ في هذهِ المدَّةِ،
أنْ يموتَ أكثرُ هؤلاءِ الذينَ قالوا هذهِ المقالةِ،
الصَّادرةِ عن قلوبٍ لا صبرَ فيها، ولا ثباتَ،
بل قد ألِفَتْ الاستعبادَ لعدوِّها، - بنو اسرائيلَ
ألِفوا الاستعبادَ -
ولم تكنْ لها هممٌ ترقِيها إلى ما فيه ارتقاؤُها وعلوُّها،
ولتظهرَ ناشئةٌ جديدةٌ تتربَّى عقولُهم على طلبِ قهرِ
الأعداءِ،
وعدمِ الاستعبادِ، والذلِّ المانعِ من السَّعادةِ.
ولما علِمَ اللهُ تَعالَى أن عبدَه مُوسَى في غايةِ
الرحَّمةِ على الخلقِ، خصوصًا قومَهُ،
وأنَّه ربَّما رقَّ لهُم، واحتملتْهُ الشَّفقةُ على
الحزنِ عليهِم في هذهِ العقوبةِ،
أو الدُّعاءِ لهم بزوالِها، مع أنَّ اللهَ قد حتَّمها،
قالَ:
{ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }:
أي: لا تأسفْ عليهِم - يا موسَى - ولا تحزنْ، فإنهم قد
فسقُوا - والعياذُ باللهِ-
وفسقُهُم اقتضَى وقوعَ ما نزلَ بهِم، لا ظلمًا منَّا.
نفى اللهُ تَعالَى الظُّلمَ عنْهُ - جلَّ وعَلا.
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ
ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا
وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا
يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) ( 27)
أي قُصَّ على النَّاسِ، وأخبرْهم بالقضيَّةِ، التي جرَتْ
على ابنَي آدمَ بالحقِّ،
تلاوةً يعتبرُ بها المُعتبِرون، صدقًا لا كذبًا، وجِدًّا
لا لعبًا.
والظَّاهرُ أنَّ ابنَي آدمَ هما ابنَاهُ لصُلبِهِ،
كما يدلُّ عليه ظاهرُ الآيةِ والسِّياقِ، وهو قولُ
جمهورِ المفسِّرين.
أي: اتلُ عليهم نبأَهُما في حالِ تقريبِهِما للقُربانِ،
الذي أدَّاهُما إلى الحالِ المذكورةِ.
{ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا }:
أي: أخرَجَ كلٌّ منهُما شيئًا من مالِهِ،
لقصدِ التقرُّبِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ،
{ فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ
مِنَ الْآخَرِ }:
بأن عُلِمَ ذلكَ -أنَّ أحدَ الأخوَين قدْ تُقُبِّلَ
منْهُ، وأن َّ الآخرَ لم يُتَقبَّلْ منْهُ-
بخبرٍ من السَّماءِ، أو بالعادةِ السَّابقةِ في الأممِ،
أنَّ علامةَ تقبُّلِ اللهِ لقربانٍ، أن تنزلَ نارٌ من
السَّماءِ، فتحرِقُهُ.
{ قَالَ }:
الابنُ، الذي لم يُتَقَبَّلْ منْهُ، للآخرِ، حسدًا وبغيًا،
{ لَأَقْتُلَنَّكَ }:
فقالَ لهُ الآخرُ - مترفِّقًا لهُ في ذلكَ:
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }
على رسُلِكَ، لماذا تقتلُني؟!
فأيُّ ذنبٍ لي، وجنايةٍ توجبُ لكَ أنْ تقتلَني؟
إلا أنِّي اتَّقيْتُ اللهَ تعالَى، الذي تقواهُ واجبةٌ
عليَّ وعلَيك، وعلى كلَّ أحدٍ،
والفَسَقَةُ
دائمًا يحسدُون المؤمنينَ الصَّالحين، ما لهم أيُّ ذنبٍ!
وأصحُّ الأقوالِ في تفسيرِ المتَّقينَ هنا، أي: المتَّقينَ
للهِ في ذلكَ العملِ،
بأن يكونَ عملُهُم خالصًا لوجهِ اللهِ، متَّبعِينَ فيه
لسنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
ثم قالَ له مخبِرًا أنَّه لا يريدُ أن يتعرَّضَ لقتلِهِ،
لا ابتداءً، ولا مدافعةً، لا يريدُ أنْ يقاتلَ أخاهُ
أبدًا،
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ
لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ
اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) ( 28)
{ لَئِن بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا
بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ }:
وليسَ ذلكَ جبنًا منِّي، ولا عجزًا.
فما السِّرُّ إذن؟! في كونِهِ يريدُ قتلَكَ، وأنتَ لا
تريدُ قتالَهُ ؟!
وإنَّما ذلكَ لأنِّي:
{ أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }
هذا ما نريدُه - أيُّها الإخوةُ- نريدُ خوفًا من ربِّ
العالَمِين،
خوفًا حاجزًا لنا عن أفعالِنا وتصرُّفاتِنا، عن ذنوبِنا
ومعاصِينا،
حاجزًا لنا، يقفُ أمامَنا.
إنِّي:
{ أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ
الْعَالَمِينَ }:
قلْها على ملأٍ، واجهرْ بها.
بعضُ النَّاسِ، ليسَ لديهِ الشَّجاعةُ، ليقفَ أمامَ النَّاسِ
ويقولَ:
لا أستطيعُ هذا الفعلَ، لا تقومُوا بهذا الفعلِ، فإنَّهُ
حرامٌ!
والخائفُ من اللهِ تَعالَى، لا يُقدِمُ على هذه
الذُّنوبِ،
خصوصًا الكبيرةَ منْها، فلا بدَّ أن يكونَ الخوفُ
حاجزًا ومانعًا لنا.
وفي هذا تخويفٌ لمن يريدُ القتلَ،
وأنَّه ينبغِي لكَ أنْ تتَّقيَ
اللهَ وتخافَهُ - سُبحانَهُ جلَّ وعَلا.
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ
بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ
الظَّالِمِينَ )( 29)
{ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ }:
أي: ترجعْ
{ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ }:
أي: إنه إذا دارَ الأمرُ بينَ أنْ أكونَ قاتلًا، أو
تقتلَني،
فإني أؤثرُ أنْ تقتلَني أنتَ، فتبوءَ بالوِزْرَين.
{ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ
الظَّالِمِينَ }:
دلَّ هذا على أنَّ القتلَ من كبائرِ الذُّنوبِ، وأنَّهُ
موجبٌ لدخولِ النَّارِ.
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ
قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) ( 30)
فالشيطانُ يسرِي من ابنِ آدمَ مسرَى الدَّمِ،
فينبغي للإنسانِ أنْ يتوقَّفَ، ويستعيذَ باللهِ من الشَّيطانِ
الرَّجيمِ،
ويتوضَّأَ إذا غضبَ، فالغضبُ أمرٌ ليسَ بالسَّهلِ.
فلم يرتدعْ ذلك الجاني ولم ينزجرْ
- مع أنَّه كانَ هو نفسُهُ،
يتقرَّبُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ في بدايةِ الأمرِ، يعملُ خيرًا، كأخيهِ،
لكنَّه
في النِّهايةِ، ماذا أصبحَ ؟!
فالعبرةُ
ليسَتْ بالبداياتِ، وإنَّما بالنِّهاياتِ!
فانتبهوا
إلى أنفسِكُم، وأعمالِكُم!
أحيانًا
تدخلُ الدَّارَ كي تحفظَ كتابَ اللهِ سُبحانَهُ وتَعالَى،
وإذا
يحصلُ التَّحاسدُ والتَّنافسُ غيرُ الشَّريفِ،
حتى
يصلَ الأمرُ إلى الغيبةِ والسبِّ والحسدِ والحقدِ،
ثمَّ
تخرجُ من الأمرِ، بأن تأثمَ أكثرَ من الأجرَ الذي كنْتَ تبتغِيهِ.
نسألُ
اللهَ أن يمنَّ علينا بمنِّهِ و فضلِهِ وكرمِهِ وعفوِهِ، يا حيُّ يا قيُّومُ!
وأن
يهديَنا، ويهديَ ضالَّ المسلِمِينَ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ!
فلم يرتدعْ ذلكَ الجانِي ولم ينزجرْ،
ولم يزلْ يعزمُ نفسَهُ ويجزمُها، حتَّى طوَّعَتْ لهُ
قتلَ أخيهِ،
الذي يقتَضِي الشَّرعُ والطَّبعُ احترامَهُ.
{ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ }:
دُنياهُم وآخرتَهُم، وأصبحَ قد سنَّ هذهِ السُّنَّةَ
لكلِّ قاتلٍ.
"ومنْ سنَّ سنَّةً سيِّئةً، فعليهِ وزرُها، ووزرُ
من عملَ بها إلى يومِ القيامةِ".
ولهذا وردَ في الحديثِ الصَّحيحِ أنَّهُ:
"ما منْ نفسٍ تُقتَلُ إلا كانَ على ابنِ آدمَ
الأولِ شطرٌ من دمِها، لأنَّه أولُ من سنَّ القتلَ".
فلمَّا قتلَ أخَاهُ، لم يدرِ كيفَ يصنعُ بهِ؛
لأنَّه أولُ ميِّتٍ ماتَ من بنِي آدمَ.
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
(فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا
يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا
وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ
أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ) ( 31)
{ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ }:
أي: يثيرُها ليدفنَ غرابًا آخرَ ميِّتًا.
والغرابُ - أيُّها الإخوةُ - من أخسِّ الطُّيورِ، ومع
ذلكَ يعلِّمُنا،
حيثُ وجدَ الجانِي الغرابَ يثيرُ الأرضَ، ليدفنَ غرابًا
آخرَ ميِّتًا.
{ لِيُرِيَهُ }:
بذلكَ
{ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ }:
أي: بدنَهُ، لأنَّ بدنَ الميِّتِ يكونُ عورةً
{ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ }:
وهكذا عاقبةُ المعاصِي، النَّدامةُ والخسارةُ، دائمًا.
فانتبهْ!
ولا تُقدِمْ على أمرٍ، تعوَّذ من الشَّيطانِ في البدايةِ، واستعنْ باللهِ.
نسألُ
اللهَ أن يعينَنا، ويفتحَ لنا، ويحفظَ قلوبَنا وألسنتَنا، يا حيُّ يا قيُّومُ!
شيءٌ
عظيمٌ! أنْ تعملَ أعمالًا صالحةً فلا تجدْها،
- فهو
كان مُقدِمًا على عملِ خيرٍ-
نسألُ
اللهَ أنْ يعفوَ عنَّا، ويغفرَ لنا، ما أسرَرْنا وما أعلنَّا، يا ذا الجلالِ
والإكرامِ!
وبَعْثُ
اللهِ الغرابَ،
{ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي
سَوْأَةَ أَخِيهِ }
يدلُّنا
دلالةً عجيبةً، على أنَّنا نتعلَّمُ من كلِّ أحدٍ.
فقد
أرادَ اللهُ أنْ يُعلِّمَ هذا الأخَ الجانيَ،
لكنَّه
أرسلَ له أخسَّ الحيواناتِ، وأنذلِها، وهو الغرابُ.
سبحانَكَ اللهمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا أنتَ،
أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ.
اللهمَّ اجعلْ هذا الاجتماعَ اجتماعاً مرحوماً، واجعلْ
تفرُّقَنا من بعدِهِ تفرّقًا معصوماً، ولا تجعلْ معَنا شقيَّاً ولا محروماً.
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبيّنا مُحمَّد وعلى
آلهِ وصحبِهِ أجمعِين.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق