بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
الوجه الخامس
من سورة الأنعام
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ
يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (
36)
بعدَ أنْ ذكرَ اللهُ تَعالَى:
{ وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ
إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ
سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ
لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ }
فحكمتُهُ تَعالَى اقتضَتْ أنْ يبقُوا على الضَّلالِ،
فلا تكونَنَّ منَ الجاهِلِين الذين لا يعرفُون حقائق
الأمورِ, ولا ينزلُونَها منازلَها.
يقول تَعالَى لنبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ:
{ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ }:
لدعوتِكَ، ويلبِّي رسالتَكَ، وينقادُ لأمرِكَ ونهيِكَ
{ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ }:
بقلوبِهم ما ينفعُهم، وهم أولو الألبابِ والأسماعِ.
والمراد بالسَّماعِ هنا: سماعُ القلبِ، وليس سماعُ
الآذانِ،
فالجميعُ يسمعُ سماعَ الآذانِ، لكنَّ العبرةَ من يعقلُ.
{ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ
}:
يُحتمَلُ أنَّ جميع الموتَى يبعثُهم اللهُ سُبحانَهُ
وتَعالَى يومَ القيامةِ،
ويُحتمَلُ أنْ يكونَ: إنَّما يستجيبُ لك أحياءُ القلوبِ،
وأمَّا أمواتُ القلوبِ، الذين لا يشعرُون بسعادتِهِم،
ولا يحسُّون بما ينجِّيهِم،
فإنهم لا يستجيبون لك، ولا ينقادون،
وموعدُهم يومَ القيامةِ، يومَ يبعثُ اللهُ النَّاسَ فيهِ،
ثمَّ إليهِ يرجِعُون،
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ
عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ
آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) ( 37)
{
وَقَالُوا }:
أي:
المكذِّبُون بالرَّسولِ، تعنُّتًا وعنادًا:
{
لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ }:
يعنُون
بذلكَ آياتِ الاقتراحِ،
التي
يقترحُونَها بعقولِهِم الفاسدةِ، وآرائِهِم الكاسدةِ.
كقولِهِم:
(
وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا *
أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ
خِلَالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا
كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا )
[
الإسراء: 90- 92 ]
هذه آياتُ
الاقتراحِ منْ سورةِ الإسراءِ.
{ قُلْ
}:
يا
مُحَمَّدُ مُجِيبًا لقولِهِم:
{
إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً }:
فليسَ
في قدرتِهِ قصورٌ عنْ ذلك،
كيف،
وجميعُ الأشياءِ منقادةٌ لعزَّتِهِ، مذعِنةٌ لسلطانِهِ؟!
ولكن
أكثرَ النَّاسِ لا يعلمُون،
فهُم لجهلِهِم وعدمِ علمِهِم، يطلُبون ما هو شرٌّ
لهُم منَ الآياتِ.
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي
الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا
فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) (
38)
أي:
جميعُ الحيواناتِ، الأرضيَّةِ والهوائيَّةِ،
من
البهائمِ والوحوشِ والطُّيورِ، كلُّها أممٌ أمثالُكُم:
خلقْنَاها
كما خلقْناكُم، ورزقْنَاها كما رزقْناكُم، ونفذَتْ فيها مشيئتُنا وقدرتُنا، كما
كانَتْ نافذةً فيكُم.
{ مَا
فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ }:
أي: ما
أهملْنا ولا أغفلْنا، في اللَّوحِ المحفوظِ شيئًا من الأشياءِ،
بل
جميعُ الأشياءِ، صغيرُها وكبيرُها، مثبَّتةٌ في اللَّوحِ المحفوظِ،
وفي
هذه الآيةْ، دليلٌ على أنَّ الكتابَ الأوَّلَ، قد حوَى جميعَ الكائناتِ،
وهذا
أحدُ مراتبِ القضاءِ والقدرِ،
فإنَّها
أربعُ مراتبَ:
- علمُ
اللهِ الشَّاملِ لجميعِ الأشياءِ،
فاللهُ
سُبحانَهُ وتَعالَى يعلمُ أيَّ أمرٍ يكون في السَّمواتِ أو في الأرضِ جلَّ وعَلا،
- وكتابُهُ
المحيطِ بجميعِ الموجوداتِ،
فاللهُ
سُبحانَهُ وتَعالَى كاتبٌ كلَّ شيءٍ في كتابِهِ، سُبحانَهُ جلَّ وعَلا.
- ومشيئتُهُ
وقدرتُهُ النَّافذةُ العامَّةُ لكلِّ شيءٍ،
- وخلقُهُ
لجميعِ المخلوقاتِ، حتى أفعالَ العبادِ.
ويُحتَملُ
أنَّ المرادَ بالكتابِ، هذا القرآنُ،
(
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ )
[
النحل: 89 ]
وقولُهُ:
{
ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }:
أي:
جميعُ الأممِ تُحشَرُ وتُجمَعُ إلى اللهِ في موقفِ القيامةِ،
في ذلك
الموقفِ العظيمِ الهائلِ،
فيجازيَهُم
بعدلِهِ وإحسانِهِ.
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ۗ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ
وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ( 39)
هذا
بيانٌ لحالِ المكذِّبِين بآياتِ اللهِ تَعالَى، المكذِّبِين لرسلِهِ،
أنَّهُم
قدْ سدُّوا على أنفسِهِم بابَ الهُدَى، وفتحُوا بابَ الرَّدى،
وأنَّهُم:
{
صُمٌّ }:
عن
سماعِ الحقِّ
{
وَبُكْمٌ }:
عنِ
النُّطقِ بهِ، فلا ينطقُون إلا بباطلٍ.
نعوذُ
باللهِ!
{ فِي
الظُّلُمَاتِ }:
أي:
منغمِسُون في ظلماتِ الجهلِ، والكفرِ، والظلمِ، والعنادِ، والمعاصِي.
فهذه
كلُّها ظلماتٌ.
وهذا
من إضلالِ اللهِ إيَّاهُم.
فـَ {
مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ }:
نعوذُ
باللهِ من الضَّلالِ!
لأنَّهُ
المُنفرِدُ بالهدايةِ والإضلالِ، بحسبِ ما اقتضَاهُ فضلُهُ وحكمتُهُ.
سُبحانَهُ
جلَّ وعَلا.
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ
أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ
إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ( 40)
يقولُ تَعالَى
لرسولِهِ:
{ قُلْ
}:
للمُشرِكِين
باللهِ، العادِلِين بهِ غيرَهُ:
{
أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ
أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }:
أغيرَ
اللهِ تطلُبون وترجُون وتسألُون؟ إنْ كنْتُم صادِقِين!
أي:
إذا حصلَتْ هذهِ المشقَّاتُ، وهذه الكُروبُ، التي يضطرُّ إلى دفعِها،
هل تدعُون
آلهتَكُم وأصنامَكُم، أم تدعُون ربَّكُم الملكَ الحقَّ المبينَ.
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ
فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ) ( 41)
{ بَلْ
إِيَّاهُ تَدْعُونَ }:
بل إيَّاهُ
تطلبُون وترجُون وتسألُون وتدعُون
{ َ
فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ }:
فكلُّ
الأمورِ تحتَ مشيئةِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
{ َ
فَيَكْ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ }:
منْ
تشركونَهُم وتعبدونَهُم وقتَ السرَّاءِ، تنسونَهُم وقتَ الشدَّةِ.
فإذا
كانَتْ هذهِ حالُكم مع أندادِكُم عندَ الشَّدائدِ،
تنسَونَهُم،
لعلمِكُم أنَّهُم لا يملكُون لكُم ضرًّا ولا نفعًا، ولا موتًا، ولا حياةً، ولا
نشورًا.
وتخلصُون
للهِ الدُّعاءَ، لعلمِكُم أنَّهُ هو النَّافعُ الضَّارُّ، المجيبُ لدعوةِ المضطرِّ،
فما
بالكُم في الرَّخاءِ تشرِكُون بهِ، وتجعلُونَ لهُ شركاءَ؟
هل دلَّكُم
على ذلكَ، عقلٌ أو نقلٌ، أمْ عندَكُم منْ سلطانٍ بهذا؟
بلْ
تفترُونَ على اللهِ الكذبَ؟
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ
أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ
يَتَضَرَّعُونَ ) ( 42)
يقولُ تَعالَى:
{
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ }:
منَ
الأممِ السَّالفين، والقرونِ المتقدِّمِين،
فكذَّبُوا
رسلَنا، وجحدُوا بآياتِنا.
ماذا
كانَتِ النَّتيجةُ؟
{
فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ }:
أي:
بالفقرِ والمرضِ والآفاتِ، والمصائبِ، رحمةً منَّا بهِم.
{
لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }:
إلينا،
ويلجأُون عندَ الشدَّةِ إلينا.
لعلَّهم
يسألُون ويطلُبون ويرجُون اللهَ سُبحانَهُ وتَعالَى، ويرجعُون إليهِ
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم
بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ( 43)
{
فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ }:
أي:
استحجرَتْ، فلا تلينُ للحقِّ.
{
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }:
فظُّنوا
أنَّ ما هُم عليهِ دينُ الحقِّ،
فتمتَّعُوا
في باطلِهِم برهةً منَ الزَّمانِ، ولعبَ بعقولِهِم الشَّيطانُ.
يقولُ
اللهُ تَعالَى:
( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا
عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا
أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ) ( 44)
{
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
}:
منَ
الدُّنيا ولذَّاتِها وغفلاتِها.
فإذا
انفتحَتْ الدُّنيا- أيَّها الإخوةُ- فهذا ليسَ شيئًا طيِّبًا،
بل
استدراجٌ منَ اللهِ سُبحانَهُ وتَعالَى،
فعندما
أرادَ اللهُ سُبحانَهُ وتَعالَى أنْ يعذِّبَ،
يقولُ
تَعالَى:
{
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ }:
نسَوا
النَّصائحَ والَّوجيهاتِ والدِّينَ، نسَوا اللهَ سُبحانَهُ وتَعالَى، وكتابَهُ
ورسلَهُ وشريعتَهُ،
فلمَّا
نسَوا ما ذُكِّرُوا بهِ، ماذا فعلْتَ بهِم يا ربُّ؟
{
فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ }:
يعني أنَّ
الفتحَ للدُّنيا ورغدِها أحيانًا استدراجٌ من اللهِ تَعالَى:
{
سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ }
{
وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ }
فإذا
لم نشكرْ اللهَ سُبحانَهُ وتَعالَى على نعمِهِ العظيمةِ التي نتقلَّبُ بها ليلًا
نهارًا،
فستكونُ
نتيجتُنا كما في هذهِ الآيةِ:
{
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ
}:
كلُّ
الأبوابِ والأمورِ فُتِحَت لهُم، منْ أموالٍ ورخاءٍ وسعادةٍ وراحةٍ وطمأنينةٍ
ورزقٍ,
فُتِحَتْ
لهم كلُّ الأبوابِ، منَ الدُّنيا ولذَّاتِها وغفلاتِها.
{
حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا }:
انبسطُوا
وفرحُوا وغفلُوا، وأحسُّوا أنَّهُم ملكُوا الدُّنيا كلَّها،
{
أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ }:
نعوذُ
باللهِ منْ أخذِ البغتةِ!
أي: آيِسُون
منْ كلِّ خيرٍ، وهذا أشدُّ ما يكونُ منَ العذابِ،
أشدُّ
ما يكونُ منَ العذابِ، أنْ تيأسَ وتقنطَ منْ رحمةِ اللهِ سُبحانَهُ وتَعالَى،
أنْ
تظنَّ بهِ ظنَّ السُّوءِ، أنْ تنسَى رحمةَ اللِه سُبحانَهُ وتَعالَى،
أشدُّ
ما يكون من العذابِ، أن يُؤخَذُوا على غرَّةٍ، وغفلةٍ وطمأنينةٍ،
ليكون
أشدَّ لعقوبتِهِم، وأعظمَ لمصيبتِهِم.
نسألُ
اللهَ عزَّ وجلَّ السَّلامةَ والعافيةَ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ!
اللهُمَّ إن أردْتَ بعبادِكَ فتنةً، فاقبضْنا إليكَ غيرَ
مفتونِين!
اللهُمَّ أحسِنْ لنا الختامَ!
اللهُمَّ اخرجْنا منْ هذهِ الدُّنيا سالِمِين غانِمِين!
اللهُمَّ اجعلْ خيرَ أيَّامِنا يومَ لقائِكَ!
سبحانَكَ اللهُمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا
أنتَ، أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ.
اللهُمَّ اجعلْ هذا الاجتماعَ اجتماعاً مرحوماً، واجعلْ
تفرُّقَنا منْ بعدِهِ تفرّقًا معصوماً، ولا تجعلْ معَنا شقيَّاً ولا محروماً.
وصلِّ اللهُمَّ وسلِّمْ وبارِكْ على نبيّنا مُحمَّد
وعلى آلهِ وصحبِهِ أجمعِين.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق