الاثنين، أغسطس 08، 2016

تفريغ سورة الأنعام من آية 45 إلى آية 52




بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ



الوجهُ السَّادسُ من سورة الأنعام


قالَ اللهُ تَعالَى في ختامِ الوجهِ الخامسِ:
( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ) ( 44)

فأحيانًا كثرةُ العطايَا إذا لم نشكرِ اللهَ سُبحانَهُ وتَعالَى عليها،
سواءً بالشُّكرِ الفعليِّ أو الشُّكرِ القوليِّ أو الشُّكرِ الاعتقاديِّ،
تكونُ هذه العطايا استدراجٌ من اللهِ سُبحانَهُ وتَعالَى.

يقولُ تَعالَى:
{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ }
نسُوا العبادةَ والدِّينَ.

ماذا فعل الله سُبحانَهُ وتَعالَى؟

{ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ }
فالعطايَا ليسَتْ نعمةً أحيانًا،
بل نقمةٌ وعلاماتُ استدراجٍ منَ اللهِ عزَّ وجلَّ، ليأخذَ على غرةٍ سُبحانَهُ جلَّ وعَلا،

{ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ }

{ وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ }

{ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا }:
وصلوا مرحلةَ الزُّهوِ والفخرِ والكبرِ والفرحِ بما أصابَهُم

{ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ }:
أي: آيِسُونَ منْ كلِّ خيرٍ، وهذا أشدُّ ما يكونُ منَ العذابِ.

فجأةً، دونَ أيِّ بوادرَ أو علاماتٍ للعذابِ

نعوذُ باللهِ من أخذِ البغتةِ!


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ( 45)

{ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا }:
أي اصطلَمُوا بالعذابٍ، وتقطَّعَتْ بهم الأسبابُ.

{ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }:
على ما قضَاهُ وقدَّرَهُ، منْ هلاكِ المكذِّبِين.

فإنَّهُ بذلك، تتبيَّنُ آياتُهُ، وإكرامُهُ لأوليائِهِ، وإهانتُهُ لأعدائهِ، وصدقُ ما جاءَتْ بهِ المُرسَلُون.


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَىٰ قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِهِ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ ) ( 46)

يخبرُ تَعالَى، أنَّهُ كما أنَّهُ هو المُتفرِّدُ بخلقِ الأشياءِ، وتدبيرِها،
فإنَّهُ المُنفردُ بالوحدانيَّةِ والإلهيَّةِ

فقالَ:
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ }:
فبقِيتُم بلا سمعٍ ولا بصرٍ ولا عقلٍ.

{ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ }:
فإذا لم يكنْ غيرُ اللهِ يأتِي بذلك،
فلمَ عبدْتُم معَهُ منْ لا قدرةَ لهُ على شيءٍ، إلا إذا شاءَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ.

وهذا من أدلَّةِ التَّوحيدِ، وبطلان الشِّركِ،

ولهذا قالَ:

{ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ }:
أي: ننوِّعُها، ونأتِي بها في كلِّ فنٍّ،
ولتنيرَ الحقَّ، وتتبيَّنَ سبيلَ المُجرِمين.

{ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ }:
عنْ آياتِ اللهِ، ويُعرِضُون عنْها.


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ ) ( 47)

{ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ }:
أي: أخبِرُونِي

{ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً }:
أي: مفاجأةً، أو قد تقدَّمَ أمامَهُ مقدماتٌ، تعلمُون بها وقوعَهُ.

{ هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ }:
الذين صارُوا سببًا لوقوعِ العذابِ بهِم، بظلمِهِم وعنادِهِم.


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ( 48)

يذكرُ اللهُ تَعالَى، زبدةَ وعمدةَ وأساسَ ما أرسلَ بهِ المُرسَلِين؛
أنَّهُ البشارةُ والنَّذارةُ،

وذلك مُستلزمٌ لبيانِ المُبشَّرِ والمُبشِّرِ بهِ،
والأعمالَ التي إذا عملَها العبدُ، حصلَتْ لهُ البشارةُ،

والمُنذَرِ والمُنذِرِ بهِ،
والأعمالَ التي من عملَها، حقَّتْ عليهِ النَّذارة.

ولكنَّ النَّاسَ انقسموا - بحسبِ إجابتِهِم لدعوتِهِم، وعدمِها - إلى قسمَين:

{ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ }:
أي: آمنَ باللهِ، وملائكتِهِ، وكتبِهِ، ورسلِهِ، واليومِ الآخرِ،
وأصلحَ إيمانَهُ، وأعمالَهُ، ونيَّتَهُ

{ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ }:
فيما يستقبلُ

{ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }:
على ما مضَى.


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) ( 49)


{ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ }:
أي: ينالُهُم،

ويذوقونَهُ:
{ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ) ( 50)

يقولُ اللهُ تَعالَى لنبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ؛
المقترِحِين عليهِ الآياتَ،
أو القائِلِين لهُ: إنَّما تدعُونا لنتخذَكَ إلهًا معَ اللهِ.

{ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ }:
أي: مفاتيحُ رزقِهِ، ورحمتِهِ.

{ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ }:
وإنَّما ذلكَ كلُّهُ عندَ اللهِ،
فهو الذي ما يفتحُ للنَّاسِ منْ رحمةٍ، فلا مُمسِكَ لها،
وما يُمسِكُ فلا مُرسِلَ لهُ منْ بعدِهِ،

وهو وحدُهُ عالمُ الغيبِ والشَّهادةِ.
فلا يظهِرُ على غيبِهِ أحدًا، إلا منِ ارتضَى منْ رسولٍ.

{ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ }:
فأكونُ نافذَ التَّصرفِ، قويًّا،
فلسْتُ أدَّعِي فوقَ منزلَتِي، التي أنزلَنِي اللهُ بها.

{ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ }:
أي: هذا غايتِي، ومُنتهَى أمرِي وأعلاهُ،
إنْ أتَّبعُ إلا ما يوحَى إليَّ،
فأعملُ بهِ في نفسِي، وأدعُو الخلقَ كلَّهُم إلى ذلكَ.

فإذا عُرِفْتُ منزلتِي،
فلأيِّ شيءٍ يبحثُ الباحثُ معِي، أو يطلبُ منِّي أمرًا لسْتُ أدَّعِيهِ.


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) ( 51)

هذا القرآنُ نذارةٌ للخلقِ كلِّهِم،

ولكنْ إنَّما ينتفعُ بهِ ويستفيدُ:

{ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ }:
فهُم متيقِّنُون للانتقالِ من هذه الدَّارِ، إلى دارِ القرارِ،
فلذلك يستصْحِبُون ما ينفعُهُم، ويَدَعُون ما يضرُّهُم.

{ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ }:
أي: لا منْ دونِ اللهِ عزَّ وجلَّ،

{ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ }:
أي: من يتولَّى أمرَهُم،
فيحصّلُ لهُم المطلوبَ، ويدفعُ عنهُم المحذورَ،
ولا من يشفعُ لهُم،
لأنَّ الخلقَ كلَّهُم، ليسَ لهُم من الأمرِ شيءٌ.

{ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }:
اللهَ،
بامتثالِ أوامرِهِ، واجتنابِ نواهِيهِ،

فإنَّ الإنذارَ موجِبٌ لذلكَ، وسببٌ من أسبابِهِ.


يقولُ اللهُ تَعالَى:
( وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ) ( 52)

{ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }:
أي: لا تطردْ عنْكَ، وعن مجالستِكَ، الفقراءَ البسطاءَ المُحتاجِينَ،
أهلَ العبادةِ والإخلاصِ،- رغبةً في مجالسةِ غيرِهِم-
من الملازِمِين لدعاءِ ربِّهِم،
دعاءَ العبادةِ بالذِّكرِ والصَّلاةِ ونحوِها،
ودعاءَ المسألةِ، في أوَّلِ النَّهارِ وآخرِهِ،

وهم قاصِدُون بذلك وجهَ اللهِ،
ليسَ لهُم من الأغراضِ سوَى ذلك الغرضِ الجليلِ،

فهؤلاء ليسوا مستحقِّين للطَّردِ والإعراضِ عنْهُم،
بلْ هُم مستحقُّون لموالاتِهِم ومحبَّتِهمِ، وإدنائِهِم، وتقريبِهِم،

لأنَّهُم الصَّفوةُ منَ الخَلْقِ، وإنْ كانُوا فقراءَ،
والأعزَّاءُ في الحقيقةِ، وإنْ كانُوا عندَ النَّاسِ أذلَّاءَ.

أيُّها الإخوةُ- مقياسُ النَّاسِ ليسَ صحيحًا بالضَّرورةِ،
فالفقيرُ الذَّليلُ عندَ النَّاس، قد يكونُ عزيزًا مرتفِعًا صاحبَ شأنٍ عندَ اللهِ تَعالَى.

{ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ }:
أي: كلٌّ لهُ حسابُهُ، ولهُ عملُهُ الحسنُ، وعملُهُ القبيحُ.

{ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ }:
وقد امتثلَ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ هذا الأمرَ، أشدَّ امتثالٍ،

فكانَ إذا جلسَ الفقراءُ منَ المؤمِنِين، صبَّرَ نفسَهُ معَهُم،
وأحسنَ معاملتَهُم، وألانَ لهُم جانبَهُ، وحسَّنَ خُلُقَهُ، وقرَّبَهُم منْهُ،

بلْ كانُوا هُم أكثرَ أهلِ مجلسِهِ - رضيَ اللهُ عنْهُم.

ولمَّا فتحُوا مكَّةَ - وكانَ هذا الموقفُ عظيمًا-
فكانَ الزّهوُ والنَّصرُ للمسلِمِينَ، وكانَ كبراءُ الصَّحابةِ أبو بكرٍ وعُمَرُ وعثمانُ، وهُم منْ كبارِ قريشٍ،

فلمَّا دخلُوا مكَّةَ، وكانَ كفَّارُ قريشِ ينظرُون إليهِم،
وكانَ بلالُ ذلك العبدُ الحبشيُّ، الحقيرُ في نظرِ سادةِ قريشٍ وكبرائِها، يرونَهُ عبدًا منْ عبيدِهِم،

فإذا بهذا العبدِ المؤمنِ التقيِّ الصَّحابيِّ، يقولُ لهُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ:
اصعدْ إلى الكعبةِ، فأذِّن يا بلالُ.

وكانَ سببُ نزولِ هذهِ الآياتِ:
أنَّ أُناسًا من قريشٍ، أو من أجلافِ العربِ، قالوا للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ:

إنْ أردْتَ أنْ نؤمنَ لكَ، ونتبعَكَ، فاطردْ فلانًا وفلانًا، - أناسًا من فقراءِ الصَّحابةِ-
فإنَّا نستحيي أنْ ترَانا العربُ جالِسِين مع هؤلاءِ الفقراءِ،

فحملَهُ حبُّهُ لإسلامِهِم، واتِّباعِهِم لهُ، فحدَّثَتْهُ نفسُهُ بذلكُ،
فعاتَبَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ بهذهِ الآيةِ، ونحوِها.

نحنُ نحتاجُ لمثلِ هذهِ الآياتِ، نحتاجُ إلى نزعِ الكِبرِ الذي في نفوسِنا،

تعظيمُ النَّفسِ - أيُّها الإخوةُ ـ أمرٌ خطيرٌ، وقد يقتلُ صاحبَهُ.

نحنُ عادةً نخشَى منَ العدوِّ الخارجيِّ،
ولكنَّ نفسَ الإنسانِ أشدُّ خطرًا منَ العدوِّ الخارجيِّ.

اللَّهُمَ إنَّا نعوذُ بكَ منْ شرورِ أنفسِنا، ومنْ سيِّئاتِ أعمالِنا!



سبحانَكَ اللهُمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا أنتَ، أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ.
اللهُمَّ اجعلْ هذا الاجتماعَ اجتماعاً مرحوماً، واجعلْ تفرُّقَنا منْ بعدِهِ تفرّقًا معصوماً، ولا تجعلْ معَنا شقيَّاً ولا محروماً.
وصلِّ اللهُمَّ وسلِّمْ وبارِكْ على نبيّنا مُحمَّد وعلى آلهِ وصحبِهِ أجمعِين.




ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق