(فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)
طبعاً الآية التي قبلها ، لما قالوا هذه العبارة:
(قَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
، وتوكلوا على الله، وفعلوا الأسباب،
وتيقنوا أن النصرَ من الله عز وجل وحده، ولم يخافوا إلا من الله وحده
( قَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ)
أي: كافينا كلَّ ما أهمنا سبحانه
(وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
: المفوض إليه تدبير عباده، والقائم بمصالحهم.
ماذا حصل لهم يا رب عندما قالوا (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)؟
ما هي النتيجةُ؟ ماهي الثمرةُ؟ لما قالوا (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)؟
الثمرةُ مهولةٌ، الثمرة عظيمةٌ:
(فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ )
لا إله إلا الله، مباشرة الثمرة، (فَانقَلَبُوا)
أي: رجعوا مباشرةً،
(بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ)
و جاء الخبرُ إلى المشركين أنّ الرسولَ صلى الله عليه وسلّم وأصحابَه قد خرجوا إليكم، وندم من تخلف منهم،
فألقى الله الرعبَ في قلوبهم،
إذن قلوب الكفار بيد من؟! بيد اللهِ هو الخالق سبحانه، والرعبُ بيدِ اللهِ سبحانه و تعالى، يرعبُ من يشاء جلّ
وواستمروا راجعين إلى مكةَ، ورجع المؤمنون بنعمةٍ من الله و فضلٍ، و نجح المؤمنون في الاختبار، أراد الله
عزوجل أن يختبرهم، كانوا قد خرجوا من غزوةِ أحد، وكلُّهم جراحٌ، وكانوا في أشدِّ التعب، فأمرهم اللهُ أن يرجعوا
إلى غزوةٍ أخرى فرجعوا مباشرةً،
وقالوا: (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
، فكفاهم اللهُ عزوجل ما أهمهم، وأصاب اللهُ الكافرين بالرعبِ،
إذن النصر بيد من؟! النصرُ بيد الله، و الرحمةُ بيد من؟! كل بيد الله - سبحانه جلّ وعلا.
إذن استمروا راجعين إلى مكة، و رجع المؤمنون بنعمةٍ من الله وفضلٍ، حيث مَنَّ الله عليهم بالتوفيقِ للخروجِ بهذهِ
الحالة، -
و هذا توفيقٌ من الله سبحانه يمنُّ به على من يشاءُ من عبادِه
اللهم مُنَّ علينا برحمة من رحماتك و فيض من رحماتك يا ذا الجلال والإكرام -
والاتكالِ على ربهم.
ثم إنه قد كتب لهم أجرَ غزوةٍ كاملة تامةٍ، لم ينقصها شيءٌ، فسببِ إحسانِهم بطاعةِ ربِّهم، وتقواهم عن معصيتِه،
لهم أجرٌ عظيمٌ، وهذا فضلُ الله عليهم - سبحانه - يؤتيه من يشاء.
ثم قال الله تعالى:
(إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
(إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ)
أي: إن ترهيبَ من رهبَ من المشركين، وقال: إنهم جمعوا لكم، و دعا داعٍ من دعاة الشيطان، يخوفُ أولياءَه الذين ضعف إيمانُهم، أو أنه قد عدم إيمانهم.
(فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
فالخوف من من؟! من الله سبحانه جل و علا وحده
(فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
أي: فلا تخافوا المشركين أولياءَ الشيطان، فإن نواصيَهم بيد الله، لا يتصرفون إلا بقدره ، بل خافوا اللهَ الذي ينصر أولياءَه الخائفين منه المستجيبين لدعوته.
وفي هذه الآية وجوبُ الخوف من اللهِ تعالى وحده ، وأنه من لوازمِ الإيمانِ، فعلى قدرِ إيمانِ العبدِ يكون خوفُه من اللهِ تعالى،
و الخوفُ المحمودُ: هو ما حجزَ العبدَ عن محارمِ اللهِ جلّ وعلا.
ثم يقول الله تعالى:
(وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على الخلقِ، مجتهدًا في هدايتِهم، وكان يحزن إذا لم يهتدوا، فقال الله :
(وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ)
من شدةِ رغبتهم فيه، وحرصِهم عليه
(إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا)
فالله غنيٌّ - سبحانه - ليس بحاجة لنا و ليس بحاجة لهم، فالله ناصرٌ دينَه، ومؤيدٌ رسولَه، ومنفذٌ أمرَه من دونهم، فلا تبالِ لهم، ولا تحفل بهم، إنما يضرون ويسعون في ضررِ أنفسِهم، بفواتِ الإيمانِ في الدنيا، وحصولِ العذابِ الأليمِ في الأخرى
ومن هوانهم على اللهِ، وسقوطِهم من عينه، وإرادتِه أن لا يجعل لهم نصيبًا في الآخرةِ من ثوابه.
خذلهم فلم يوفقهم لما وفق له أولياءه
ومن أراد به خيرًا، عدلًا منه وحكمة، لعلمه بأنهم غيرُ زاكين على الهدى، ولا قابلين للرشاد، لفسادِ أخلاقِهم وسوءِ قصدِهم.
(إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
ثم أخبر أن الذين اختاروا الكفرَ على الإيمان، ورغبوا فيه رغبةَ من بذلَ ما يحبُّ من المالِ، في شراءِ ما يحبُّ من
السلعِ (لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا)
بل ضررُ فعلِهم يعود على أنفسِهم،
ولهذا قال: (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
و كيف يضرون الله شيئًا، وهم قد زهدوا أشدَّ الزهدِ في الإيمانِ، ورغبوا كل الرغبةِ بالكفرِ بالرحمنِ؟!
فالله غنيٌّ عنهم، وقد قيَّضَ الله لدينِه من عبادِه الأبرار الأزكياءِ سواهم، وأعدَّ له - ممن ارتضاهُ لنصرتِه - أهلَ البصائرِ والعقولِ، وذوي الألبابِ من الرجالِ الفحولِ.
قال تعالى: (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا)
ثم يقول الله تعالى:
(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)
أي: ولا يظنُّ الذين كفروا بربهم ونابذوا دينَه، وحاربوا رسولَه أنَّ تركَنا إياهُم في هذه الدنيا، وعدمَ استئصالِنا لهم،
وإملاءَنا لهم خيرٌ لأنفسِهم، - لا و الله، لا و الله - ومحبةً منَّا لهم.
كلا، ليس الأمرُ كما زعموا، وإنما ذلك لشرٍّ يريده اللهُ عزَّ وجلّ بهم، وزيادةُ عذابٍ وعقوبةٍ إلى عذابِهم،
ولهذا قال :
(إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)
فالله تعالى يملي للظالمِ، حتى يزدادَ طغيانُه، ويترادفَ كفرانُه، حتى إذا أخذَهُ، أخذَهُ أخذَ عزيزٍ مقتدرٍ، فليحذرِ الظالمون من الإمهالِ ، ولا يظنُّوا أن يفوتوا الكبيرَ المتعال.
ثم يقول الله تعالى:
(مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
أي: ما كان في حكمةِ اللهِ أن يتركَ المؤمنين على ما أنتم عليه من الاختلاطِ وعدمِ التمييزِ، حتى يميّزَ الخبيثَ من الطيبِ، والمؤمنَ من المنافقِ، والصادقَ من الكاذبِ.
ولم يكن في حكمتِه أيضًا أن يطلعَ عبادُه على الغيب الذي يعلمه من عباده، فاقتضت حكمتُه الباهرةُ أن يبتليَ عبادهَ، ويفتنَهم بما به يتميزُ الخبيثُ من الطيبِ، من أنواعِ الابتلاءِات والامتحانِات.
وهذه الابتلاءات دائمّا تمحّصُ من هو المؤمنَ حقًا ممن هو المنافقِ ومن هو الكاذبِ ، فأروا الله من أنفسِكم خيرا،
وتأكدوا أن اللهَ عزَّ وجلّ لا يقدّرُ قدرًا إلا بحكمةٍ
- سبحانه جلَّ وعلا.
يتميز الخبيث من الطيب ، من أنواع الابتلاء و الامتحان قد يكون وضع اللهُ لكم درجاتٍ في الآخرة، فلم تنالوها بأعمالِكم، فأراد الله عزَّ وجلَ بمنّه وكرمه ورحمته وجودِه وإحسانِه وفضلِه أن يبتليكم بأنواعِ الابتلاءات حتى ترتفع منزلتُكم، وترتقي مكانتُكم.
فأرسل اللهُ عز وجل رسلَه، وأمرَ بطاعتِهم، والانقيادِ لهم، والإيمانِ بهم، ووعدَهم على الإيمانِ والتقوى الأجرَ
فانقسم الناسُ بحسب اتباعِهم للرسل قسمين: مطيعين وعاصين، ومؤمنين ومنافقين، ومسلمين وكافرين، ليرتبَ على ذلك الثوابَ والعقابَ، وليُظهِرَ عدلَه وفضلَه، وحكمتَه لخلقِه جل و علا.
(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
أي: ولا يظنُّ الذين يبخلون،
أي: يمنعون ما عندهم مما آتاهم اللهُ من فضله، من المالِ والجاهِ والعلمِ، وغير ذلك مما منحهم اللهُ تعالى، وأحسنَ إليهم به، وأمرهم ببذلِ ما لا يضرُّهم منه لعبادِه، فبخلوا بذلك، وأمسكُوه، وظنُّوا به
على عبادِ اللهِ، وظنُّوا أنَّه خيرٌ لهم، بل هو شرٌّ لهم، في دينِهم ودنياهم، وعاجلِهم وآجلِهم
(سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
أي: يجعل ما بخلوا به طوقًا في أعناقِهم، يعذبون به.
كما ورد في الحديث الصحيح: (إن البخيلَ يمثلُ له مالُه يوم القيامة شجاعًا أقرعَ، له زبيبتان، يأخذُ بلهزمتيه، يقول: أنا مالُك، أنا كنزُك)
وتلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مصداقَ ذلك، هذه الآية.
فهؤلاء حسبوا أن بخلَهم نافعُهم، ومجدٍ عليهم، فانقلب عليهم الأمرُ، وصار من أعظمِ مضارّهم، وسببِ عقابهم.
(وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
أي: هو تعالى مالكُ الملك، وتردُ جميعُ الأملاكِ إلى مالكها، وينقلب العباد من الدنيا ما معهم درهمٌ ولا دينارٌ، ولا غير ذلك من الأموال،
قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ)
سترد جميع الأملاك إلى مالكها،
ابنُك ملكٌ لله عزَّ وجلّ، مالُك، أيُّ شيءٍ لك في هذه الدنيا، هو ملكٌ لله تعالى، وسينقلب العبادُ من الدنيا ما معهم درهمٌ ولا دينارٌ، ولا ابنٌ ولا زوجٌ, ولا غير ذلك.
و تأمل كيف ذكر السببَ الابتدائيَّ والسببَ الغائيَّ، الموجبَ كلَّ واحدٍ منهما أن لا يبخلَ العبدُ بما أعطاهُ اللهُ.
- أخبر أولًا: أن الذي عنده وفي يده، فضلٌ من الله ونعمةٌ، ليس ملكًا للعبدِ، بل لولا فضلُ اللهِ عليه وإحسانُه، لم يصل إليه منه شيءٌ، فمنعُه لذلك منعٌ لفضلِ اللهِ وإحسانِه؛
إذا منعت الناسَ، فهذا يعني منعك فضلَ الله وإحسانَه ولأن إحسانَه موجبٌ للإحسانِ إلى عبيده، فإن كنت تريد الإحسانَ إلى اللهِ، أحسنْ إلى عبيدِه، تريد الإحسانَ إلى اللهِ أحسنْ إلى خلقِه،
كما قال تعالى: (وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)
فمن تحقق أن ما بيده، فضلٌ من اللهِ، لم يمنع الفضلَ الذي لا يضره، بل ينفعه في قلبِه ومالِه، وزيادة إيمانه، وحفظه من الآفات، تريد أن تحفظَ مالَك إذن تصدقْ.
- ثم ذكر ثانيًا : أن هذا الذي بيد العباد كلها ترجعُ إلى اللهِ، ويرثها تعالى، وهو خيرُ الوارثين، فلا معنى للبخلِ بشيءٍ هو زائلٌ عنك, منتقلٌ إلى غيرك.
سواءً بخلت أم لم تبخلْ، فمالك سيذهبُ ويرحلُ عنك.
- ثم ذكر ثالثًا: السببَ الجزائيَّ،
فقال: (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
فإذا كان خبيرًا بأعمالكم جميعها - ويستلزم ذلك الجزاءَ الحسنَ على الخيراتِ، والعقوباتِ على الشرِّ- لم يتخلفْ من في قلبِه مثقالُ ذرةٍ من إيمانٍ، عن الإنفاقِ الذي يجزى به الثوابَ، ولا يرضى بالإمساكِ الذي به العقابُ.
أسأل الله تعالى أن يمن علينا بفضله و كرمه و جوده و إحسانه
اللهمَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حي يا قيوم، مُنَّ علينا برحمتك و فضلِك وجودِك وإحسانِك.
اللهم صلّي الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمدٍ
اللهم يا ذا الجلال و الإكرام اجعل هذا الاجتماع اجتماعاً مرحوماً، واجعل تفرقنا من بعده تفرّقا معصوما،
ولا تجعل معنا شقياً ولا محروماً.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق