الوجه الحادي عشر من سورة اﻷعراف
يقول الله عز وجل:
(وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ْ)
(وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ْ)
تحدث الله سبحانه وتعالى عن قوم لوط في الآيات السابقة وهنا تكملتها
{وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ }
أي: يتنزهون عن فعل الفاحشة.
{ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ْ}.
[سورة البروج:آية ٨]
( فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ْ)
أي: الباقين المعذبين
أمره اللّه عز وجل أن يسري بأهله ليلًا،
فإن العذاب مُصَبِح قومه فسرى بهم.
أي: الباقين المعذبين
أمره اللّه عز وجل أن يسري بأهله ليلًا،
فإن العذاب مُصَبِح قومه فسرى بهم.
إلا امرأته أصابها ما أصابهم.
{إلا امرأته }
لم تنفعه أنها زوجته!
لم يشفع له عند الله عز وجل؟!
لم يشفع له ذلك عند الله سبحانه وتعالى .
{ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا ْ}
حجارة حارة شديدة، من سجيل، وجعل اللّه عاليها سافلها.
{ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ْ}
الهلاك والخزي الدائم.
(وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
انتقل الله سبحانه وتعالى إلى قصة أخرى وهم أهل مدين
يقول الله عز وجل:وأرسلنا إلى القبيلة المعروفة بمدين
{ أخاهمْ ْ} في النسب { شُعَيْبًا ْ}
{ أخاهمْ ْ} في النسب { شُعَيْبًا ْ}
يدعوهم إلى عبادة اللّه عز وجل وحده لا شريك له، ويأمرهم بإيفاء المكيال والميزان، وأن لا يبخسوا الناس أشياءهم، وأن لا يعثوا في الأرض مفسدين، بالإكثار من عمل المعاصي
ألا تلاحظون في كذا وجه تتكلم عن الذنوب والمعاصي تهلك وتفسد وتخرب الديار !
{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ْ}
فإن ترك المعاصي امتثالًا لأمر اللّه -عز وجل -وتقربًا إليه خير، وأنفع للعبد من ارتكابها الموجب لسخط الجبار، وعذاب النار.
(وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ )
{ وَلَا تَقْعُدُوا ْ}
للناس
للناس
{ بِكُلِّ صِرَاطٍ ْ}
أي:طريق من الطرق التي يكثر سلوكها،تحذرون الناس منها
أي:طريق من الطرق التي يكثر سلوكها،تحذرون الناس منها
{ تُوعَدُونَ ْ}
من سلكها.
من سلكها.
{وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِْ}
من أراد الاهتداء به
من أراد الاهتداء به
{ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا ْ}
أي: تبغون سبيل اللّه سبحانه وتعالى تكون معوجة، وتميلونها اتباعًا لأهواءكم، وقد كان الواجب عليكم وعلى غيركم الاحترام والتعظيم للسبيل التي نصبها اللّه -عز وجل - لعباده ليسلكوها إلى مرضاته ودار كرامته وأن الله رحمهم بها أعظم رحمة.
وتصدون لنصرتها والدعوة إليها والذب عنها، لا أن تكونوا أنتم قطاع طريقها، الصادين الناس عنها، فإن هذا كفر لنعمة اللّه عز وجل ومحاداة للّه، وجعل أقوم الطرق وأعدلها ماثلة، وتشنعون على من سلكها وتسخرون ممن سلكها وتستهزؤن بمن سلكها
وتصدون لنصرتها والدعوة إليها والذب عنها، لا أن تكونوا أنتم قطاع طريقها، الصادين الناس عنها، فإن هذا كفر لنعمة اللّه عز وجل ومحاداة للّه، وجعل أقوم الطرق وأعدلها ماثلة، وتشنعون على من سلكها وتسخرون ممن سلكها وتستهزؤن بمن سلكها
(ولا تقعدوا بكل صراط ْتُوعَدُونَ ْوَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ من ءامن به وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا ْ)
تريدون الاعوجاج تريدون الضلال تريدون البعد عن الله سبحانه وتعالى تؤيدون الفساد
ما أكثرهم في هذا الزمن
{ وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ ْ}
تبحثون بكل الطرق التي تستطيعون الوصول إليها .
{ولا تقعدوا بكل صراط ْتُوعَدُونَ ْوَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ من ءامن به وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا ْ}
آية عظيمة
آية عظيمة نراها في زمننا هذا
منهم من يسهر الليالي حتى يفسد في الأرض
منهم من يسهر الليالي حتى يصد الناس عن الحق
منهم ممن لا ينام حتى يصد الناس عن الحق
منهم من فتح القنوات ودفع الأموال حتى يصد الناس عن الحق.
(وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُم وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَْ)
{وَاذْكُرُوا}
نعمة الله عليكم
نعمة الله عليكم
{ إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُم }
نماكم بما أنعم عليكم من الزوجات والنسل، والصحة، وأنه ما ابتلاكم ببلاء أو مرض من الأمراض المقللة لكم، ولا سلط عليكم عدوًّا يجتاحكم ولا فرقكم في الأرض، بل أنعم عليكم باجتماعكم، وإدرار الأرزاق وكثرة النسل.
{ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ْ}
فإنكم لا تجدون في جموعهم إلا الشتات، ولا في ربوعهم إلا الوحشة والإنبتات. ولم يورثوا ذكرًا حسنا، بل أُتبعوا في هذه الدنيا لعنة، ويوم القيامة أشد خُزيًا وفضيحة.
{وَإِن كَانَ طَائِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَّمْ يُؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ}
{وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا ْ}
وهم الجمهور منهم،والأكثر منهم، والأغلب والكثرة.
{ فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خير الْحَاكِمِينَ ْ}
فينتصر الحق وينتصر المحق، ويوقع العقوبة على المبطل.
نسأل الله أن نكون من أهل الحق ياذا الجلال والإكرام
اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
-سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
- اللهم اجعل هذا الاجتماع اجتماعًا مرحومًا،واجعل تفرقنا من بعده تفرقًا معصومًا، ولا تجعل معنا شقيًا ولا محرومًا.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ،وعلى آله وصحبه أجمعين .
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق